هل تلتزم الدول العربيَّة أو الدول الغربيَّة بشروط مسابقات ملكات الجمال؟ سؤالٌ بديهيّ يطرَح كل عام مع إقامة حفلات انتخابات ملكات الجمال بالجملة، في هذا البلد العربي، أو ذاك البلد الأجنبي. من الواضح أنه لا يوجد التزامٌ بالمعنى الحقيقي أو الحرفي للكلمة بالشروط التي تفرضها مسابقة ملكة جمال العالم على القائمين بهذه المسابقة. بعض هذه الشروط مثلاً، تندرج حول الكيفية التي تعبّر فيها الفتيات المشاركات أثناء الحفل عن الهوايات التي يفضلنها، ومنها هواية الرقص مثلاً أو التمثيل أو الغناء.
ولكن برامج اختيار ملكات الجمال في العالم العربي، وأحياناً في الدول الأجنبيّة، تقلّل من أهميّة هذه الشروط، وتعطي الأحقية الكاملة للجان التحكيم في الاختيار، والتي يُقال إنها مؤلّفة من متخصّصين في مجالات مُتفرّعة من الجمال، كالطب والتغذية وتصميم وعرض الأزياء. لكن حصر الاختيار والقرار بشكل مطلق في لجان التحكيم وحدها، يبقى محطّ جدلٍ ونقد، وذلك للوقوف على المعايير الدقيقة التي وقفت عليها لجنة التحكيم في اختيار هذه الفتاة أو تلك للقب الملكة.
لم تحظَ ملكة جمال لبنان، ساندي تابت، التي فازت يوم السبت الماضي باللقب، بإجماع على استحقاقها لهذا الفوز. حققت تابت اللقب أمام منافسة شرسة مع 14 متبارية لبنانية. من اللحظة الأولى لإعلان نتيجة الفوز، بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد اختيار الملكة. وصلت هذه الانتقادات إلى حد التجريح والشتم. والتزمت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI، التي تنظم المباراة، بالصمت، وقالت إن علامات لجنة التحكيم هي التي حملت تابت إلى اللقب دون أي وساطات أو محسوبيّات، فيما طلب ناشطون آخرون من المنتقدين للملكة الالتزام بالاحترام وعدم الشتم والتجريح. وعمل متابعون آخرون على نشر صور للملكة الفائزة من صفحاتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. وظهر تباين واضح في المواقف، إذ ثمّة من يقول إنها جميلة جداً، ومن يقول إن مشتركات أُخْريات ضمن المسابقة أجمل وكان فوزهن باللقب مستحقاً.
العام الماضي في سويسرا، استطاع منظِّمو حفل انتخاب ملكة جمال سويسرا أن يوظّفوا المناسبة لصالح الناس. وكانت المرة الأولى التي ينتخب فيها الجمهور ملكته مباشرة على الهواء. إذ تمَّ تكليف فريق العمل بضرورة إنشاء برنامج خاص للتصويت مباشرة للمرشَّحات أثناء عرض المباراة. وتمَّ جمع النتيجة قبل انتهاء الحفل، وإعلان اسم المرشحة التي اختارها الشعب بشكل مباشر وشفاف عبر هذا التصويت. حملت هذه الصورة الكثير من الشفافية، وأظهرت احترافية من قبل القائمين على الحفل في كسب اهتمام الناس وتفاعلهم مع الملكة التي من المفترض أن تمثّلهم وتمثل البلد.
الجّدل حول ساندي تابت يذكّرنا بسنوات سابقة اعترض فيها اللبنانيون على اختيار الملكة. عام 1999، استنكر اللبنانيون أيضاً كيفية اختيار لجنة التحكيم ملكة جمال لبنان السابقة، نورما نعوم. ولم تقتنع غالبيّة اللبنانيين بشرعية انتخابها. وهذا ما حصل أيضاً مع نادين نسيب نجيم، التي حملت تاج الجمال اللبناني عام 2004. وقال كثيرون إنّ نجيم لا تستحقّ اللقب، وذلك قبل أن تُنهي نجيم ولايتها، وتصبح اليوم واحدة من أشهر ممثلات لبنان اللاتي يحظيْن بدعم واهتمام كبيرين من شركات الإنتاج للمشاركة في أعمال دراميّة مُصوّرة.
