وبحسب مصادر حكومية عراقية، فإن مجلس الوزراء العراقي خصص مبلغ 800 ألف دولار ضمن موازنة الطوارئ لتحسين سمعة القوات النظامية ومليشيات "الحشد الشعبي"؛ رداً على تقارير المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية التي تتخذ من أربيل عاصمة إقليم كردستان مقراً لها بسبب منعها من دخول بغداد أو مزاولة أنشطة فيها.
وقال مسؤول عراقي رفيع في هيئة الإعلام والاتصالات، إن رئيس الوزراء خصص مبلغ
800 ألف دولار لدعم الجيش ومليشيات "الحشد" من خلال إعداد أغانٍ وأناشيد وبرامج مختلفة تمجد، بما وصفه، "بطولاتهم" في العراق.
ووفقا للمسؤول ذاته الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن "500 ألف دولار خصصت لإقناع مغنين وفنانين عرب من سورية ومصر ولبنان لإعداد أغاني وفيديو كليبات تمجد المليشيات العراقية المعروفة بالحشد الشعبين فيما تم تخصيص 300 ألف دولار في الداخل العراقي وذلك يأتي لمواجهة الإعلام المضاد".
وحول إذا ما كانت ميادة وهاني شاكر من بين الذين تم الاتفاق معهم وفقا لذلك، قال "بالتأكيد أغانيهم للحشد ليست مجانية".
وأكد عضو اتحاد المسرحيين العراقيين محمد كريم في اتصال مع "العربي الجديد" هذه المعلومات، مؤكداً أن "الكثير من الفنانين تم شراؤهم والمعلومات التي لدينا تتحدث عن 70 إلى 80 ألف دولار لكل أغنية، وهو مبلغ قليل جداً مقارنة بالخطوة التالية لهم حيث سيأتون للعراق ويغنون للمليشيات أيضاً مقابل مبالغ مالية". وعلق بالقول "سوء خاتمة للمطربين المعروفين في آخر عطائهم الفني مع الأسف، فالمليشيات معروفة لمن تتبع ومن أين تأخذ أوامرها وما الجرائم التي نفذتها".
وتحمل أغنية ميادة الحناوي اسم "حشد الله"، وقد نشر مقطع يُظهر التحضير لفيديو الأغنية، وهو مليء بالكليشيهات الطائفية، بحيث يتضمّن مثلاً مشاهد لراهبة تهرب من "داعش" فيقوم مقاتلو "الحشد الشعبي" بإنقاذها. ويظهر في الفيديو الذي يصوّر كواليس التحضير للأغنية كل المشاركين في العمل وهم يوجهون "الشكر لأبطال الحشد الشعبي والمرابضين على الجبهات"، كما تقول ميادة الحناوي.
أما هاني شاكر فبعد الأغنية التي غناها لحلب بعنوان "رمضان كريم يا حلب"، والتي لم يتطرّق فيها بكلمة أو مشهد إلى القاتل الحقيقي الذي يبيد الحلبيين تحت براميله، غنى أخيراً "عراق الصابرين" من كلمات يوسف عطية وألحان وتوزيع محمد ضياء. في الفيديو الخاص بالأغنية مشاهد عامة، وعراقيون يتفجّعون؛ أغنية تحاول أن تكون عامّة، لكنها تركّز على الجرائم التي يرتبكها طرف دون آخر.
يذكر أنّ الحشد الشعبي عبارة عن فصائل مسلحة راديكالية موالية لإيران تقاتل إلى جانب الجيش العراقي وتتألف من 53 فصيلاً مسلحاً، كل فصيل مليشيا مستقلة بحد ذاتها، جمعها تشكيل موحد أطلق عليه "الحشد الشعبي". ومن أبرز تلك المليشيات "حزب الله"، و"الخراساني"، و"بدر"، و"العصائب" و"النجباء"، و"أبو الفضل العباس"، و"زينب الكبرى" و"الأبدال"، و"المهدي"، و"لواء اليوم الموعود"، و"الإمام الغائب"، و"الإمام الحجة" و"كتائب الإمام علي" وغيرها من الفصائل الأخرى.