ويتجلّى ذلك؛ في إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعد تردّد توجهه اليوم الأحد إلى باريس للمشاركة في التظاهرة ضد "الإرهاب"، وسط تحريض مباشر على الإسلام والمسلمين؛ قائلاً: "إنني أغادر إلى باريس للمشاركة في التظاهرة سوية مع زعماء العالم في النضال المتجدد ضد الإرهاب الإسلامي الذي يهدد البشرية كلها، وهو أمر دعوت إليه منذ سنوات عديدة".
في المقابل سارعت الحكومة الإسرائيلية منذ أمس، إلى الضغط على عائلات ضحايا المتجر اليهودي، من أصول يهودية، لدفنهم في القدس المحتلة، في جنازة ومراسم رسمية الثلاثاء، مما يوفر لإسرائيل فرصة إضافية للاستفادة من الهجمات "الإرهابية" عبر نقل اهتمام وسائل الإعلام الدولية من باريس إلى تل أبيب.
ومن المتوقع، أن تحوز الترتيبات الرسمية للجنازة مع ما سيرافقها من البكاء الإسرائيلي والتباكي على الضحايا اليهود، بعد نزع هويتهم الفرنسية عنهم، متسعاً جديداً للحديث عن معادة "السامية" والخطر الوجودي المحدق باليهود أينما كان.
وقد سبق لنتنياهو، قبل إعلان هذا النبأ، أن دعا يهود فرنسا ويهود العالم إلى الهجرة إلى إسرائيل، باعتبارها وطنهم وبيتهم وليست مجرد دولة يهاجرون إليها.
ويتناغم ذلك مع عودة الدعاية الصهيونية إلى استغلال الاعتداءات في باريس، على نحو ما حدث في الأرجنتين ومناطق أخرى في العالم، لترويع اليهود الذين رفضوا لغاية الآن الهجرة إلى فلسطين، وتحذيرهم من عدم استقرار الأمور في أوطانهم وتفاقم مظاهر العداء لـ"السامية"، بهدف الضغط عليهم للهجرة إلى إسرائيل.
وفي هذا السياق، أفردت صحيفة "هآرتس"، اليوم، مكاناً في صفحاتها الأولى للحديث عن تزايد عدد اليهود من أصول فرنسية، الذين هاجروا في السنوات الأخيرة إلى إسرائيل، بفعل القلق من تنامي قوة الحركات "الفاشية" و"العنصرية"، خاصة "الجبهة الوطنية"، بقيادة ماري لوبين.
ولفتت الصحيفة العبرية، إلى أنّ معطيات وزارة استيعاب الهجرة الإسرائيلية أكّدت، أنّ اليهود الفرنسيين الذين يعتزمون الهجرة إلى إسرائيل ليسوا بحاجة إلى تشجيع من أجل مغادرة دولتهم.
وبحسب هذه المعطيات فقد تجاوز عدد المهاجرين اليهود الفرنسيين إلى إسرائيل في العام 2014 عدد اليهود المهاجرين لإسرائيل من أوكرانيا وروسيا، وبلغ 6960 مهاجراً. ووفقاً للصحيفة، فإن أحد أسباب هذ الهجرة التي ذكرها المهاجرون هو الشعور بالأمن والتخوف من العداء لـ"السامية" من جانب الفرنسيين.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
