نبيل الأظن.. رحيل "عشية العرض القادم"

14 نوفمبر 2018
(1948 - 2018)
+ الخط -

رحل أول أمس الإثنين الكاتب والمخرج المسرحي اللبناني الفرنسي نبيل الأظن (1948 - 2018) بعد صراع مع المعرض في أحد مستشفيات بلدة أفينيون، وكان يستعد لتقديم مسرحية "يوليوس قيصر" لـ شكسبير في شباط/ فبراير المقبل مع مجموعة من الطلبة في بيروت.

وُلد الأظن في العاصمة اللبنانية، وتوّجه إلى دراسة العلوم السياسية في "الجامعة اليسوعية"، ثم قرّر عام 1978 الانتقال إلى باريس ليستقرّ فيها بعيداً عن الحرب الأهلية في بلاده، حيث تخرّج هناك من "جامعة السوربون" وأسس فرقة "البركة" التي قدّمت نصوصاً لكتّاب مثل هارولد بنتر وتينسي وليامز.

في 2005، قدّم مسرحية "عشية العرض القادم" عن نص للكاتبة الفرنسية كلير بيشي والتي استمر عرضها حوالي العام في عدّة مدن في فرنسا وأوروبا، حيث الحوارات داخل العمل أشبه بهذيانات شخص يفقد توازنه ويتحدث عن اضطراباته وتناقضاته التي لا تنتهي، في تمثّل لفوضى العالم.

السنة التالية، قدّم مسرحية "أحدهم سوف يأتي" للكاتب السويدي يان فوس، والتي لاقت رواجاً كبيراً ضمن سلسلة الاعمال التي كان يختارها، مركّزاً على الأزمات النفسية والاجتماعية التي يعيشها الإنسان المعاصر، كما في هذا العمل الذي يتناول قضايا الموت والحرب من خلال قصة رجل وامرأة متحابَّين يكتشفان أن العالم لا يكفّ عن التلاعب بمشاعرهما، وأن العزلة هي خيارهما الوحيد.

كان من أوائل المسرحيين الذين ذهبوا إلى لبنان بعد انتهاء الحرب في أوائل تسعينات القرن العشرين ليدافعوا عن معالم المدينة الأثرية مثل "تياترو بيروت". وفي العام 1999، قدّم فيه مسرحية للشاعر جورج شحادة بعنوان "لوعة حب" في الذكرى العاشرة لرحيل شحادة، منتقداً سياسات إعادة الاعمار العشوائية.

من أبرز أعماله التي قدّمها "عقد هيلين" عن نص للكاتبة الكندية كارول فريشت. تبدو مضامين المسرحية جدلية في تقديم العلاقة مع الآخر، حيث تتناول حكاية امرأة غربية تحل ببلد شرقي مزّقته الحرب، لحضور مؤتمر يتعلّق بعملها، وعشية عودتها إلى وطنها، تفتقد قلادتها المصنوعة من اللآلئ، وتذهب للبحث عنها فتكتشف الواقع الأليم في هذا البلد الشرقي.

شغلته قضايا الصراع بين اللغة الأم ولغة الآخر والحوار والهجرة والحرب والنزوح، كما ألّف العديد من الكتب منها كتاب عن رئيسة "مهرجانات بعلبك" التي رحلت عام 2018 بعنوان "مي عريضة: حلم بعلبك"، وجسّد مجموعة من حكايات "ألف ليلة وليلة" على مسرح "جامعة النجاح الوطنية" في مدينة نابلس مازجاً فنون الموسيقى والغناء والحكواتي والسيرك.

المساهمون