دعا العاهل المغربي، الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الخامسة من الولاية التاسعة للبرلمان، الحكومة والمعارضة إلى التوافق فيما بينهما في القضايا التي تهم المواطنين، رافضاً توجيه "الاتهامات الباطلة" إلى السلطات المختصة بتنظيم الانتخابات المحلية الأخيرة.
وأكد الملك رفضه ما أسماه البكاء على الأطلال، لدى حديثه عن المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ في الانتخابات التي شهدتها البلاد قبل بضعة أسابيع، مبدياً رفضه أيضاً ما وصفه بالاتهامات الباطلة الموجهة للسلطات المختصة بتنظيم انتخابات الرابع من سبتمبر/أيلول الماضي.
وشدد العاهل المغربي على أن "الضمانات التي تم توفيرها تضاهي مثيلاتها في أكبر الديمقراطيات عبر العالم، بل لا توجد إلا في قليل من الدول"، مضيفا أن "من يعتبر نفسه مظلوما، بسبب بعض التجاوزات المعزولة التي تعرفها عادة الممارسة الديمقراطية، يبقى أمامه اللجوء إلى القضاء".
كما لفت الملك إلى أن "البرلمان يجب أن يكون مرآة تعكس انشغالات المواطنين، وفضاء للحوار الجاد والمسؤول، حول كل القضايا الوطنية الكبرى"، مشدداً على أنّ "تمثيل المواطنين أمانة عظمى، على المنتخبين والأحزاب، سواء من خلال الوفاء بوعودهم تجاه الناخبين، أو الاستجابة لانشغالاتهم الملحة".
ولاحظ العاهل أن "الخطاب السياسي لا يرقى دائما إلى مستوى ما يتطلع إليه المواطن"، منتقدا توجه الأغلبية والمعارضة نحو الصراعات الهامشية، التي قال إنها "دائما ما تكون على حساب القضايا الملحة والانشغالات الحقيقية للمواطنين، مما يؤدي إلى عدم الرضى الشعبي على العمل السياسي".
ودعا إلى اعتماد التوافق الإيجابي بين مكونات البرلمان، في كل القضايا الكبرى للأمة، وتجنب التوافقات السلبية التي تحاول إرضاء الرغبات الشخصية، والأغراض الفئوية على حساب مصالح الوطن والمواطنين، قبل أن يؤكد على أن المؤسسات الوطنية "يجب أن تكون في خدمة المواطنين دون أية اعتبارات أخرى".
اقرأ أيضاً: المغرب: "الأصالة والمعاصرة" المعارض يفوز برئاسة 5 جهات