17 سبتمبر 2019
من خفايا السينما المصرية
يمكن من قراءة مذكرات أحد رواد السينما المصرية وأول مخرج مصري، محمد كريم، أن تستشف العلاقة المبكرة بين الدولة ما بعد عام 1952 وفن السينما.
تأثر محمد كريم بالتغييرات في المجتمع المصري بعد زوال الملَكِية، ووظف جزءا من فنه لخدمة المرحلة الجديدة، وأخرج فيلم "يوم الهنا" عن إنجازات الرئيس جمال عبد الناصر في مصادرة الأراضي من الإقطاعيين، وتوزيعها على الفلاحين. وقد وفرت له الدولة كلّ الدعم في هذا النوع من الأفلام، ونال وسام الفنون والآداب من الدرجة الأولى، واستلمه من عبد الناصر.
من خلال مذكراته، نكتشف أنه كان يحترم فنه ويقدر رسالته، ولا يخضع لإغراء المال والثراء. وقد توقفت عند أمرين مهمين في مذكراته. الأول محاولته الارتقاء برسالة الفن من خلال عضويته في لجنة السينما المنبثقة عن المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب التي أُنشئت عام 1956، ويقول عن تلك المحاولة (بتصرف): "وضَعَت اللجنة من المشروعات ما يكفل للسينما المصرية أن تقوم برسالتها، فماذا كانت النتيجة؟ لا شيء... لقد كفرتُ مع زملائي بالوصول إلى أي نتيجة للارتقاء برسالة السينما، حيث ظلت النظرة إلى السينما على أنّها مجرد وسيلة للتسلية والإلهاء".
الثاني محاولته إخراج فيلم كتب هو بمعاونة الممثل القدير، عبد الوارث عسر، القصة والسيناريو له بعنوان "الملعونة". وقد أراد من هذا الفيلم إلقاء الضوء على الصراع العربي الإسرائيلي بشكل إبداعي (بحسب تقييمي).
وتفضح القصة الكيان الصهيوني من الداخل، وتدور أحداثها حول أسرة مصرية يهودية هاجرت تحت إغراء المال من المنظمات الصهيونية إلى فلسطين، ومعاناتها من التمييز العنصري الذي واجهته من الكيان الصهيوني، وتفرقته بين المهاجرين من الغرب وغيرهم من الشرق، وبعد قرار الأسرة الفرار من فلسطين، تمنعهم قوات الأمم المتحدة من المغادرة، وتأمرهم بالعودة إلى "وطنهم" لأنهم من اليهود، بينما تشجع العرب على الفرار.
وبحسب ما ورد في المذكرات: "وحين تناولت الصحافة المصرية سيناريو الفيلم هاجمه على صفحات جريدة الأهرام الكاتب نجيب محفوظ، الذي عُين أيامها مديرا للرقابة، وحين راسلتُ الأهرام بالرد على المقال رفضَتْ نشره"!
والنتيجة أنّ هذا الفيلم لم ير النور، على الرغم من محاولاته الحثيثة لدى مؤسسات الدولة ومناشدته بخطاب شخصي موجه إلى الرئيس جمال عبد الناصر. ويختم مذكراته بقوله: "كنت أتمنى ألا تقف العوائق المصطنعة منذ عام 1957 ضد ظهور فيلم "الملعونة"، وكنت أتمنى ألا تقف مؤسسة السينما في الفترة نفسها عائقاً أمام ظهور فيلم "نور الله" الذي تدور أحداثه حول غزوة بدر، وهدفه إظهار أن الإسلام انتشر بمبادئه، وليس بالسيف كما يدعي خصومه... لو ختمت حياتي بإخراج هذين الفيلمين لزاد سروري بما أكون قد قدمتُ بهما للوطن والإسلام والفن السينمائي".
تأثر محمد كريم بالتغييرات في المجتمع المصري بعد زوال الملَكِية، ووظف جزءا من فنه لخدمة المرحلة الجديدة، وأخرج فيلم "يوم الهنا" عن إنجازات الرئيس جمال عبد الناصر في مصادرة الأراضي من الإقطاعيين، وتوزيعها على الفلاحين. وقد وفرت له الدولة كلّ الدعم في هذا النوع من الأفلام، ونال وسام الفنون والآداب من الدرجة الأولى، واستلمه من عبد الناصر.
من خلال مذكراته، نكتشف أنه كان يحترم فنه ويقدر رسالته، ولا يخضع لإغراء المال والثراء. وقد توقفت عند أمرين مهمين في مذكراته. الأول محاولته الارتقاء برسالة الفن من خلال عضويته في لجنة السينما المنبثقة عن المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب التي أُنشئت عام 1956، ويقول عن تلك المحاولة (بتصرف): "وضَعَت اللجنة من المشروعات ما يكفل للسينما المصرية أن تقوم برسالتها، فماذا كانت النتيجة؟ لا شيء... لقد كفرتُ مع زملائي بالوصول إلى أي نتيجة للارتقاء برسالة السينما، حيث ظلت النظرة إلى السينما على أنّها مجرد وسيلة للتسلية والإلهاء".
الثاني محاولته إخراج فيلم كتب هو بمعاونة الممثل القدير، عبد الوارث عسر، القصة والسيناريو له بعنوان "الملعونة". وقد أراد من هذا الفيلم إلقاء الضوء على الصراع العربي الإسرائيلي بشكل إبداعي (بحسب تقييمي).
وتفضح القصة الكيان الصهيوني من الداخل، وتدور أحداثها حول أسرة مصرية يهودية هاجرت تحت إغراء المال من المنظمات الصهيونية إلى فلسطين، ومعاناتها من التمييز العنصري الذي واجهته من الكيان الصهيوني، وتفرقته بين المهاجرين من الغرب وغيرهم من الشرق، وبعد قرار الأسرة الفرار من فلسطين، تمنعهم قوات الأمم المتحدة من المغادرة، وتأمرهم بالعودة إلى "وطنهم" لأنهم من اليهود، بينما تشجع العرب على الفرار.
وبحسب ما ورد في المذكرات: "وحين تناولت الصحافة المصرية سيناريو الفيلم هاجمه على صفحات جريدة الأهرام الكاتب نجيب محفوظ، الذي عُين أيامها مديرا للرقابة، وحين راسلتُ الأهرام بالرد على المقال رفضَتْ نشره"!
والنتيجة أنّ هذا الفيلم لم ير النور، على الرغم من محاولاته الحثيثة لدى مؤسسات الدولة ومناشدته بخطاب شخصي موجه إلى الرئيس جمال عبد الناصر. ويختم مذكراته بقوله: "كنت أتمنى ألا تقف العوائق المصطنعة منذ عام 1957 ضد ظهور فيلم "الملعونة"، وكنت أتمنى ألا تقف مؤسسة السينما في الفترة نفسها عائقاً أمام ظهور فيلم "نور الله" الذي تدور أحداثه حول غزوة بدر، وهدفه إظهار أن الإسلام انتشر بمبادئه، وليس بالسيف كما يدعي خصومه... لو ختمت حياتي بإخراج هذين الفيلمين لزاد سروري بما أكون قد قدمتُ بهما للوطن والإسلام والفن السينمائي".