موسم النهضة في إثيوبيا: سهلى ورق زودي أول رئيسة

26 أكتوبر 2018
ورق زودي بعد اختيارها بالإجماع أمس (ميناسي وونديمو هايلي/الأناضول)
+ الخط -
واصلت إثيوبيا صحوتها السياسية والاجتماعية، منذ وصول آبي أحمد إلى رئاسة السلطة التنفيذية، معلنة اختيار أول امرأة رئيسة للبلاد، في خطوة لافتة من أحمد في ظلّ وطن متعدد الأعراق والإثنيات والتوجهات السياسية. فقد صوّت البرلمان الإثيوبي، أمس الخميس، بالإجماع، على اختيار سهلى ورق زودي، رئيسة للبلاد، خلفاً للرئيس المستقيل مولاتو تشومي. وورق زودي هي الرئيس الخامس للبلاد منذ الإطاحة بالإمبراطور هايلي سيلاسي عام 1974. وجاء القرار خلال جلسة مشتركة للبرلمان بغرفتيه مجلس النواب (547 نائباً) والفيدرالي (108 نواب)، وشارك في جلسة التصويت 487 عضواً. وقدم الائتلاف الحاكم ورق زودي مرشحة وحيدة للرئاسة، من دون وجود منافسة من مرشحين آخرين. وعقب التصويت مباشرة أدت سهلي ورق، اليمين الدستورية أمام البرلمان، وسط تصفيق وترحيب حارين من أعضاء البرلمان.

وفور اختيارها، تعهّدت ورق زودي، بـ"السعي جاهدة لمواصلة دعم التغير الذي تشهده البلاد". وشدّدت زودي، على "ضرورة العمل من أجل تعزيز السلام ونبذ العنف وإعلاء قيم السلام والوحدة"، مضيفة أنه "لا يوجد خيار أمام البلاد سوى التمسك بالسلام". كما حثت الرئيسة الإثيوبية على أهمية المساواة بين الجنسين، وتضافر الجهود من أجل بناء دولة يتساوى فيها جميع المواطنين. وأشادت بخطوة الرئيس المستقيل تشومي، وقالت إنه "اتخذ الخطوة ليكون جزءاً من التغيير الذي تشهده البلاد". وأثنت كذلك على "جهود رئيس الوزراء آبي أحمد، وتشكيلته الحكومية الأخيرة التي نالت المرأة نصف حقائبها".

وورق زودي، وُلدت عام 1950 في أديس أبابا، وهي الأكبر بين 4 أشقاء لوالد كان ضابطاً رفيعاً في الجيش الإثيوبي إبان حكم الإمبراطور هايلي سيلاسي (1930 - 1974). سافرت إلى فرنسا بعد حصولها على منحة دراسية في فرنسا وهي في السابعة عشرة من عمرها، فدرست العلوم الطبيعية في جامعة مونبيلييه.



وبعد 9 سنوات من الإقامة هناك والانتهاء من تعليمها، عادت إلى بلدها، وبدأت رحلة العمل من وزارة التربية والتعليم، وتحديداً مسؤولة عن العلاقات العامة بالوزارة. وبعد خدمتها في وزارة التربية والتعليم، قررت الشروع في تحد جديد وانضمت إلى وزارة الشؤون الخارجية. وكانت ثاني امرأة في تاريخ الوزارة تشغل منصب السفير بعد السفيرة يوديت أمير، بحسب الخارجية الإثيوبية. وعملت في مناصب مختلفة عدة بوزارة الخارجية، فكانت مهمتها الأولى إلى داكار في السنغال، من 1989 إلى 1993، كما كانت سفيرة غير مقيمة، في كل من مالي، والرأس الأخضر، وغينيا بيساو، وغامبيا وغينيا في ذات الفترة. وعملت سفيرة لبلادها في جيبوتي، التي كانت محطتها الأنجح وفقاً لها. وشغلت أيضاً منصب ممثلة دائمة لدى الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في الفترة بين عامي 1993-2002.

وعادت ورق زودي إلى فرنسا، كسفيرة لبلادها في باريس، وممثلة لها بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) في تونس والمغرب 2006. وتنقلت في مناصب إقليمية ودولية عدة، فمثلت بلادها في الاتحاد الأفريقي، كمندوبة دائمة لإثيوبيا لدى الاتحاد واللجنة الاقتصادية لأفريقيا. كما تولت منصب الممثل الخاص، رئيس مكتب الأمم المتحدة لبناء السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى (بينوكا) عام 2009. وفي مارس/آذار2011، أصبحت أول من يتولى المنصب الجديد كمدير عام لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي (أونون)، بتعيين من الأمين العام للأمم المتحدة وقتها، بان كي مون. وحتى وقت قريب، كانت ممثلة للأمم المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي. وآخر منصب شغلته كان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، والذي استقالت منه قبل أيام. متزوجة ولها ولدان.

وجاء اختيار سهلى ورق زودي كأول رئيسة لإثيوبيا، بمثابة تتويج لسلسلة إصلاحات جذرية بدأها رئيس الوزراء آبي أحمد منذ إبريل/نيسان الماضي. ودرج أحمد منذ وصوله للحكم على إعطاء المرأة الإثيوبية الفرص الأكبر في الحكم. ونالت المرأة نصف التشكيلة الحكومية الأخيرة الأسبوع الماضي، بعدد 10 حقائب، بينها وزارة الدفاع التي تولتها عائشة محمد موسى. وسبق لأحمد أن قام بسلسلة إصلاحات، فعمد إلى إرساء السلام الإقليمي مع الجوار، خصوصاً إريتريا والصومال، كما تواصل مع كينيا وجيبوتي وجنوب السودان ومصر والسودان، في سياق تأمين استقرار مداخل القرن الأفريقي.


(العربي الجديد، الأناضول)
المساهمون