لم يكن جديداً دخول المغنين في العالم العربي إلى عالم التمثيل. التجربة العربية تكاد تكون رائدة في تحالف التمثيل والغناء في عمل واحد منذ عقود طويلة. ومن لا يذكر تفوق محمد عبد الوهاب وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ووردة وغيرهم من نجوم الزمن الجميل، في مجموعة من أفضل الأفلام التي صدرت آنذاك، ولا زال صداها حتى اليوم، وذلك بسبب شهرة السينما، والترويج التي كانت تضيفه للمغني، وتساعده في توسيع انتشار أعماله الغنائية. لكن هل تغيرت هذه العادة اليوم؟ الواضح أنَّ عدد المغنين الذين يدخلون باب التمثيل أصبحوا أقل، ربما بسبب انشغال المغنين أنفسهم بالحفلات، وربما بسبب وجود عدد كبير من الممثلين، في الوقت الذي يتجه فيه بعض المنتجين إلى استغلال نجومية وشهرة المغني وجمهوره، في أفلام سينمائية وأعمال درامية.
منذ سنوات، ومع اتّساع مساحة الدراما التلفزيونية، عبر عدد من المغنين إلى عالم التمثيل، في قصص تمحورت أحياناً حول المغني نفسه، ولم تفقده دوره كمطرب أولاً، بل امتزج الغناء في صلب الحكاية، كما حصل مع المغنية المصرية، شيرين، التي شاركت ببطولة واحد من ضمن أفضل المسلسلات الجيدة لموسم رمضان 2015 "طريقي"، حيث منح الكاتب، تامر حبيب، المخرج، محمد شاكر خضير، شيرين إجازة عبور لحياة مغنية، رفض أهلها وصولها إلى سلم النجاح والشهرة، ورغم الاقتباس في "طريقي"، نجحت شيرين في دورها وبدت مقنعة تماماً، وتقبّل الجمهور نجمة "ذا فويس" بدور معقد، يحتاج إلى خبرة كبيرة. شيرين، لم تكن الفنانة الأولى التي دخلت عالم التمثيل بعد تجربة سينمائية اعتبرها كثيرون فاشلة لها في "ميدو مشاكل" في بداياتها الفنية.
وكانت اللبنانية، ميريام فارس، بطلة مسلسل "اتهام" عام 2014، وهو من الأعمال الدرامية المشتركة، في محاولة لاستثمار نجاحها غنائياً، من قبل المنتج الأردني، مفيد الرفاعي. لكن القصة والإخراج أوقعا ميريام فارس في فخ التكرار والتقليد، فلم ينقذها رصيدها الغنائي عند الناس، ولم يضف العمل شيئاً إلى نجومية فارس، التي تعتمد على جمالها، وأرقام متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي فالمشاهد العادي لا تهمه الإحصاءات، ولا قدرة الفنان على توظيف غروره كسلاح بوجه المنتقدين. مر مسلسل "اتهام" مروراً عادياً، وحفل بمجموعة من الانتقادات التي طاولت فارس نفسها، للمبالغة في أداء الدور المطلوب منها، وقلة الخبرة في التصرف كممثلة أكثر منها كمغنية.
محمد منير المُغني
أطلَّ هذا العام النجم، محمد منير، في مسلسل "المُغني"، لقصة لم تضف إلى مسيرة المغني الجماهيري الكثير، صعوبات كثيرة واجهها المسلسل من البداية، منها الضعف الواضح في السيناريو، الذي يُقال أنه يحاكي قصة ومسيرة حياة، محمد منير، نفسه. لكنّ بعض النقاد المصريين استغربوا قبول محمد منير بهذا العمل، ووصفوه بأنه ممثل ضعيف جداً. ولم يدخل "الكينغ" أو "المُغني" إلى بورصة الأعمال الدرامية لعام 2016، المؤهلة للمراتب الأولى، بل بقي خارج إطار المتابعة أو التشويق الذي تحظى به باقي الأعمال الأخرى لهذا الموسم. كما أظهر العمل ضعف البناء القصصي أو الدرامي، وقلة الدراية من قبل المخرج الذي مدد العمل لثلاثين حلقة، حيث كان يمكن اختصار أحداثه إلى خمس عشر حلقة، بعيداً عن زجّ أحداث خيالية أكثر منها واقعية لقصة المغني الطويلة، وجاء موقف "النوبيين" الذين دعوا إلى مقاطعة العمل، لأنه ينقل أحداثاً مخادعة عن واقعهم اليومي، ليبرز نقاط الضعف. كل ذلك لم يوفر العمل من انتقادات مماثلة، تعزز فرضية أنَّ إنتاج "المغني” هو نوع من التكريم لمحمد منير، ولا تُصنف في السياق الدرامي المفترض.
