مقدّمة موسيقية

17 سبتمبر 2016
كريستين موران/ كندا
+ الخط -

النومُ شبكة صيدِ هائلة معلقة بين جفنين،
الأحلام سمكات ملونة.
والحكايات، مثل النساء، تمتلىء بالخرافة.
يبدو التفكير في الحُب في لحظةٍ كهذه أمرٌ طبيعي؛
الحب على الطريقة الحديثة،
الطفل الجشِع، أكل كل شيء، وأكلنا، ثم استدار ليأكل نفسه.
النومُ أيضًا يبدو مثل كروان جميل الآن؛
لكنه لا يسكت قط.
والعالم - واعذرني فأنا أكرّر كلمة عالم باستمرار- مثل قطيع مجمد من الخراف.
الفكرة أن لحظة كهذه تجعلك تفكر في أشياء عجيبة:
كالنوم إلى الأبد مثلاً،
أو طرق باب الجنون والتجوّل عارياً في الشوارع،
أو ملاحظة أشياء تافهة كشرخٍ في الجدار يشبه وجهاً غريباً كان يأتيك في أحلام الطفولة،
أو سماع صوت أقدام النمل وهي تزحف إلى جدرانها،
أو ملاحظة الفارق الواهن بين صوتي إديت بياف التي تغني
أغنية: "لا تتركني"، أو كما يقول الفرنسيون:
Ne Me Quitte Pas
بتفتّت زائد عن الحد،
وجاك بريل، الذي باعتباره رَجُلاً؛ يغنيها وهو ما زال مذهولاً مما حَدَث .
يبدو النوم - هنا - مثل عُصفور صغير له منقار كمسمار يثقب الرأس بدأب وحرص،
أو كمقدّمة موسيقية - هائلة ومجنونة -
للقَتل.

*شاعرة مصرية، القصيدة من مجموعة تصدر قريباً بعنوان "ساذج وسنتمنتالي"


دلالات
المساهمون