كثيرةٌ هي التظاهرات التي اختفت من قائمة المهرجانات الثقافية في الجزائر، بعد قرار وزارة الثقافة، هذا العام، إلغاء بعضها وتقليص بعضها الآخر، في إطار سياسة التقشّف التي تنتهجها الحكومة بسبب انهيار أسعار النفط.
كما كان متوقّعاً، لم يشمل القرار "المهرجان الوطني للمسرح المحترف" الذي يُعدّ أبرز تظاهرة مسرحية في البلاد. ومع ذلك، فإن أيار/ مايو الماضي مرّ من دون تنظيم التظاهرة التي كانت تُقام في الشهر نفسه طيلة السنوات العشر الماضية، من دون أن توضّح الوزارة أو القائمون عليه أسباب ذلك.
مؤخّراً، وبعد ترقّب استمرّ شهوراً، أعلن مدير المهرجان الذي تأسّس في نسخته الحالية عام 2006، محمد يحياوي، أن الدورة الحادية عشر ستُنظّم بين 23 و30 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
يحياوي اكتفى بتحديد موعد الدورة المقبلة، مؤجّلاً كشف تفاصيل برنامجها إلى مؤتمر صحافي يعقده في وقت لاحق، كما أنه لم يتطرّق إلى أسباب تأجيلها، وهل هي متعلّقة بانخفاض الميزانية التي كان يستفيد منها كلّ عام، بحيثُ لم تكفِ لإقامة دورة في مستوى الدورات السابقة، أم أنها ترتبط بمشاكل تنظيمية يشهدها "بيت محي الدين باشطارزي" (اسم المسرح الوطني الجزائري) منذ رحيل مديره السابق، امحمّد بن قطّاف (1939 – 2014).
الترقّب نفسه طاول "المهرجان الدولي للمسرح المحترف"، ثاني أبرز التظاهرات المسرحية في البلاد، والذي أُقيم في دوراته الأربعة السابقة في مدينة بجاية، شرقي الجزائر، بعد أن كان يُقام في الجزائر العاصمة.
في إجابته عن سؤالٍ لـ "العربي الجديد" عمّ إذا كانت التظاهرة ستُؤجَّل هي الأخرى، قال مدير التظاهرة، المخرج المسرحي عمر فطموش، إن الدورة الثامنة ستُقام بين 29 تشرين الأوّل/ أكتوبر و4 تشرين الثاني/ نوفمبر، بمشاركة 27 فرقةً مسرحية من 17 بلداً عربياً وأجنبياً.
وبحسب فطموش، فإن الدورة الجديدة ستشهد توسيع فضاءات العرض لتشمل قرابة عشرين فضاءً؛ حيثُ تتوزّع على الفضاءات العامّة والإقامات الجامعية، وتمتدّ إلى مدن ومحافظات مجاورة؛ مثل: أميزور، وسوق الاثنين، وأقبو، ووجيجل، وتيزي وزو والجزائر العاصمة.
وقال فطموش إن التظاهرة ستشهد تنظيم العديد من النقاشات والمعارض، إضافة إلى برنامج خاص للأطفال، وندوات تتناول مواضيع: المسرح الأمازيغي، والنقد المسرحي، ومسرح الشارع والسيرك.