السؤال الوحيد هو: متى؟ متى يصل القطار الذي يقلّ اللاجئين إلى ميونيخ؟ إنها مسألة وقت، وهذا واضح لجميع الأطراف المعنية، أي السلطات والشرطة والمتطوعين في محطة ميونيخ المركزية في ألمانيا.
القضايا القانونية ليست مهمة الآن. يجب النظر أولاً إلى الوضع الإنساني. بهذه الكلمات خاطب رئيس حكومة بافاريا العليا، كريستوف هيلنبراند، الإعلام، مشيراً إلى تعليق تسجيل اللاجئين خلال عطلة نهاية الأسبوع. أضاف أنه "ينبغي علينا أولاً أن نسعى إلى نقل الوافدين بأسرع وقت ممكن إلى مراكز استقبال أولية من دون انتظار، وتجهيز القاعات الرياضية لاستقبالهم، وإجراء الفحوصات الطبية من دون أن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً. نعرف أننا ننتظر الآلاف من اللاجئين. نعرف أنهم متعبون لا يقوون على الحراك. فقد مرت عليهم أيام صعبة. يجب أن نؤمّن لهم القليل من الراحة والوقت لتناول الطعام والنوم والاستحمام. دورنا سوف يقتصر بداية على السؤال عما إذا كانوا يريدون متابعة الرحلة إلى مدن أخرى، فربما يكون لديهم أقارب وأصدقاء".
محطة القطارات في ميونيخ متأهبة. مواطنون ورجال شرطة وسيارات إسعاف ومسعفون ومتطوعون ومترجمون. جميعهم جاهزون ويعرفون أدوارهم، وذلك على عكس ما حصل بداية الأسبوع الماضي، حين كان عنصر المفاجأة هو من يتحكم بهم على الأرض. جهزت الطاولات حتى يتسنى لهؤلاء تناول طعامهم. أيضاً، فإن وسائل الاتصال متوفرة، كما الملابس وحفاضات الأطفال، بالإضافة إلى غيرها من الحاجيات الضرورية. وقد حرص الألمان على إتقان كل شيء.
ما هو متعارف عليه أن من يسافر إلى ألمانيا بطريقة غير قانونية يعتقل. إلا أن الوضع مغاير اليوم، فعناصر الشرطة تستقبل هؤلاء بالترحاب، والابتسامة لا تفارق وجوههم. يقدمون لهم المساعدات ويعملون على حمايتهم من "الغوغائيين" الذين يحضر عدد قليل منهم إلى المكان. لكن لا قيمة لرفضهم اللاجئين، في ظل وجود مئات المتطوعين الذين هبوا لمساعدة اللاجئين، من دون أن يفكروا في اختلاف اللون أو الدين أو العرق. فللإنسان حقوق في قاموس الألمان.
حماسة البشر وصلت إلى حد التفكير في المغادرة بسياراتهم الخاصة إلى المجر لنقل اللاجئين، قائلين إن هؤلاء الفقراء الشجعان يدفعون الأموال للمهربين الذين لا يوجد في قلوبهم أي رحمة أو شفقة، وهمهم جمع المال فقط لا غير. هذه الحماسة تعني أن كثيرين يرغبون في المساعدة.
اقرأ أيضاً: ألمانيا تعلق إعادة المهاجرين السوريين