"أنا كمن يحمل طوبة لكي يُري العالم كيف كان بيته"، بهذه العبارة للكاتب المسرحي برتولد بريشت يبدأ الفنان المغربي منير فاطمي بيان معرضه الجديد "جناح المنفى" الذي افتتح قبل يومين في "المركز الثقافي الفرنسي" في طنجة، حيث يتواصل حتى 15 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
المعرض يضمّ مجموعة من الصور الفوتوغرافية والتخطيطات، تجسد مهاجرين ونقاط عبور بين الحدود وكليشيهات ومخيمات، وهي أعمال تقوم في أساسها على سؤال يعود إليه الفنان باستمرار؛ كيف ينظر إلى نفسه كفنان، والإجابة التي يظل يتردد عليها هي أنه يعتبر نفسه "عاملاً مهاجراً" وفق تعبيره.
يقول فاطمي "عملي يتألف من تجربة معنى أن تكون فناناً، حين يكون مغترباً عن سياقه الثقافي الخاص".
عام 1998 كتب فاطمي عبارة "من المنفى صنعت نظارات لأرى"، ومنذ ذلك الوقت وهو يطرح على نفسه سؤال المنفى، رغم أنه ترك المغرب طواعية، لكنه يقول "أعيش منذ أن تركت المغرب بوعي الانفصال والنزوح وتحت ثقل الهوية".
حاول فاطمي مقاربة هذه المشاعر والأسئلة والثقل في عدة أعمال فنية سابقة، سنجدها في معرضه "فن الحرب" الذي أقامه في برشلونة عام 2014، وسنراها في "منفى دائم" الذي أقامه في جنيف عام 2015، وكذلك في معارض جماعية شارك فيها مثل "الفن في المنفى" الذي أقيم في بروكسيل أو "إسكال 01" في باريس.
وقد اشتغل فاطمي على "جناح المنفى" هذا في بينالي البندقية الأخير، والمفارقة أنه عرض في الرواق المخصص للفن التونسي إذ لم يكن هناك رواق للفن المغربي.
ثمة حاجة ملحة للتفكير في المنفى، يعتقد فاطمي، وأن هذا التفكير يمنحه خريطة ما، أو خط سير يمكنه من النظر إلى نفسه كما لو كان متوجهاً إلى مقصد ما، شعور وهمي بأنه يمضي نحو الاستقرار أو العودة أو المزيد من المسافة.