اقــرأ أيضاً
لطيفة في "كلمة سر"
لم تنقذ الفنانة لطيفة نفسها، أيضاً، من ضعف القصة في مسلسل "كلمة سر"، الذي دخل موسم رمضان هذا العام، كما لم يستطع مخرج العمل، سعد هنداوي، توظيف حضور لطيفة في العمل لصالح دراما هادفة، وغاب عن ذهنه طريقة تحريك لطيفة درامياً. المرأة اللعوب جاءت هذه المرة بنتيجة معاكسة جداً لشهرة لطيفة المغنية، أو قضت على جزء من الشهرة التي استمدتها لطيفة التونسية في عالم الغناء. مشاهد غير مرتبطة، وشكوك البطل هشام سليم (زوج لطيفة) أو رحمة (معلمة المدرسة)، بها طوال الوقت، وحكايات اجتماعية تعتمد على الصدفة دون مبرر، بالتزامن مع حياة زوجية تعاني الضياع، ومفاجأة انتحار إحدى طالبات لطيفة في المدرسة، لأسباب نفسية تعيشها الفتاة مع والديها، لتزيد من حجم الإرباك.
الواضح، أن الجميع مرتبك في العمل، حتى لطيفة غير ملمة بدورها وأدائها، بشكل عفوي مقنع ينقذها في أولى تجاربها التمثيلية بعد ان أدت قبل سنوات، دوراً جيداً في فيلم "سكوت ح نصور" للمخرج الراحل، يوسف شاهين. واستطاعت من خلاله تحقيق نجاح ملحوظ كممثلة، لكن التجربة اليوم "كلمة سر" لم تقدم لها أي جديد، يمكن توظيفه للسنوات المقبلة.
اقــرأ أيضاً
أنوشكا
استطاعت الفنانة، أنوشكا، العبور بنجاح في امتحان الدراما لهذا العام، فبعد مشاركتها في "سرايا عابدين" عام 2014، ظهرت هذا العام بدور "قسمت هانم" في مسلسل "جراند أوتيل". وبرهنت عن حرفية عالية بحسب النقّاد والمتابعين، فالمرأة المتسلطة القوية، التي بنت إلى جانب زوجها أفخم فنادق أسوان في الخمسينيات، كما تروي قصة المسلسل، تريد المحافظة على هذا الإرث العائلي بسلطة وكبرياء. كما شاركت أنوشكا بدورٍ متقن في "سقوط حرّ" إلى جانب نيللي كريم وصفاء الطوخي، وبدت مقنعة جداً في دور الخالة الحنون.
منذ سنوات، ومع اتّساع مساحة الدراما التلفزيونية، عبر عدد من المغنين إلى عالم التمثيل، في قصص تمحورت أحياناً حول المغني نفسه، ولم تفقده دوره كمطرب أولاً، بل امتزج الغناء في صلب الحكاية، كما حصل مع المغنية المصرية، شيرين، التي شاركت ببطولة واحد من ضمن أفضل المسلسلات الجيدة لموسم رمضان 2015 "طريقي"، حيث منح الكاتب، تامر حبيب، المخرج، محمد شاكر خضير، شيرين إجازة عبور لحياة مغنية، رفض أهلها وصولها إلى سلم النجاح والشهرة، ورغم الاقتباس في "طريقي"، نجحت شيرين في دورها وبدت مقنعة تماماً، وتقبّل الجمهور نجمة "ذا فويس" بدور معقد، يحتاج إلى خبرة كبيرة. شيرين، لم تكن الفنانة الأولى التي دخلت عالم التمثيل بعد تجربة سينمائية اعتبرها كثيرون فاشلة لها في "ميدو مشاكل" في بداياتها الفنية.
وكانت اللبنانية، ميريام فارس، بطلة مسلسل "اتهام" عام 2014، وهو من الأعمال الدرامية المشتركة، في محاولة لاستثمار نجاحها غنائياً، من قبل المنتج الأردني، مفيد الرفاعي. لكن القصة والإخراج أوقعا ميريام فارس في فخ التكرار والتقليد، فلم ينقذها رصيدها الغنائي عند الناس، ولم يضف العمل شيئاً إلى نجومية فارس، التي تعتمد على جمالها، وأرقام متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي فالمشاهد العادي لا تهمه الإحصاءات، ولا قدرة الفنان على توظيف غروره كسلاح بوجه المنتقدين. مر مسلسل "اتهام" مروراً عادياً، وحفل بمجموعة من الانتقادات التي طاولت فارس نفسها، للمبالغة في أداء الدور المطلوب منها، وقلة الخبرة في التصرف كممثلة أكثر منها كمغنية.
