مكتبة المسافر.. القراءة على فراش المركبة المتنقل!

12 فبراير 2015
أول باص لجت انطلقت من القدس في عام 1964
+ الخط -

قد لا يدور في خلد أي شخص، يقصد مجمعاً كبيراً للسفريات بقصد السفر إلى مدينة بعيدة داخل حدود الأردن، أن يجد في ركن من الباص التي تقله إلى مبتغاه، مكتبة عامرة بشتى صنوف الكتب السياسية منها أو الثقافية أو الفنية، أو حتى الروايات العالمية، لكن بنظرة سريعة على شركة باصات جت السياحية الأردنية التي انطلقت أولى رحلاتها من القدس في عام 1964، تجد أن الشركة خصصت ركناً بارزاً، يستطيع أي راكب أن يستفيد من الكتب التي تصطف بأناقة فوق رفوفها.

يقول مدير عام الشركة مالك حداد إن هذه المبادرة، جاءت إيماناً من الشركة في ترسيخ مفهوم الثقافة وزيادة الوعي ورعاية الإبداع والثقافة والعمل على نشرها ضمن المجالات التي تعمل عليها في الحافلات والخطوط المحلية والدولية.

 

وزيرة الثقافة الأردنية، لانا مامكغ، ومدير عام جت، مالك حداد، في إحدى المركبات التي تضم مكتبة متنقلة.

فيما وصفت وزيرة الثقافة الأردنية الدكتورة، لانا مامكغ، الفكرة بالإبداع المتميز، مضيفة: المبادرة تتيح للمواطنين وضيوف المملكة تنمية الحس الثقافي والاطلاع على المنتج الثقافي الأردني أثناء السفر على متن حافلاتها، مشيرة إلى أن الشركة تخطت دورها كناقل للركاب وأصبحت راعية لإبداعات تخدم المجتمع المحلي.

المبادرة التي مضى عليها عامان، حققت لغاية اللحظة رواجاً بين مرتادي الباصات السياحية، حتى تناقل الناس الخبر فيما بينهم بغرابة وطرافة، في آن معاً، غير أن كاتباً صحافياً في جريدة الدستور مثل طلعت شناعة، يؤيد المشروع بقوله: بصراحة فوجئت عندما اتصلت بي شركة جت السياحية لشراء نسخ من أحد كتبي لعرضها في مكتبة الباص، ورغم أنني استغربت الفكرة إلا انها راقت لي، خصوصاً عندما لم يحددوا كتاباً معيناً من مؤلفاتي لشرائها، بل تركوا الباب أمامي مفتوحاً لاختيار ما يناسبني، وعليه اخترت كتاب السيرة التوثيقية لمهرجان جرش، وهو الكتاب الذي أصدرته بمناسبة مرور 25 عاماً على انطلاق المهرجان قبل أربع سنوات.

 

بدورها ثمنت الكاتبة الصحافية، رنا حداد، الخطوة التي قامت بها "جت" معتبرة أن اجتراح الشركة لخطة تثقيفية على هذا النحو البالغ من الأهمية يدعو للتفاؤل بمستقبل أفضل خصوصاً لشبابنا، الذين يبحثون على بوصلة توجههم، مؤكدة أن هذا المشروع يعد أحد أبرز المشاريع الرائدة أردنياً خلال العشر سنوات الفائتة، مؤشرة إلى أن الخطوة، التي أعلنتها "جت" بتقديم خدمة الكتاب الإلكتروني أيضاً، من خلال وجود مكتبة إلكترونية داخل كل باص من باصات الشركة، حدث ثقافي بارز لا يضاهى.

ويدعو حداد الشركات الخاصة أن تفعل دورها في المجتمع المحلي، عبر زيادة الوعي المعرفي والثقافي لدى المتلقي، مشيراً أن الفكرة انطلقت من إطار المسؤولية الاجتماعية للشركة، حيث تضم كل مكتبة متنقلة 50 كتاباً، تحت شعار "قارئ اليوم.. قائد الغد"، بهدف تشجيع عادة القراءة وإغناء ذاكرة الناس، كي تصبح القراءة جزءاً من تقاليدهم وعاداتهم خلال السفر.

دلالات
المساهمون