مها المصري وعمليات التجميل

15 يوليو 2019
فكّرت في الاعتزال بعد التنمر الذي تعرضت له (فيسبوك)
+ الخط -
قبل عقدين من الزمن، كانت مها المصري تلعب أهمّ أدوار حياتها، حينما حولّت منزلها في مسلسل "الفصول الأربعة" إلى ملعب مليء بالتفاصيل الدراميَّة. إذْ تحوَّلت بدورها إلى امرأةٍ نموذجيَّة منحدرة من الطبقة المتوسطة في سورية. صوَّر مسلسل "الفصول الأربعة" الشارع الدمشقي الحقيقي الذي يعاني من شظف العيش، مقارنة بالطبقات الاجتماعية الأعلى. كما مثّلت مها دور الأم الحريصة على تنشئة أبنائها، وزراعة القيم داخلهم، لكنّها إذا نظرت إلى أنوثتها، وجدت في القاع فراغاً كئيباً، لم تنتبه له مع مرور السنين.
مها المصري التي اختارت أدواراً أكبر من عمرها، قدَّمت أعمالاً حُفرِت بأذهان الشارع العربي، وتجاوزت الحدود السورية بنجاحات، سطَّرتها المصري دون سقوط أو تمايل، حاملة الاتزان والجمال في نفس الوقت. فلظهورها وقع خاص، كما أنَّها صارمة الحضور. وكان الجانب الأنثويّ ملفتاً لجمهورها، إذْ لم تكن تبالغ في التبرُّج، أو حتى في اختيار ماركات الألبسة، في زمن كان للدور الدراميّ حقّه، وللممثّل وزنه. أمّا الجمال، فكان حالةً عفوية.

من جهة أخرى، نشهد الآن "غزوة" عمليات التجميل للشارع الدرامي العربي، رغم عدم حاجات معظمهنّ لهذا النوع من العمليات الجراحية. صرنا في مرحلةٍ لا نميز فيها بين ممثلة وأُخرى، إذْ أنَّ إصرارَ مواكبة هذه الموجة، أدَّت إلى تشويه عدد كبير من نجمات الصف الأول، ليكونوا ضحيةَ بعض أطباء التجميل، وضحية ضعف الثقة بالنفس الغائبة في ظل غياب صناعة جديّة للنجومية في العالم العربي.

وبعد غياب سبع سنوات، أطلّت مها المصري، ضمن برنامج "مع أو ضد"، لتتحدَّث عن مفترق الطريق في حياتها، والذي غيّبها لسبع سنوات عن الدراما السورية. وفي الوقت الذي كانت فيه سورية تعاني ويلات الحرب، كانت مها مقيمة في الخارج، وغائبة عن الإعلام دون أي مقابلة أو تصريح، حتى ظهرت لأول مرة في صورة فوتوغرافية من صالون تجميل، إذْ قلبت الصورة الدنيا على رأسها، بعدما تحول موضوع شكل وجهها إلى "تريند" على صفحات التواصل، وأعطى مجال لرواد المواقع للتنمر على شكل مها، وكيف بدت حينها. وبعد عدة محاولات لإعادة ترميم ما حدث، أخذ وجه مها بالتحسن، وعادت لتشارك في الدراما السورية هذا العام عبر مسلسل "سلاسل دهب"، لكن مع افتقادها للقدرة على إعطاء العلامات المناسبة للوجه، كالحركات والتعابير التي تناسب الشخصية وانفعالاتها. شكلت هذه المشاركة حالة أمل لعودة مها مجدداً رغم سنوات الغياب عن الشاشة.

نجمة "مرايا" لمواسم عديدة نظرت في مرآة برنامج "مع أم ضد"، واختارت بجرأةٍ أن تكون نموذجاً حيّاً لفنانة أضرَّتها عمليّات التجميل، وأن تدعم التوقّف عن هذه الموجة. وبدموع واضحة، وكلمات لامست قلوب كل من أحب وجهها الطفولي الذي سرقته هذه العمليات، قالت: "كفى" عن طريق التلفزيون، وعبر فيديو تمّ تداوله بكثرة. كشفت مها عن تفكيرها في اعتزال التمثيل، بعد التنمُّر الذي تعرضت له إثر عمليات التجميل التي ألحقت أضراراً بوجهها، موضّحةً: "أكيد كنت سأكون أجمل لو لم أخضع لتلك العمليات، وأندم كثيراً، لأنني لم أكن بحاجتها. لكن في بعض المرات الإنسان يتبع التيارات". لتوجه بدورها مقدمة البرنامج رسالة للفنانات، ولكل امرأة ترى في تلك العمليات سبيلاً لزيادة في الحالة الجمالية بالتوقف عن هذه الظاهرة.


المساهمون