محمد منير المُغني
أطلَّ هذا العام النجم، محمد منير، في مسلسل "المُغني"، لقصة لم تضف إلى مسيرة المغني الجماهيري الكثير، صعوبات كثيرة واجهها المسلسل من البداية، منها الضعف الواضح في السيناريو، الذي يُقال أنه يحاكي قصة ومسيرة حياة، محمد منير، نفسه. لكنّ بعض النقاد المصريين استغربوا قبول محمد منير بهذا العمل، ووصفوه بأنه ممثل ضعيف جداً. ولم يدخل "الكينغ" أو "المُغني" إلى بورصة الأعمال الدرامية لعام 2016، المؤهلة للمراتب الأولى، بل بقي خارج إطار المتابعة أو التشويق الذي تحظى به باقي الأعمال الأخرى لهذا الموسم. كما أظهر العمل ضعف البناء القصصي أو الدرامي، وقلة الدراية من قبل المخرج الذي مدد العمل لثلاثين حلقة، حيث كان يمكن اختصار أحداثه إلى خمس عشر حلقة، بعيداً عن زجّ أحداث خيالية أكثر منها واقعية لقصة المغني الطويلة، وجاء موقف "النوبيين" الذين دعوا إلى مقاطعة العمل، لأنه ينقل أحداثاً مخادعة عن واقعهم اليومي، ليبرز نقاط الضعف. كل ذلك لم يوفر العمل من انتقادات مماثلة، تعزز فرضية أنَّ إنتاج "المغني” هو نوع من التكريم لمحمد منير، ولا تُصنف في السياق الدرامي المفترض.
لطيفة في "كلمة سر"
لم تنقذ الفنانة لطيفة نفسها، أيضاً، من ضعف القصة في مسلسل "كلمة سر"، الذي دخل موسم رمضان هذا العام، كما لم يستطع مخرج العمل، سعد هنداوي، توظيف حضور لطيفة في العمل لصالح دراما هادفة، وغاب عن ذهنه طريقة تحريك لطيفة درامياً. المرأة اللعوب جاءت هذه المرة بنتيجة معاكسة جداً لشهرة لطيفة المغنية، أو قضت على جزء من الشهرة التي استمدتها لطيفة التونسية في عالم الغناء. مشاهد غير مرتبطة، وشكوك البطل هشام سليم (زوج لطيفة) أو رحمة (معلمة المدرسة)، بها طوال الوقت، وحكايات اجتماعية تعتمد على الصدفة دون مبرر، بالتزامن مع حياة زوجية تعاني الضياع، ومفاجأة انتحار إحدى طالبات لطيفة في المدرسة، لأسباب نفسية تعيشها الفتاة مع والديها، لتزيد من حجم الإرباك.
الواضح، أن الجميع مرتبك في العمل، حتى لطيفة غير ملمة بدورها وأدائها، بشكل عفوي مقنع ينقذها في أولى تجاربها التمثيلية بعد ان أدت قبل سنوات، دوراً جيداً في فيلم "سكوت ح نصور" للمخرج الراحل، يوسف شاهين. واستطاعت من خلاله تحقيق نجاح ملحوظ كممثلة، لكن التجربة اليوم "كلمة سر" لم تقدم لها أي جديد، يمكن توظيفه للسنوات المقبلة.
أنوشكا
استطاعت الفنانة، أنوشكا، العبور بنجاح في امتحان الدراما لهذا العام، فبعد مشاركتها في "سرايا عابدين" عام 2014، ظهرت هذا العام بدور "قسمت هانم" في مسلسل "جراند أوتيل". وبرهنت عن حرفية عالية بحسب النقّاد والمتابعين، فالمرأة المتسلطة القوية، التي بنت إلى جانب زوجها أفخم فنادق أسوان في الخمسينيات، كما تروي قصة المسلسل، تريد المحافظة على هذا الإرث العائلي بسلطة وكبرياء. كما شاركت أنوشكا بدورٍ متقن في "سقوط حرّ" إلى جانب نيللي كريم وصفاء الطوخي، وبدت مقنعة جداً في دور الخالة الحنون.