من أجلك يا قدس نصمد وننتفض

22 أكتوبر 2015
من أجلك يا قدس نصمد (Getty)
+ الخط -
هي أوَّل الحبّ للعاشقين وبداية المعرفة للسّائرين والسّائلين عن الوطن السّليب. بلد الأحرار والثّوار الَّذِين يسطّرون كلّ يوم بطولات الصّمود والبقاء في مواسم التّهجير اليوميّة..
هي بلد الْعِزَّة لمن تعزّ عليه عروبته وإنسانيّته، ها هي تستعيد قواها وشبابها لتدافع عن كرامتنا، لتطلق حملة لا للذلّ وإن عشت فعش حرًّا، تنتفض بأطفالها وشاباتها ورجالها من أجل الدّفاع عن كرامة العرب جميعاً، أو ليس تحرير القدس هو بوابّة تحرير الدول العربيّة من طواغيت حكّامهم..


القدس تعلنها ثورة ضدّ الاحتلال والمستوطنين الَّذِين ينكّلون بحياة الفلسطينيّ كلّ يوم، فالمشاهد اليوميّة هي مشاهد قمع وتنكيل بدءاً من التفتيش العاري المذلّ بالشوارع وانتهاء بتلفيق التّهم للفسلطينيين ليتمّ إعدامهم في أماكن مختلفة.

فالاحتلال الاسرائيليّ يزيد من عنجهيّته بشكلّ يوميّ دون رادع من أحد ودون الاهتمام لسلطة قد فقدت شرعيَّتها من الشّارع الفلسطينيّ. هذا الاحتلال غير شرعيّ لكلّ المقدسييّن ولم يستطيعوا التّأقلم معه وقبوله خلال ثمانية وثلاثين عامًا. فهو الَّذِي أعطاهم الهويّة الّتي أجبروا عليها ورفضوا أخذ الجنسيّة وهو الَّذِي يزجّ بأبطالها في السّجون والمنافي، لينفرد بعدها باغتيالات وتلفيقات وهميّة وقوانين خاصّة لهذه المدينة..

المقدسيّ له خصوصيّة في القانون الإسرائيلي وخطط مدروسة في تهجيره وإبعاده عن القدس، فإذا حصل على جنسيّة أخرى فإنّ هويّته تسحب منه، وإذا تغيّب عن القدس سبع سنوات، فإنّ هويته تسحب منه أيضاً، ولا يستطيع المقدسيّ أن يلمّ شمل زوجته إذا كانت من أيّ دولة أخرى أو كانت من الضفّة الغربيّة أو غزّة..

في القدس رائحة العنصريّة واضحة، فالمدارس الحكوميّة كلّها ضعيفة وهشّة تخلو من المضامين الفلسطينيّة، فمستوى التّعليم متدنٍ، هذا كلّه ليصبّ في خانة التّجهيل وبناء جيل فاشل.

هذا عدا عن مصادرة بيوت الفلسطينيين وتقديم أوراق استحقاقها للمستوطنين، وذلك من خلال تزوير أوراق البيوت ونسبها لزمرة المستوطنين متسلّحين بقرارات الحكومة بمساعدة الشّرطة..
للقدس خصوصيّة لا يفهمها غير الفلسطينيّ، فهي المدينة الّتي ترفض الاحتلال، وهي الّتي تقاوم بكلّ ما أوتيت من قوّة، هذه الممارسات يمارسها جنود الاحتلال بمساندة القوانين الجائرة.

في القدس جنود الاحتلال يحرسون المسجد الأقصى ويلبسون بزّاتهم العسكرية ليفرضوا واقعًا جديدًا لكلّ المقدسييّن، فهم الَّذِين يقرّرون ويحدّدون من سيدخل الأقصى ويتلاعبون بالحجج الأمنيّة ليمنعوا كثيرين من دخول الأقصى سنوات طويلة.

للقدس أبطال أسرى في سجون الاحتلال يرفض الاحتلال تحريرهم والتعامل معهم على أنّهم أسرى حرب ويتعنّت في شملهم بأيّ صفقة تحرير.

إنّها القدس.. فعلى الرّغم من كلّ الجراح والآلام، فهي تعرف كيف تضمّد جراحها وكيف تزهر في موسم الخريف، وهي الّتي لا ينام شبابها على ظلم وقهر إِلَّا وانتفضوا بما يملكون من حجر وعزيمة لأنّهم أصحاب حقّ وبلد وتاريخ .

ولا يظلّ للعاشقين سوى هذا الحبّ الَّذِي يكبر، يومًا بعد يوم، ولن يستطيعوا الابتعاد عنها وإن تعبوا قليلاً فهم على استعداد أن يفدوا أرواحهم لها..

(فلسطين)
المساهمون