ناشطو غزة يتضامنون مع الأقصى إلكترونياً

24 ديسمبر 2014
(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

"القدس ليست مدينة مكونة من أحجار ومبان وسكان فقط، بل هي عقيدة راسخة ومسرى الرسول، وهي في قلوب الملايين...". هذه كلمات بسيطة تحولت إلى تغريدة، من آلاف التغريدات التي كتبها ناشطون شباب من غزة، باللغتين العربية والإنجليزية، على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم "#الأقصى_لنا".

فقد تجمّع عشرات الناشطون في فندقٍ على شاطئ مدينة غزة، بدعوة من وزارة الإعلام، لتوحيد كتاباتهم لنصرة المسجد الأقصى، وكشف ما يتعرض له من انتهاكات إسرائيلية، وذلك ضمن سلسلة من الفعاليات المصاحبة للحملة الإعلامية "الأقصى لنا" التي تنفذها الوزارة منذ الشهر الماضي.

وتنوعت كتابات الناشطين، بين التعريف بالمسجد الأقصى وأهميته التاريخية، والكشف عن أهداف الاحتلال من ازدياد وتيرة الاعتداءات، وأيضاً الحثّ على المقاومة بمختلف السبل، والتصدي لمجموعات المستوطنين التي تقتحم المسجد الأقصى يوميا، والدعوة إلى اتخاذ خطوات فعلية من الأمة العربية والإسلامية لحماية المسجد الأقصى.

وقال المغرد محمود أبو ريدة، إن "إسرائيل رصدت 17 مليار دولار لتهويد القدس والأقصى، متسائلاً: "ماذا قدّم العرب لحمايته من بطش اليهود؟". بينما غردت الصحافية إيمان بادود قائلةً: "نحنُ أصحاب الأرض والتاريخ... لن ننسى أبداً كيف أحرق اليهودي (مايكل روهان) قلب الأمة".

وأوضحت بادود في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الحملات الإلكترونية "تساهم في ضبط بوصلة القضية الفلسطينية من جديد، خاصة في ظل الانشغال بالتجاذبات السياسية، ولفت الانتباه إلى حقيقة ما يجري في القدس من تهويد للبلدات ومصادرة للأراضي والممتلكات".

وكتبت الناشطة دعاء الشريف في تغريدتها: "أما آن الأوان لجيوشنا العربية أن تذود عن كرامة وشرف هذه الأمة؟"،  مشيرة إلى أنها جهّزت خلال الأيام الماضية 5000 تغريدة للمشاركة بها في الحملة.

ولفت المحاضر في جامعة الأمة عدنان أبو عامر، في تغريدته، إلى أهمية تفعيل الطاقات والمواهب؛ لنصرة الأقصى الأسير. فيما قال الشاب سعيد اللقطة، إن "الأقصى هو حاضرنا، هو مستقبلنا، هو ماضينا، وأغلى ما نملك، بل كل ما نملك، ولن نسمح لأحد أن يمسه بسوء".

وحظيت الحملة بتفاعل عدد من الناشطين العرب والأجانب. ولم يقتصر التفاعل على التغريدات الكتابية، بل اشتملت على نشر صور ومقاطع فيديو تذكر بعمليات الطعن والدهس التي نفذها فدائيون فلسطينيون، خلال الأسابيع الماضية، كرد فعل على ارتفاع حدة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى.

في ذات السياق، ذكر مشرف الحملة إسماعيل الثوابتة لـ"العربي الجديد"، أنّ المسجد الأقصى بحاجة إلى الدعم والنصرة بمختلف الإمكانيات المتاحة، لكشف الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، مشيراً إلى أن حجم التغريدات وصل خلال الساعات الأولى من إطلاق الحملة نحو عشرة آلاف تغريدة.

وأضاف الثوابتة أنّ "الحملة ستركز على جملة من المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس، وأهمها تزايد عمليات التهويد، والاستيطان، والحفريات أسفل المسجد الأقصى"، مشيداً "بحجم التفاعل والمشاركة التي تنوعت بين مختلف الشرائح المجتمعية".

يُشار إلى أن المكتب الاعلامي الحكومي في وزارة الإعلام بغزة، أطلق في الحادي والعشرين من شهر نوفمبر/تشرين الأول المنصرم، حملة إعلامية بعنوان "الأقصى لنا"، من أجل حشد الرأي العام العربي والدولي لنصرة المدينة المقدسة، وفضح المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى تقسيمها زمانياً ومكانياً.

وتنوعت أنشطة الحملة الوطنية، بين تعليق اللوحات الكبيرة في شوارع قطاع غزة للفت الانتباه لما يجري في المسجد الأقصى، وبين تخصيص ساعات بث موحدة بين الإذاعات المحلية في القطاع، للحديث عن المدينة المقدسة. بينما يجري التحضير لتوزيع كتيب مصور عن معالم مدينة القدس والأقصى وكنيسة القيامة باللغتين العربية والإنجليزية.

المساهمون