مهرجان "غوجو أودوري" للرقص الياباني

17 يوليو 2017
يُقام المهرجان في إحدى وثلاثين ليلة منتصف يوليو (Getty)
+ الخط -
"غوجو أودوري" واحد من أهم ثلاثة مهرجانات للرقص التقليدي في اليابان. يتألف المهرجان من عشر رقصات مع الأغاني المصاحبة لها. أكثر هذه الرقصات والأغاني شهرة ومعرفة لدى اليابانيين، هي أغنية كاواساكي، والطريف أن الكثير من اليابانيين إذا ذكرت أمامهم أنك زرت مهرجان غوجو أودوري يبدأون على الفور في أداء هذه الأغنية، احتفاءً ومحبةً للمهرجان. أما الأغنية التالية في الشهرة والمحببة أيضاً لقطاع كبير من اليابانيين، فهي "هارو كوما" بمعنى "حصان الربيع"، وتمتاز هذه الأغنية برقصة تحاكي حيوية الحصان وحركاته وقفزاته وعلاقته بالفارس، إذ إنَّ الفروسيّة والتغني بها، هي جزء أساسي من الثقافة الشعبية اليابانيّة.

بدأ الأمير، إندو يوشيتاكا، حاكم قلعة هاتشيمان في جبل غوجو، هذا المهرجان في عصر توكوغاوا منذ أكثر من أربعة قرون. وكانت محاولة من الأمير لتشجيع مواطني البلدة على التجمع والالتقاء، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية أو المستوى المادي، ولا تزال هذه الروح تتملك المهرجان قلباً وقالباً، ما يجعل الاحتفالات في غوجو اجتماعية وشعبية جداً.

في المهرجان، لا تذاع أية موسيقى مسجلة، فالعازفون والمغنون يؤدون أعمالهم على الهواء مباشرة أمام الجمهور. يجلس الفنانون في مكان مربع، مُحاطٍ في وسط دائرة الراقصين. وتختلف الأدوات الموسيقية المستخدمة من رقصة لأخرى، وتشمل الشاميسن أو الناي المصنوع من البامبو، وطبول التايكو وغيرها من الأدوات الموسيقية اليابانية القديمة. ويتم عرض اسم الأغنية التي سوف تؤدى وكلماتها على المصابيح والفوانيس المضاءة حول قاعة الرقص، وفي زوايا المكان وحول الفرقة الموسيقية أيضاً. وخلال الليل، يتبدَّل المطربون والعازفون، والعديد منهم يمارس تلك الأعمال الفنية منذ سنوات عديدة مع ممارستهم لوظائف أخرى في الحياة العادية، لكنهم في هذا المهرجان يتطوعون للغناء والعزف.

عادة، يُقام مهرجان غوجو في إحدى وثلاثين ليلة بين منتصف شهر يوليو/تموز وحتى الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول. وخلال هذا الوقت، يكون عشرات ومئات الآلاف من الناس قد رقصوا الرقصات العشر التقليدية بالشوارع وفي أرجاء المدينة كلها. وبالنسبة للكثيرين، يُعدُّ الوقت الأكثر إثارة هو "تيتسويا أودري"، وهو حفل يعقد خلال أربع ليال من المهرجان في منتصف أغسطس/آب، وهي الليالي التي يرقص فيها المحتفلون المتنافسون منذ غروب الشمس وحتى شروق شمس اليوم التالي، وارتفاعها على قمم الجبال المحيطة بالمدينة الجميلة.

ورغم أن الحاضرين من خارج اليابان، ورغم أن بعض اليابانيين المغتربين لا يعرفون كيفية تأدية الرقصات التقليدية؛ فإنَّ السكّان المحليين المشاركين دائماً في المهرجان على استعداد تام لتعليمهم الخطوات الراقصة بسهولة. وتتغيَّر مواقع الرقص وساحات الغناء كل يوم، وعادة ما تكون بالقرب من المعابد ومزارات المدينة.

في بعض الليالي، وخاصة في نهايات الأسابيع، يكون الحشد كبيراً جداً ويصل أحياناً إلى 30000 شخص يرقصون في الوقت ذاته، وخاصة في الليالي الأربع المتألقة. وتزدحم المدينة الصغيرة الهادئة بالحاضرين، ويصبح الحصول على سكن أمراً صعباً جداً، لذلك، يحرص الكثيرون من محبي المهرجان على الحجز قبل بدايته بفترة طويلة، بينما يخطط المشاركون الذين لا يحبون الزحام إلى حضور المهرجان في بداية أغسطس/آب أو نهايته حيث تكون الشوارع أهدأ قليلاً.

يرتدي الجميع في المهرجان الزيّ الياباني التقليدي المصنوع من القطن الخفيف والصنادل الخشبية التي يتم وضعها في غرف السكن المؤجر في جميع أنحاء المدينة، كما تتوافر بكثرة في المحال التجارية التي يمكن أن تؤجر الملابس أيضا للراغبين في استخدامها فترة المهرجان فقط. وامتثالا لروح المهرجان يحاول الجميع الاستمتاع وتكوين صداقات جديدة. يتحوّل المهرجان دومًا إلى مقصد للسياح من كل أنحاء العالم.



دلالات
المساهمون