لكن الحال لا تقتصر على اللبنانيين الذين يعبّرون عن آرائهم بملكات الجمال عند كل انتخابات تُقام سنوياً. في تونس، الوضع ليس أفضل، ففي عام 2015، عندما تربَّعت راوية الجبالي على عرش الجمال التونسي، بعدما نافست 14 مشتركة، وخطفت التاج، وشاركت في انتخابات ملكة جمال العالم، آنذاك، لم يتقبل التونسيون راوية الجبالي، ونددوا بنتائج المباراة، حتى أن أحد المواطنين علق على فيسبوك ساخراً بأنه وبعد انتخاب الجبالي، ستخرج التنظيمات الإرهابية من تونس بشكل نهائي لخوف هذه التنظيمات من "الملكة"، وعبّر آخرون عن شكوكهم في النتيجة، وقالوا إن اللواتي تنافسن مع راوية، كنّ أفضل منها بكثير وأكثر جدارة بحمل اللقب.
وفي هذا العام، واجهت السوريّة، نيلاي نوفل، من محافظة طرطوس، والتي انتخبت ملكة جمال سورية لعام 2016، انتقادات لاذعة. إذْ وصفها كثيرون بأنها "عادية" ولا تستحق اللقب. لكنها ردت على الانتقادات بقولها إنَّ الاختيار لا يتم فقط بحسب معايير الجمال، وإن هنالك معايير أخرى تحكم هذه المسابقات.
وفي القاهرة، استنكر الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، فوز لارا ديبانة بلقب ملكة جمال مصر عام 2014، وأكّدوا بأنها لا تملك المواصفات المطلوبة لتفوز بهذا اللقب. بل وأكثر من ذلك، إذ لم يوفر الناشطون هجماتهم على ديبانة بعد مشاركتها في مسابقة ملكة جمال العالم في العام نفسه، خصوصاً عندما كُشفَت صورة لها مع ملكة جمال إسرائيل، ليصبح الهجوم على ديبانة مزدوجاً. فتساءل المصريون: "ألاّ يكفي بأنها لا ترقى إلى صفة ملكة جمال، بل أصبحت تريد التطبيع مع أعداء العرب".
اقــرأ أيضاً
وغير بعيد عن القاهرة، لم تحظ ملكة جمال الأردن أيضاً في العام نفسه، 2014، بإجماع من قبل الأردنيين الذين لم يجدوا فيها المواصفات التي تجعلها تنال اللقب. بل حفلت مواقع التواصل الاجتماعي ليلة إعلان النتيجة بـ"تراند" ومنشورات كشفت عن حجم رفض الأردنيين لملكتهم. وحاول البعض المقارنة بين جميلات لم يتربَّعن على عرش الجمال، وبين زينة العلمي التي خطفت الأضواء وأصبحت ملكة جمال للأردن، قائلين إن عدداً كبيراً من بنات الأردن أجمل منها.
اقــرأ أيضاً
ولكن برامج اختيار ملكات الجمال في العالم العربي، وأحياناً في الدول الأجنبيّة، تقلّل من أهميّة هذه الشروط، وتعطي الأحقية الكاملة للجان التحكيم في الاختيار، والتي يُقال إنها مؤلّفة من متخصّصين في مجالات مُتفرّعة من الجمال، كالطب والتغذية وتصميم وعرض الأزياء. لكن حصر الاختيار والقرار بشكل مطلق في لجان التحكيم وحدها، يبقى محطّ جدلٍ ونقد، وذلك للوقوف على المعايير الدقيقة التي وقفت عليها لجنة التحكيم في اختيار هذه الفتاة أو تلك للقب الملكة.
لم تحظَ ملكة جمال لبنان، ساندي تابت، التي فازت يوم السبت الماضي باللقب، بإجماع على استحقاقها لهذا الفوز. حققت تابت اللقب أمام منافسة شرسة مع 14 متبارية لبنانية. من اللحظة الأولى لإعلان نتيجة الفوز، بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد اختيار الملكة. وصلت هذه الانتقادات إلى حد التجريح والشتم. والتزمت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI، التي تنظم المباراة، بالصمت، وقالت إن علامات لجنة التحكيم هي التي حملت تابت إلى اللقب دون أي وساطات أو محسوبيّات، فيما طلب ناشطون آخرون من المنتقدين للملكة الالتزام بالاحترام وعدم الشتم والتجريح. وعمل متابعون آخرون على نشر صور للملكة الفائزة من صفحاتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. وظهر تباين واضح في المواقف، إذ ثمّة من يقول إنها جميلة جداً، ومن يقول إن مشتركات أُخْريات ضمن المسابقة أجمل وكان فوزهن باللقب مستحقاً.
