معمودية النار

05 فبراير 2015
فوتوغرافيا محمد أبو غوش / الأردن
+ الخط -

التنظيمات الإجرامية المحترفة، صاحبة التاريخ الطويل في الإرهاب (إسرائيل مثلاً) تحاول أن تجعل جرائمها خلف الصورة. الوافدون إلى الجريمة (داعش وأضرابها) تفتنهم الصورة.

تصوير الجريمة وتعميم الصورة تحقق إشباعاً للمستجدّين، في حين أن أصحاب الباع الطويل يشغلهم تحقيق أهداف الجريمة وإخفاء صورتها.

في عالم الجريمة المحترفة (سجن غوانتانامو مثلاً) يبدو تسريب الصور خروجاً على قواعد اللعبة، في حين أن الصورة هي ميدان اللعبة في عالم الجريمة البدائية.

المجرمون المحترفون يعيّبون على المجرمين الهواة. يصفونهم بالهمج في زمن الأسلحة الذكية والقتل عن بعد والطائرات بدون طيار.

المجرمون إخوة. يتغذون من بعضهم ويؤازرون بعضهم، حتّى وهم يتحاربون. لا ننسى كيف أصبحت بلادنا مسرحاً متقدماً للجريمة. لا ننسى من يقف وراء القتلة ومن صنعهم.

ليس ألم الأردنيين غريباً ولا ننظر إليه كغرباء، وليس رفع الضيم هو الانتقام من حثالة مجرمة وإعدام سجينين. رفع الضيم هو باسترداد إرادتنا الجماعية ومفارقة تاريخ كامل من التبعية، هو أن تعيش أجيال قادمة من الأردنيين والعرب بأحسن مما عشنا.

مأساة معاذ الكساسبة هي الوجه الآخر من مأساة البوعزيزي. الإنسان العربي الذي يدفع ثمن أخطاء سياسات وفساد دوليين ودعارة على مستوى دول، وليس فقط سادية حثالة مجرمة. نشعر بالغضب ونجد أيدينا خاوية ونحن نشارك الأهل في الأردن هذا المصاب.

المساهمون