يبدو أن حكم المحكمة الابتدائية الاستعجالي في سوسة في الوسط التونسي ضد الوكالة التونسية للإنترنت بحجب مواقع لعبتي الحوت الأزرق ومريم، غير قابل للتنفيذ، بحسب توضيحات رئيس مكتب الوكالة لـ"العربي الجديد"، التي بينت أسباب الحكم القضائي وموانع تطبيقه.
وأتى الحكم القضائي بحجب اللعبتين مطلع مارس/آذار الجاري، وسط الاعتقاد بأن لعبة الحوت الأزرق كانت الدافع وراء إقدام نحو 4 أطفال على الانتحار. في الوقت الذي أكدت فيه الوكالة أن الحجب غير ممكن تقنياً، مشيرة إلى استعدادها لمساعدة أولياء الأمور على حماية أبنائهم من مخاطر المواقع الإلكترونية.
يشار إلى أن الوكالة التونسية للإنترنت هي المزود الرئيسي للعبور إلى الشبكة العنكبوتية في تونس، وأنشئت في 12 مارس/ آذار 1996، تخضع لرقابة وزارة تكنولوجيا الاتصال.
وقال المحامي محمد الصبي، إن هذا الحكم القضائي يعتبر سابقة بخصوص التطبيقات الإلكترونية الخطيرة على الأطفال، مضيفا في تصريح إعلامي أن جمعية أولياء مدرسة "ڨرول" في سوسة، بالتنسيق مع مندوب حماية الطفولة، رفعوا قضية استعجالية لمنع هذه اللعبة وحماية أطفالهم.
وأكد رئيس مكتب الاتصال بالوكالة التونسية للإنترنت، ظافر ناجي، في تصريح لـ"العربي الجديد" انّ الوكالة ومن موقع المسؤولية ومباشرة بعد معاينتها للأخطار الكبيرة لبعض الألعاب الإلكترونية ومنها الحوت الازرق ومريم، بادرت بتكليف مجموعة من الخبراء والمهندسين للعمل على تطبيقات خاصة يتولى الأولياء أو أصحاب الاشتراكات اقتناءها واستعمالها متى شاؤوا، مؤكدًا أن هذه الخدمة ستكون متوفرة بعد حوالي شهرين.
وأوضح ناجي أنه لا يمكن حجب لعبتي الحوت الأزرق ومريم حالياً، رغم صدور حكم استعجالي لأن الوكالة غير قادرة على ذلك تقنيا، وأن الوكالة لا علاقة لها بالحجب أو المنع، إنما بإمكانها مساعدة التونسيين على حماية أبنائهم من أي مواقع إلكترونية خطرة أو مشبوهة مثل تلك الألعاب أو المواقع الجهادية أو الجنسية.
وأشار إلى أنّ الوكالة لم تحضر الجلسة التي صدر فيها الحكم الاستعجالي بسوسة، لتوضح مثل هذه المسائل، وأن الاستدعاء وصلها يوم 28 فبراير الماضي، أي قبل يوم واحد من الجلسة المنعقدة بتاريخ الأول من مارس الجاري.
— DENX (@DENXofficial) ٣ مارس، ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وبيّن رئيس مكتب الاتصال أنّ الوكالة ليست الجهة المختصة المخولة بتطبيق الحجب، وإن الجهة المعنية رفعت القضية ضدها لظنهم أنها المسؤولة عن ذلك. ولفت إلى أن القاضي بعد معاينته للخطورة أذن بالحجب، مكرراً أن هذا الأمر غير ممكن تقنياً، كما أن النفاذ الى الإنترنت حق مكفول بالدستور.
— صحيفة البيان (@AlBayanNews) ٢٧ فبراير، ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
واعتبر أن الإجراء الوحيد الممكن حالياً والذي يكفل ويضمن حرية التونسيين هو العمل على توفير خدمة خاصة، ومن يرغب في استعمالها بإمكانه طلبها مستقبلاً من الوكالة.
— لعبة مريم - Mariam (@mariam_games) ٩ أغسطس، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويشار إلى أن طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا، أقدمت على الانتحار شنقًا في منزل عائلتها بالمنستير مساء الخميس 15 فبراير الجاري. وانتحر طفل يبلغ من العمر 13 عامًا، بمدينة زغوان (57 كلم غربي تونس العاصمة)، مساء الأحد 11 فبراير، بعد ان قضى قرابة 50 يومًا وهو يلعب لعبة "الحوت الأزرق". وأقدم طفل يبلغ من العمر 11 عاما من معتمدية بوفيشة على الانتحار شنقا داخل غرفته، وتوفي يوم 26 فبراير طفل يبلغ عمره 8 سنوات شنقا بمدينة مدنين، وأكدت عائلته أنه لا يعاني من أية أمراض، غير أنه مولع بلعبة الحوت الأزرق الذي يرجح إقدامه على الانتحار بسببها.