مقتدى الصدر يقيّد عمل مليشياته بساحات القتال

21 نوفمبر 2016
الخطوة قد تشي بالخلاف بين الصدر وقيادات "الحشد"(حيدر حمداني/AFP)
+ الخط -
في خضمّ تصاعد الانتهاكات التي ترتكبها مليشيات "الحشد الشعبي" بحق المدنيين، بدا زعيم التيّار الصدري، مقتدى الصدر، غير راضٍ عن ذلك، محاولاً إبعاد مليشياته "سرايا السلام" عن مشاركة "الحشد" في تلك الأعمال، الأمر الذي دفعه إلى إصدار توجيهات صارمة لها محدّداً طبيعة عملها.

وقال الصدر في بيان صحافي، إنّه "يتحتّم على المقاتلين المنتمين إلى سرايا السلام (الجناح العسكري للتيار الصدري) الالتزام بساحات الجهاد حصراً"، محذرا إيّاهم من "الاشتراك بالأعمال المدنية أو الشعبية بعنوانهم الصريح".

وأضاف، أنّ "سرايا السلام شرّفونا بجهادهم وبسالتهم وصمودهم وحبهم للوطن والابتعاد عن الطائفية"، مشدّداً على "عدم السماح لأحد باستعمال اسم سرايا السلام، أو رفع راياتهم، إلّا في سوح القتال أو المؤتمرات الخاصة بها".

من جهته، رأى الخبير في شؤون الجماعات المسلّحة، سامح الخزرجي، في حديثه لـ"العربي الجديد، أنّ "الخلاف المستعر بين الصدر وقادة مليشيا الحشد الآخرين يدفع الأول إلى محاولة عدم ربط مليشياته بمليشياتهم، والنأي بنفسه عن جرائمهم".

وقال الخزرجي إنّ "الأزمات السياسية داخل كتل التحالف الوطني تأخذ أبعاداً عسكرية، لتشمل فصائل المليشيات المرتبطة بتلك الكتل"، مبيناً أنّ "مليشيا الصدر، ومنذ فترة، بدت معزولة عن مليشيا الحشد، ولا تشاركها في معاركها، إلّا بدور ضعيف جدّاً بسبب ذلك الخلاف".

وأضاف أنّ "الصدر لا يريد أن تلصق جرائم الحشد الشعبي باسم مليشياته، لأنّه يرى أن مليشياته مهمّشة داخل الحشد، ولا يريد لها ألا تهمش بالجرائم والانتهاكات"، مشيراً إلى أنّ "الصدر يخطط للخروج من الحشد الشعبي، وهو ينتظر نتيجة الخلاف السياسي داخل التحالف الوطني ليتخذ قراره على ضوئه".

يأتي ذلك في وقت انتشرت فيه تسجيلات مصورة، كشفت عن تورط مليشيات "الحشد الشعبي" بانتهاكات وجرائم جديدة، وأعمال خطف وإعدامات.