من غير المفيد أن أتكلم عن... "مفيد"

08 فبراير 2015
مفيد فوزي (يوتيوب)
+ الخط -

أعرف أن للفول السوداني ولب القرع فوائد غذائية، ولكني لم أعرف لمفيد أي فوائد إلا لأصحاب محلات باروكات الشعر. أعرف أن هناك أكثر من عشرين ألف مفيد غير مفيد، ولكن يكفي أن يكون هناك "مفيد واحد" كي تطمئن على سعر الجنيه المصري وخاصة في السوق السوداء.


أعرف أن لكل شيء فائدة، كالأبواب القديمة في دواوين الخلفاء والسلاطين، وحلف البر، وبرنامج كلمتين وبس، وقفاطين وزارات الإعلام في عالمنا العربي، وقسم الإعلام بأمن الدولة، ووجبة الكشري في مجلات دار السلام. ذلك خصوصاً بعدما تطلق زوجتك للمرة الثالثة بعدما يتم فصلك كموظف اعتاد أخذ الرشوة في السجل المدني، وخفافيش وائل الإبراشي، وخفة دم إبراهيم عيسي حينما تكون مفلسا، وسكين المعجون على بشرة لميس الحديدي، وبرادة الحديد وهي تطل من عيون أحمد موسى، وحواجب مفيد وهي ترتفع وتنخفض أمام قنطار من المشغولات الفضية، وهي مكومة في طشتين من الفضة أيضا للنجمة نبيلة عبيد، وهي تزف إليه خبر انتهائها من الإعداد الحقيقي للحب الحقيقي كي ترى عصافير جنتها وأطفالها.

ومفيد يؤمّن على الأمنية دون أن يهتز له حاجب. بل يأمرها أن تلاطف خرزة الحسد التي في نحرها قبل إعلان اسم الحبيب ووالد عصافير جنتها، فتلاطفها وتقول له: "ولكن هذه فقط من الألماس، فهل ينفع الألماس في دفع الحسد؟"، وترن ضحكتها الشهيرة، فيهتز طشت الفضة ولا تهتز الباروكة.


لماذا يطول عمرنا إلى هذا الحد؟ لماذا يحاصرنا المشهد هذا من أربعين سنة حتى ونحن نشتري حزمتي نعناع، بعدما قررنا بأن هذه "العصرية" ستكون رائعة ونحن نشرب الشاي بعدما نكون قد سددنا الديون. ونتأمل نجمة في السماء تعودنا صحبتها من سنتين، وقبل الجلسة نصادف بأن عصفورتين تتعاركان في البلكونة بلا أي سبب، لأنه لا أعشاش في البلكونة. كما أن الجو كان لطيفاً ولا يحتاج لعراك عصفورتين من غير سبب، والنعناع كان في كامل خضرته على صينية الشاي، والمزاج كان معتدلاً والقلب كان رائقاً.


بعدما هدأ عراك العصفورتين، تخرج زوجتك للبلكونة مكشرة من غير سبب، فتترك لها البلكونة كي تأتي بكوب الشاي، فترى مفيد في الصالة بالباروكة ما زال يتنقل مع الكاميرا ما بين قطع الفضة للنجمة في الطشتين. وتعيد النجمة ضحكتها ثانية وتطول في غنجهتها، فتحس أنك لست بعيداً جداً عن " قهوة بعرة" وتهتز ثانية الفضة ولا تهتز باروكة مفيد.


كان مفيد يتكلم عن الطبيعة الرائقة البكر، وعن سحر الفن في تياتروهات الشرق أيام الست منيرة المهدية وبمبة كشر، ويسأل النجمة عن سر حور العين، والنجمة "تسخسخ" من الضحك. وحاجب مفيد كسيف، ومفيد يعود ثاني للورد ولغابات السافانا والحزن في مآقي حور العين حتى تهطل عين النجمة "دمعتين"، ووراء الكاميرا خيري بشارة وهو يقضم تفاحة أخذها من الطبق الملاصق لطشت الفضيات الثالث. تعود أنت بكوب الشاي للبلكونة وتسأل نفسك: لماذا يقول العلماء أن الأرض كروية في بلاد العرب؟
دلالات