العام الماضي في سويسرا، استطاع منظِّمو حفل انتخاب ملكة جمال سويسرا أن يوظّفوا المناسبة لصالح الناس. وكانت المرة الأولى التي ينتخب فيها الجمهور ملكته مباشرة على الهواء. إذ تمَّ تكليف فريق العمل بضرورة إنشاء برنامج خاص للتصويت مباشرة للمرشَّحات أثناء عرض المباراة. وتمَّ جمع النتيجة قبل انتهاء الحفل، وإعلان اسم المرشحة التي اختارها الشعب بشكل مباشر وشفاف عبر هذا التصويت. حملت هذه الصورة الكثير من الشفافية، وأظهرت احترافية من قبل القائمين على الحفل في كسب اهتمام الناس وتفاعلهم مع الملكة التي من المفترض أن تمثّلهم وتمثل البلد.
الجّدل حول ساندي تابت يذكّرنا بسنوات سابقة اعترض فيها اللبنانيون على اختيار الملكة. عام 1999، استنكر اللبنانيون أيضاً كيفية اختيار لجنة التحكيم ملكة جمال لبنان السابقة، نورما نعوم. ولم تقتنع غالبيّة اللبنانيين بشرعية انتخابها. وهذا ما حصل أيضاً مع نادين نسيب نجيم، التي حملت تاج الجمال اللبناني عام 2004. وقال كثيرون إنّ نجيم لا تستحقّ اللقب، وذلك قبل أن تُنهي نجيم ولايتها، وتصبح اليوم واحدة من أشهر ممثلات لبنان اللاتي يحظيْن بدعم واهتمام كبيرين من شركات الإنتاج للمشاركة في أعمال دراميّة مُصوّرة.
لكن الحال لا تقتصر على اللبنانيين الذين يعبّرون عن آرائهم بملكات الجمال عند كل انتخابات تُقام سنوياً. في تونس، الوضع ليس أفضل، ففي عام 2015، عندما تربَّعت راوية الجبالي على عرش الجمال التونسي، بعدما نافست 14 مشتركة، وخطفت التاج، وشاركت في انتخابات ملكة جمال العالم، آنذاك، لم يتقبل التونسيون راوية الجبالي، ونددوا بنتائج المباراة، حتى أن أحد المواطنين علق على فيسبوك ساخراً بأنه وبعد انتخاب الجبالي، ستخرج التنظيمات الإرهابية من تونس بشكل نهائي لخوف هذه التنظيمات من "الملكة"، وعبّر آخرون عن شكوكهم في النتيجة، وقالوا إن اللواتي تنافسن مع راوية، كنّ أفضل منها بكثير وأكثر جدارة بحمل اللقب.
وفي هذا العام، واجهت السوريّة، نيلاي نوفل، من محافظة طرطوس، والتي انتخبت ملكة جمال سورية لعام 2016، انتقادات لاذعة. إذْ وصفها كثيرون بأنها "عادية" ولا تستحق اللقب. لكنها ردت على الانتقادات بقولها إنَّ الاختيار لا يتم فقط بحسب معايير الجمال، وإن هنالك معايير أخرى تحكم هذه المسابقات.
وفي القاهرة، استنكر الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، فوز لارا ديبانة بلقب ملكة جمال مصر عام 2014، وأكّدوا بأنها لا تملك المواصفات المطلوبة لتفوز بهذا اللقب. بل وأكثر من ذلك، إذ لم يوفر الناشطون هجماتهم على ديبانة بعد مشاركتها في مسابقة ملكة جمال العالم في العام نفسه، خصوصاً عندما كُشفَت صورة لها مع ملكة جمال إسرائيل، ليصبح الهجوم على ديبانة مزدوجاً. فتساءل المصريون: "ألاّ يكفي بأنها لا ترقى إلى صفة ملكة جمال، بل أصبحت تريد التطبيع مع أعداء العرب".
وغير بعيد عن القاهرة، لم تحظ ملكة جمال الأردن أيضاً في العام نفسه، 2014، بإجماع من قبل الأردنيين الذين لم يجدوا فيها المواصفات التي تجعلها تنال اللقب. بل حفلت مواقع التواصل الاجتماعي ليلة إعلان النتيجة بـ"تراند" ومنشورات كشفت عن حجم رفض الأردنيين لملكتهم. وحاول البعض المقارنة بين جميلات لم يتربَّعن على عرش الجمال، وبين زينة العلمي التي خطفت الأضواء وأصبحت ملكة جمال للأردن، قائلين إن عدداً كبيراً من بنات الأردن أجمل منها.