ناجي أبو نوار: السينما العربية تعاني من ضعف الإنتاج

17 ديسمبر 2014
ناجي أبو نوار: أختار قضايا تعكس حياة ومواقف (خاص)
+ الخط -
قال المخرج الأردني، ناجي أبو نوار، إن ضعف الإنتاج أهم عقبة واجهت السينما العربية خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا الحاجة إلى انتعاش اقتصادي عربي على نحو يدعم انتعاش الإنتاج الفني، والسينمائي بشكل خاص.
وإلى نص المقابلة:

*من وجهة نظرك .. هل تعاني السينما العربية حالياً من أزمة إنتاج؟
بالطبع، فإنتاج عمل سينمائي هذه الفترة شيء صعب جداً، لأن ما تمر به بعض الدول العربية من أزمات اقتصادية يجعلها تفكر في أمور أبعد كثيراً من الإنتاج السينمائي، فبعض الدول بحاجة إلى انتعاش اقتصادي لكي تستطيع العودة إلى ما كانت عليه، وبالتالي وسط محاولات العودة يصعب أن تنتعش السينما أو ينتعش الفن بالشكل الذي يضمن إنتاجاً وفيراً.

*ما تقييمك للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها الأردن وباقي الدول العربية؟
بشكل عام ..الأوضاع لدينا جيدة جداً، هناك أزمات مزمنة وموجودة شأننا في ذلك شأن غالبية دول العالم كالبطالة والتضخم على سبيل المثال. كما تعاني الدول العربية من أزمات متعددة، ففي مصر الأحوال كانت متدهورة إلى حد بعيد حسب متابعتي للوضع، ولكن منذ فترة والأخبار الاقتصادية تبشر بانتعاش قريب رغم المشاكل التي تواجه البلد، وفي بعض الدول الأخرى نجد أن الحالة الاقتصادية سيئة، وأتمنى أن تزول كل هذه الأزمات ويعود الوطن العربي ليعيش في أمن وأمان.

*قدمت مؤخراً فيلم "ذيب" الذي عكست من خلاله بعض هموم المواطن وحصد العديد من الجوائز، فهل تعتبر العمل الفني الواقعي هو من يصل للجمهور بشكل أسرع؟

العمل الذي يلمس معاناة الجمهور فقط هو من يحصد الإشادة والنجاح الكبير، والحمد لله استطاع فيلم "ذيب" أن ينال الحظ الأكبر من النجاح والتكريم في أكثر من مهرجان، منها مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

*وهل لديك أفكار أخرى خاصة بهموم وقضايا الوطن تسعى لتنفيذها في الفترة المقبلة؟
بالطبع فهذه رسالتي التي أعيش من أجلها، ولأن كل إنسان منا له دور في الحياة فأنا أرى دوري يكمن في موهبتي الفنية كمخرج، وأختار القضايا المهمة التي تعكس صورة حية وحياة ومواقف وقضايا نعيشها وأحاول من خلالها أن أتحدث عن شريحة تحتاج لمن يعبر عنها، سواء بالأعمال الفنية أو غيرها، فمن يحتاج إلى المساعدة يبحث عن أي نافذة، وأعتبر أن الفن نافذة تقدم الرسالة بشكل أسرع وتصل للجميع، خصوصاً في ظل التطور الهائل الذي تشهده وسائل التواصل.

*وهل تفكر كثيراً في العائد المادي لأعمالك؟
أعمالي التي أقدمها قد يكون بعضها تجارياً، لكن المهم أن يكون مضمون العمل قضية مهمة تمس الإنسان، فلا أوافق على أن يطغى على العمل الذي أقدمه الجانب التجاري الذي يلهث وراءه بعض المنتجين لضمان الربح المادي.

*هل لك أي مشاريع خاصة بعيداً عن مجال الإخراج والفن بشكل عام؟
لا أمتلك إلا موهبتي الفنية فهي سلاحي الذي أحتمي به وأقدم من خلاله ما أمتلكه من أفكار ورسائل أتمنى أن تصل للجميع وتحقق غايتها والمراد منها.

*وهل تنتج أعمالك الفنية على نفقتك؟
أبدأ دائماً بتنفيذ الفكرة وبعد ذلك تسير الأمور بشكل جيد، وتأتيني بعض العروض من المنتجين، أختار ما يمكن أن يضيف للعمل، وهو ما حدث في فيلم "ذيب" حيث كنت قد انتهيت تقريباً من 80% من تصويره وجاءني التمويل بعد ذلك، وان لم يأت فكنت سأكمل الإنتاج بشكل ذاتي.

*ولماذا لم تفكر في إقامة أحد المشروعات الخاصة الذي يساعدك على تحمل نفقات أعمالك؟
التجارة ليست طريقي، ولا أفهم فيها أي شيء آخر سوى الفن لأنني منذ طفولتي وأردت فقط أن أكون مخرجاً، والحمد لله أصبحت الآن أمتلك الحلم وأسعى لأن أقدم أعمالاً مميزة يشهد لها تاريخ السينما العربية والعالمية، وإذا حدث وأصبحت ممن يمتلكون أموالاً طائلة فلن أتجه إلى التجارة، إذ يمكنني وقتها إنشاء شركة إنتاج فني تساهم في إنعاش السينما والأفلام الروائية القصيرة والأعمال الهادفة التي تقدم للمجتمع فكرة وقيمة وتساهم في رفع الوعي وتحقيق التنمية في بلادي.
المساهمون