ناشطون أردنيّون: "#راكان_قطيشات_يمثلني"

07 نوفمبر 2015
السيول أغرقت وسائل التواصل أيضاً (فيسبوك)
+ الخط -
نادراً ما يتجرأ مسؤول أردني على تحمّل مسؤولية التقصير الذي تقترفه المؤسسة التي يرأسها، ولا يحدث ذلك حتى عندما تنتج عن التقصير كارثة تزهق الأرواح وتخلف خسائر بملايين الدنانير، على غرار الكارثة التي عاشتها العاصمة عمّان منذ أيام بعد فشل أمانة عمّان بالتعامل مع الأمطار التي أغرقت المدينة وأدت إلى مصرع أربعة أشخاص محدثةً أضراراً مادية جسيمة.

لم يتوقع الأردنيون، بحكم تجاربهم السابقة، أن يخرج مسؤول معلناً تحمل مسؤولة التقصير الذي حدث، ولم يحلموا أن يقدم مسؤول كبير استقالته على خلفية الكارثة، واعتقدوا كما هي العادة أن يكون هناك كبش فداء، يُحَمّلُ وحيداً وزر ما حدث ويطاح فيه لإرضاء المواطنين الغاضبين وإطالة جلوس المسؤول على كرسيه.

إلّا أن ما حدث في أعقاب "كارثة" فيضان عمّان كان مخالفاً لكل التوقعات، وصادماً بكل المقاييس، حين حمّل المسؤولون الضحايا أو ذويهم مسؤولية موتهم، وأكثر من ذلك وجد الضحايا في مصيبتهم من يُحقرهم ويرميهم بفقرهم.

غالبية ضحايا الفيضان كانوا من سكان الطوابق الأرضية "التسوية" الذين داهمت مياه الأمطار منازل هؤلاء وحوّلتها إلى برك سباحة، ما اعتُبر كارثة حقيقية، لكن تلك العبارة لم تلفت وزيرة التنمية الاجتماعية ريم أبو حسان، خلال جولة نفذتها تحت المطر على المنازل المنكوبة، الوزيرة التي يمكن الاصطلاح عليها بـ "وزيرة الفقراء"، حقّرت خلال الجولة سكان التسوية، فقالت متسائلة لأحدهم "مين حكالك تسكن بالطابق السفلي؟".

عبارة الوزيرة، بكل ما حملته من تحقير لسكان الطوابق السفلية، أثارت غضب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب أحدهم متهكماً تحت عنوان أوقح تعليق على فيضانات عمّان:
"بصراحة الوزيرة معها حق.. تارك كل هالفلل والقصور ورايح تسكن بتسوية؟ بتستاهل".

فيما دافع الناشطون عن سكان التسويات رافضين تحقيرهم والإساءة لهم، وعلّق أحد الناشطين على اندهاش الوزيرة فكتب: "إلى صاحبة المعالي وزيرة التنمية اﻻجتماعية، رداً على اندهاشك من وجود مواطن يسكن في تسوية، سجلي عندك: في تسوية تحت التسوية، وفي ناس ساكنين في غرفة، غرفة وحده بس! وفي ناس ساكنين في بيوت طين، وفي ناس ساكنين في صفيح، وفي ناس مش ساكنين من أصله".





تصريح الوزيرة الذي حاز نصيباً وافراً من النقد والتهكم، لم يكن الوحيد الذي ألقى باللوم على سكان التسويات، فخرج أمين عمّان عقل بلتاجي في لقاء على التلفزيون الرسمي ليكرر ما قالته الوزيرة.

ورأى البعض أن بلتاجي كرر المقولة بهدف تحميل المسؤولية للأهل حيث استغرب أن يُترك أطفال داخل منازل ذويهم في تسوية بقاع بناية، في إشارة منه لحادثة وفاة الطفلين المصريين، معتبراً أن هناك سوء متابعة من قبل الأهل.

وقد رأى ناشطون في تصريحه إدانة واضحة للضحية، وعبّروا عن غضبهم وخيبتهم بالتصريحات. وعلى "تويتر"، كثُر تداول وسم "#إقالة_عقل_بلتاجي"، وكتب زيد متهكّماً "عقل بلتاجي لستون دقيقة: علموا أولادكم السباحة خاصة سكان الطوابق الأرضية"، وقال حسام "أعتقد تصريحه الجاي راح يكون الي طوله اقل من 150 ما يطلعش". 

كما انتشرت عدة وسوم على مواقع التواصل في الأردن ومنها: "#عمّان-تغرق" و"#تسوية"، وفيها نقد واضح لتصريحات الوزراء الأخيرة، ودعوة لمحاسبتهم على تقصيرهم.

وفي انتقاد غير مباشر للوزيرة والأمين، تغنى الناشطون بالشاب الأردني راكان قطيشات الذي وثق فيديو انتشر على موقع "يوتيوب" خلال إنقاذ أطفال داهمت المياه بيت عائلتهم الموجود بطابق أرضي، حيث انتشر على "فيسبوك" وسم "#راكان_قطيشات_يمثلني".

وكتب ناشط على صفحته على "فيسبوك": "راكان قطيشات ...لم "يعاير" الأسرة أثناء إنقاذها بأنها "تسكن في تسوية، ولم يسألهم لهم: "أين أبوك أو أمك، خلهم ييجو يساعدوك، ليش يتركوك بالبيت؟".





اقرأ أيضاً: اتهامات "الداخلية" لـ"الإخوان" بسدّ البلاعات تثير موجة سخرية

المساهمون