وكتب الطبيب عبدالحميد علي الذي يستعد للخروج من الحي: "اتصل بي أحدهم وقال لي أتمنى منك أن تبقى في الوعر ولن يمسك ضرر، فقلت وأبنائي الشباب ماذا عنهم، قال أيضاً لن يمسهم أذى، فقلت له وما هي الضمانة قال لي كلمة شرف، قلت له أين الشرف عندما قصفتم عيادتي وأين الشرف عندما قصفتم الوعر كله بطيرانكم وصواريخكم ودباباتكم وقنصتم الناس".
وأضاف علي "لو كان هذا الشرف موجود ما قررت أنا وغيري ترك أحب المدن لقلبي وهجرتها لأستقر في مكان لا أعرف أهله، لقد أصبحنا مجرد أرقام هل تعرف أن رقم تهجيري هو B188 هو رقم لن أنساه لأنه رمز لكل أنواع الحقارة والنذالة التي يمارسها نظام ضد شعبه ورمز لكل سفالة وحقارة العالم عربه وعجمه ومنظوماته الدولية".
Facebook Post |
وقال فهد "كنا نعدّ الأيام التي تسبق لحظة الخروج ونتمناها الا تنتهي، الآن أصبحنا نعد الساعات والدقائق، أصبح الواقع الذي كنا نهرب منه حقيقة".
وعلّق أبومعاوية "بعد أيام عندما سأصعد الباص الأخضر، سأبكي، سيسقط قناع الرجولة الثورية عني، حمينا حيينا ستة سنين ولم نستطع أن نحميه من دخول الشبيحة، سأبكي ورأسي مسنود على نافذة الباص لأنظر النظرة الأخيرة على حيينا، سألقي تحية المودع على أحجاره، سأبكي لأنني سأخرج من ثالث منطقة جمالاً في سورية إلى صحراء جرابلس، لكن ما أجمل السكن في خيمة أمام السكن في أرض راعيها قاتل أطفالنا".
أما المصور الصحافي مهند خالدية الذي غادر الحي، فكتب "في الطريق من الوعر إلى إدلب ساعتين فقط، رافقنا بها الروس وشبيحة الأسد وتركونا بعدها لنكمل طريقنا أحراراً، هناك في الشمال، استقبلنا الأخوة المحررين، كأهلهم، يشيرون بأيديهم على رؤوسهم فرحاً بوصولنا".
وأضاف خالدية "شعورٌ لا يوصف اختلطت به دمعات حزن وابتسامات أمل، وغصّات قلوب المهجرين من دارهم لديارهم. هناك يشعر المرء بالفخر وكأنه بسوريا جديدة أزيح عن كاهلها ريح الطغاة وتمتّعت بعبق الحرية، شعرت براحة نفسية لطالما افتقدتها ببقعة صغيرة محاصرة محرومة من مقومات الحياة".
Facebook Post |
ولفت أسامة عباس إلى حجم العزلة التي عاشها أهالي الحي طوال السنوات الماضية، ونقل عن أحد المهجرين الذي لم يركب حافلة نقل عام منذ بدأ الحصار قوله إن "أحد ثوار حي الوعر بحمص صعد أمس إلى الباص الأخضر وقال للسائق بدعابة: كرت بعشر ليرات لو سمحت؟ السائق: وين عايش صار بخمسمائة ليرة، رد عليه: يا إلهي كم لبثنا".
Facebook Post |
وعن مرارة التهجير كتب فراس "أين تقع سوريا يا بابا؟ - تقع بإدلب يا بابا"، واكتفى آخرون بنقل صور من الحي قبل خروجهم منه.
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |