نازحو درعا يعيشون مأساة التهجير هرباً من تسوية مذلة

13 يوليو 2018
معاناة للحصول على الغذاء والماء (Getty)
+ الخط -

يكابد أكثر من مائتي ألف من نازحي درعا السورية ظروفاً سيئة ومعاناة متواصلة للحصول على الغذاء والماء، ويعيش معظهم في مناطق الرفيد والحيران وبريقة وغيرها من البلدات حياة التشرد في الأراضي الصخرية وبين الحقول الزراعية، في ظل غياب أي ضمانات لعودة آمنة للمهجرين ورفض معظمهم لخيار التسوية مع النظام.

وفي السياق يقول مثقال الجلم (43 عاماً) لـ "العربي الجديد" "لم يعد هناك كلام يصف مأساتنا هنا، ماذا نقول وماذا نفعل؟ لا نعلم، كل بلدة تصالح النظام وحدها، من يتخذ القرار ومن يتكلم باسمنا، يتحدثون عن ضمانات وشائعات تقول إن عودتنا أفضل، ولكن أنا أفضل الصبر على الجوع هنا بدل أن أكون ضحية مع أولادي لنظام مجرم قتل أطفالنا، إن لم تكن عودة الناس من هنا جماعية فلن أعود، وسأربط مصيري بمصيرهم ومعاناتي بمعاناتهم".

ويتابع الأربعيني: "اعتدت النوم على قطع الكرتون وإسفنجة بالية حصلت عليها مؤخرا، الخيمة لا تتسع للجميع، تنام ابنتي وأطفالها مع زوجة ابني وزوجتي داخل خيمة، بينما أنا وزوج ابنتي وابني نتدبر أمورنا في العراء، أحضرنا منذ أيام أغطية بلاستيكية ورفعناها على قطع من الخشب بين الصخور لتكون كمظلة تقينا جزءاً من حرارة الشمس الحارقة في النهار، هذا حالنا الذي لا مفر منه، الآن نترقب ما تخبئه الأيام القادمة لنا بخوف".

أما بالنسبة للخمسيني قصي البكري، فيوضح أنه لم يعد قادراً على تحمل حياة التشرد هناك، ويريد العودة لبلدته ويقول "الحصول على الماء مصيبة، وكل ما كان لدينا من أغذية قد نفد، وصرنا كالشحاذين نطلب من هذه المنظمة أو تلك وليس لديهم ما يسد الرمق، ومناشداتنا وصرخاتنا ذهبت أدراج الرياح، ولدي شك أن الدول لن تتدخل لإغاثتنا لأنها تسعى لإظهار النظام بمظهر المخلص".

ويضيف "سئمنا من بيع الأوهام وأن درعا لن تسقط، لا يعرف الجميع أنها مجرد لعبة لن يطحن فيها سوى الأهالي، الذين تشردوا وعانوا وفي النهاية تركوا لمصيرهم المجهول".

من جهته، يقول سعد العماري (32 عاما) لـ "العربي الجديد" "عودتي والتوقيع على تسوية مع من قتل أخي أمر لا أستطيع تصوره، وأنا أحاول ألا أقع في هذا الخيار، لأنه يثير الخوف والحزن في نفسي، أفضل الذهاب للشمال السوري، ونحن نفاوض على هذا الأمر، ونناشد الجميع أن يساعدونا بالتوصل لاتفاق مع الروس يقتضي هذا الأمر، كونهم يرفضونه في الوقت الحالي، ويريدون إعادتنا لبلداتنا مجبرين، ليظهروا للجميع أنهم وأدوا ثورتنا بمهدها وشرارتها في حوران وأذلوا من طالب بالحرية فيها".

بدورها، تصف هناء العيد، الحياة قرب بلدة الرفيد في الأراضي الصخرية، وتقول لـ "العربي الجديد": "كأنه يوم المحشر، آلاف العائلات تجمعت هنا، الجوع والخوف على الأطفال همّ الجميع فهم لا يدركون مخاطر اللعب بين الصخور مع انتشار الأفاعي السامة والعقارب، كما نعاني من غياب الخدمات، ونتمنى الخلاص مما نحن فيه ولو بأي حل كان".


وسبق للأمم المتحدة أن أكدت عبر المتحدث باسم مكتبها الإقليمي للأزمة السورية في عمان ديفيد سوانسون، أن "نحو مائتي ألف نازح سوري يتواجدون على طول حدود الجولان".

 

 

 

المساهمون