لم تتمكن كثير من العائلات النازحة من ريفي حماة الشمالي والغربي من العثور على مأوى، سواء في المخيمات المنتشرة بريف إدلب الشمالي الغربي قرب الحدود السورية التركية، أو في منازل مستأجرة، في ظل غياب المنظمات الإنسانية عن المنطقة.
وقال الناشط محمود توفيق لـ"العربي الجديد"، إن "مئات العوائل تقيم في الأراضي الزراعية، خاصة في منطقة حارم، وحركة النزوح ضخمة، ومن مناطق مختلفة، وحاجات النازحين كبيرة، وما يحصلون عليه محدود، وهناك حديث عن مخيمات قيد الإنشاء في منطقتي أطمة وكلي الواقعتين في ريف إدلب الشمالي".
وتطرق توفيق إلى غياب الخدمات قائلا: "الخدمات المقدمة لا تغطي 10 في المائة من الاحتياجات، وخلال شهر رمضان كانت المنظمات الإنسانية تقدم وجبات إفطار للنازحين المقيمين تحت أشجار الزيتون، وحاليا ما يقدم للنازحين محدود جدا".
وقال عيسى الخليل لـ"العربي الجديد"، إن "أوضاع النازحين من ريف حماة مأساوية، فقيمة استئجار المنازل باهظة، خاصة في أطمة والدانا، وليس لدينا ما يكفي من المال لتدبير تفاصيل حياتنا اليومية، ولجأ البعض إلى أقاربهم في المخيمات كحل مؤقت، وآخرين يعيشون تحت الأشجار مؤقتا على أمل أن يعودوا إلى بلداتهم في وقت قريب".
وتكتظ محافظة إدلب بالمخيمات التي يتجاوز عددها 450 مخيما ضمن تجمعات مخيمات أطمة وخربة الجوز وحارم وسلقين، والتي تضم ما يقارب مليون نازح ومهجر، لكن الخيام لم تعد متوفرة، ودور المنظمات تراجع مع تناقص التمويل.
وأكد النازح من قلعة المضيق في ريف حماة، زهير الطاهر، أنه قضى أياما تحت الأشجار في العراء هو وأفراد عائلته في منطقة كفرلوسين بإدلب، وأضاف: "لم يسألنا أحد إذا ما كنا بحاجة لشيء، ولم يكن لدينا أغطية، وكان هناك مبنى قريب غير مكتمل، فلجأنا إليه لنؤوي الأطفال، وقبل فترة أبلغونا أنه يتوجب علينا مغادرة المبنى لاستكمال البناء. عندما يخرجوننا من المبنى سنرجع إلى العراء، أو نعيش مع أطفالنا بين أشجار الزيتون تحت الشمس وعلى التراب بلا شيء".
ونزح سكان كثير من البلدات في ريفي حماة الشمالي والغربي خلال الأيام الماضية، وفي مقدمتها قلعة المضيق واللطامنة وكفرزيتا، بعد أن شهدت هذه البلدات دمارا كبيرا مع تواصل قصف قوات النظام لها.