وفي بزة عسكرية، تفقّد الملك الإسباني، حال وصوله، قوات بلاده الخاصة في العراق، ومن ثم التقى، قائد دائرة التدريب في بعثة "الناتو"، بعدما أعلنت بغداد نهاية العام 2017 دحر تنظيم "داعش" الإرهابي، رغم استمرار القوات العراقية وقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بشن ضربات ضده.
وبعيد ذلك، التقى فيليب السادس، الرئيس العراقي برهم صالح، في قصر السلام ببغداد.
وبحسب بيان صدر عن مكتب صالح، أكّد أنّه "استقبل في قصر السلام ببغداد، ملك إسبانيا فيليب السادس والوفد المرافق له"، مؤكداً أنّ "العراق يسعى إلى تطوير علاقاته مع محيطه الإقليمي والدولي لتعزيز مكانته ودوره في المنطقة".
ودعا صالح، وفق البيان، الحكومة الإسبانية إلى "الإسهام بفعالية في حركة البناء التي يشهدها العراق على مختلف الصعد"، مثمناً "دور إسبانيا ومشاركتها الفعّالة في الحرب ضد داعش".
من جهته، أبدى الملك الإسباني، إعجابه بـ"صمود العراقيين وتضحياتهم بوجه الإرهاب"، مؤكداً حرص بلاده على "توطيد علاقات الصداقة وتوسيع آفاق التعاون البنّاء بين البلدين، واستعدادها للمساهمة في إعادة البناء الإعمار"، بحسب البيان.
وإسبانيا، التي شاركت إلى جانب الولايات المتحدة في غزو العراق في العام 2003 لإطاحة نظام صدام حسين، تشارك أيضاً بعدد من الجنود في التحالف الدولي ضد "داعش".
وبعد دعم التحالف للقوات العراقية في دحر تنظيم "داعش" من المناطق الحضرية في العراق، لا يزال مستشارون ومدربون عسكريون موجودين في العراق، بينهم بضع مئات من الإسبان.
وأكد مسؤول سياسي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ "صالح بحث مع الملك، ملفات مكافحة الإرهاب في المنطقة، وملف إعمار المحافظات المتضررة، ودور إسبانيا في ذلك"، كاشفاً أنّ "الملك وعد الرئيس بدور كبير لإسبانيا في ملف إعمار البلاد، فضلاً عن تدريب القوات العراقية".
وأشار المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، إلى أنّ "المباحثات، أكدت ضرورة أن يكون للعراق دور كبير في محاربة فكر داعش في البلاد، كون التنظيم سيطر على مساحات كبيرة لفترة ليست قصيرة، ما يستدعي جهوداً حكومية ومجتمعية لمحاربة فكره، وأي أفكار متطرفة تنمو في العراق".
ولفت إلى أنّ "الملك أكد أنّ العراق يحظى اليوم بمكانة مرموقة في المجتمع الدولي، خاصة بعد ما أثبته من نجاحات كبيرة في محاربة داعش، الذي يعد تهديداً للعالم بأسره"، متوقعاً أن "تفتح الزيارة آفاقاً جديدة للتعاون المشترك بين البلدين".
وتأتي زيارة ملك إسبانيا، في إطار نشاط دبلوماسي كثيف في بغداد، منذ بداية العام الحالي. فبعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للجنود الأميركيين في العراق، من دون أن يلتقي أي مسؤول رسمي، زار الملك الأردني عبد الله الثاني بغداد، للمرة الأولى منذ عشر سنوات.
وتزامنت زيارة عبد الله الثاني، مع زيارة لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وسط حركة دبلوماسية شملت وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعيد زيارة مماثلة قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وخلال كل تلك الاجتماعات في بغداد، أُثيرت مسألة تنظيم "داعش"، في أعقاب قرار ترامب المفاجئ بسحب ألفي جندي أميركي متمركزين في سورية.
وتوجَد غالبية قوات التحالف الدولي في العراق اليوم، وتتدخل بضربات موضعية أحياناً في الأراضي السورية على طول الحدود الصحراوية مع العراق.
وفي هذا الإطار، تسعى الكتل السياسية المقربة من إيران داخل البرلمان العراقي إلى وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية، وخاصة القوات الأميركية، من البلاد. وقد تم بالفعل تقديم مسودة إلى البرلمان، وقد يتم النظر فيها خلال مارس/آذار المقبل.
وكانت إسبانيا أرسلت 30 فرداً عسكرياً إلى العراق في 2014، وذلك ضمن إطار التحالف الدولي المناهض لـ"داعش" بقيادة الولايات المتحدة، وشاركت في تدريب القوات العراقية.
وزادت مدريد في السنوات التالية عدد قواتها في العراق حتى وصلت إلى 425؛ حيث تتولى هذه القوات مهمة تدريب القوات العراقية، ولم تشارك في العمليات القتالية.