موريتانيا والجزائر: علاقات تسوء ... والمغرب يستفيد

27 ابريل 2015
علاقات المغرب بموريتانيا تأرجحت في عهد ولد عبدالعزيز (Getty)
+ الخط -

تبادلت موريتانيا والجزائر، في الأيام القليلة الأخيرة، عملية طرد دبلوماسييْن، إذ ردت الجزائر على طرد موريتانيا، في وقت سابق، لأحد دبلوماسييها الذي يعمل بسفارتها في نواكشوط، بأن قامت هي، أيضاً، بطرد دبلوماسي موريتاني.

وأفاد مصدر في وزارة الخارجية الموريتانية، نقلاً عن وكالة الأنباء الألمانية، بأن الجزائر عمدت إلى طرد مستشار أمني يعمل في السفارة الموريتانية في الجزائر العاصمة، واعتبرته "شخصاً غير مرغوب فيه"، دون إعطاء توضيحات حول أسباب القرار.

وأردف المصدر، أن الجزائر أبلغت الدبلوماسي الموريتاني في الجزائر، محمد ولد عبدالله، بأنه "يتعين عليه مغادرة الأراضي الجزائرية في أسرع وقت"، مبرزاً أن القرار "لا يخدم توثيق العلاقات التاريخية بين الجارتين الشقيقتين" وفق تعبيره.

ويرى مراقبون، أن طرد الجزائر للدبلوماسي الموريتاني يأتي كردة فعل مباشرة على طرد حكومة نواكشوط للمستشار الأول بسفارة الجزائر في موريتانيا، بلقاسم الشرواطي، الخميس الماضي، بتهمة تورطه في نشر مقال، وُصف بالكاذب، و"يسيء لعلاقات موريتانيا مع المغرب"، بحسب السلطات.

وكانت مصادر إعلامية موريتانية أكدت أن حكومة الرئيس، محمد ولد عبدالعزيز، طردت الدبلوماسي الجزائري، على خلفية وقوفه وراء نشر خبر في صحيفة موريتانية، يفيد بـ"شكوى موريتانيا إلى الأمم المتحدة من إغراق المغرب لأراضيها بالمخدرات".

وأجمع مراقبون على أن قيام السلطات الموريتانية بطرد الدبلوماسي الجزائري، يعزى إلى رغبة الرئيس الموريتاني في الحفاظ على العلاقات الثنائية لبلده مع المغرب، والتي عادت إلى التحسن في الفترة الأخيرة، بعد فتور دام أشهراً عدة.

اقرأ أيضاً: المغرب والجزائر يتنافسان على "سلام ليبيا"

وكانت الجزائر قد وصفت قرار السلطات الموريتانية بطرد أحد دبلوماسييها، بسبب عدم الرغبة في الإساءة إلى العلاقات بين الرباط ونواكشوط، بأنه "مفاجئ وغير مفهوم"، فيما توعدت بدراسة الرد المناسب على ذلك، وهو ما ترجمته بطرد دبلوماسي موريتاني أمس الأحد.

ويعلق الدكتور محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مراكش، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، على هذه التطورات المتلاحقة، بالقول إن "العلاقات بين المغرب وموريتانيا دائمة التقلب، خصوصاً، أن هناك تأثيراً كبيراً للجزائر على موريتانيا بشأن نزاع الصحراء".

ويتابع نشطاوي: "الجزائر لم تستسغ، أن تتفق موريتانيا مع المغرب على اقتسام الصحراء دون موافقتها، وبالتالي تحرك بعض أوراقها عند إحساسها بوجود تقارب بين البلدين"، في إشارة إلى عودة الدفء للعلاقات الثنائية بين الرباط ونواكشوط.

وأضاف نشطاوي، "ما وقع أخيراً من طرد أحد دبلوماسيي الجزائر في موريتانيا، الذي تورط في تسريب معلومات غير صحيحة لصحيفة البيان، حول إغراق موريتانيا بالمخدرات القادمة من المغرب، يشكل رداً على المشككين في حقيقة التقارب بين البلدين الجارين".

وكانت العلاقات الثنائية بين الرباط ونواكشوط قد عرفت تحسنا ملحوظا في الأسابيع الماضية، حيث استقبل الرئيس ولد عبدالعزيز، وزير الخارجية المغربي، صلاح الدِّين مزوار، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فضلاً عن تعاون وزارتي الداخلية في البلدين لمواجهة مخاطر "الإرهاب".

وتأرجحت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وموريتانيا، منذ وصول ولد عبدالعزيز إلى الحكم في بلاده، بين التطور والفتور، والتقارب والتباعد، وذلك تبعاً لمعطيات جيوسياسة تسِمُ المنطقة المغاربية، خصوصاً في خضم العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر بسبب الصحراء.

اقرأ أيضاً: بان كي مون يطالب بتمديد ولاية بعثة "مينورسو" بالصحراء

المساهمون