موائد رمضان في المخيمات الفلسطينية في لبنان

09 يونيو 2018
أثناء تحضير الكبة النية (العربي الجديد)
+ الخط -
يعيش الفلسطينيون في مخيمات اللجوء المنتشرة على الأراضي اللبنانية في ظروف معيشية واقتصادية صعبة، وعلى الرغم من هذه الظروف إلا أنهم متمسكون بالعادات والتقاليد التي ترافق عادة شهر رمضان المبارك، رغم أنَّهم قد خرجوا من أراضيهم بسبب عمليات التطهير العرقيّ التي قامت بها عصابات الاحتلال الصهيوني في عام 1948.


من أهم العادات التي توارثها أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة في شهر الصوم، موائد الإفطار العائلية حيث تجتمع العائلة في بيت الوالد أو عند الأخ الأكبر. وتكون موائد الإفطار بالترتيب عند أفراد العائلة كالأخوة والأعمام والأقارب. يحرص سكان المخيمات على إعداد المأكولات الشعبية الفلسطينية، وخاصة التي كان يتم إعدادها في قراهم ومدنهم قبل النكبة.

الفتّوش أساس المائدة الرمضانية
عواطف زيد من مخيم البداوي قالت لـ"العربي الجديد": "تتميز موائد الشهر الفضيل بعدد من المأكولات التي ورثناها عن أمهاتنا. ولكن صحن "الفتّوش" يعتبر ملك المائدة، لأن وجوده أساسي يومياً، خاصة أنه يتكون من الخضار المختلفة المضاف إليها الخبز المحمّص. كذلك يعتبر صحن الشوربة من المأكولات اليومية والأساسية، والشائع عادة شوربة العدس التي كانت مشهورة في فلسطين قبل النكبة واستمرت في المخيمات بعد أن توارثها الأبناء". تلفت زيد، أن الوجبات الرئيسية في رمضان مختلفة ومتنوعة، ومنها ما هو يعتمد بشكل أساسي على اللبن (الزبادي) المطبوخ مثل: الشيش برك، والكبة بلبن، ولبن أمه (أرزّ مع لبن مطبوخ)، وكوسى بلبن، كذلك "الفتّة" التي تتكون من الحمص المسلوق مع اللبن (الزبادي) والثوم، وهناك بعض المأكولات المشهورة منها المقلوبة، والفاصوليا مع الأرزّ، واللوبية. وعدد كبير يعدّون الكبّة النية التي تتكون من لحم نيئ ومدقوق وناعم ومخلوط مع السميد والبهارات.
وأضافت: "معظم العائلات الفلسطينية تهتم بالحلويات والمشروبات الرمضانيّة، وتعتبر القطايف من المكونات الأساسية لسهرات شهر رمضان، وهي ثلاثة أنواع منها ما هو محشو بالجوز والسكر أو الجبنة ومنها ما يطلق عليها "العصافير" وهي نوع من القطايف صغير الحجم محشو بالقشطة، كذلك من الحلويات المشهورة في رمضان الشعيبيات والعثملية".

مشروبات رمضان
ومن المشروبات التي تتواجد يوميّاً في رمضان ويكثر باعتها على جوانب الطرقات ومحال الحلويات، التمر الهندي والجلّاب والخروب، إذْ تتميز هذه المشروبات بمذاقها الحلو، ويتم استهلاك كميات كبيرة منها خاصة في فصل الصيف.
وحول تحضيرات عيد الفطر تقول عواطف: "نقوم بالتحضير للعيد في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، حيث نشتري كل ما يلزم لإعداد كعك العيد الذي يعتبر من التراث الفلسطيني، وما زلنا نعدّه في البيوت حتى يومنا هذا، وهو كعك محشوٌّ بالتمر، نقوم بإعداده بمشاركة الجيران ليتم تقديمه للزائرين أيام العيد".
المساهمون