معلمو السعودية يطالبون بالإنصاف

28 اغسطس 2015
وزير التعليم السعودي عزام الدخيّل (واس)
+ الخط -
تعالت الأصوات في القطاع التعليمي السعودي بضرورة تحسين أحوال المعلمين، والذين يعانون من ضياع هيبتهم أمام الطلاب، وعدم حصولهم على حقوقهم المادية التي تجاهلتها الوزارة لسنوات.


وكان وزير التعليم السعودي، عزام الدخيّل، قد أكد غير مرة، أن هناك تغيّرات ستحدث في مجال التعليم بالسعودية وفق السياسات العليا؛ يتم التركيز خلالها على العمل مع عدم إنكار أهمية التعليم، ما رفع من مستوى تطلعات المعملين، خاصة أن الدخيّل كان أحد أكبر المهتمين بالتعليم وصاحب كتب عدة مختصة في المجال، أهمها كتاب (تعلومهم)، كما كان ينتظر صدور آخر كتبه (مع المعلم) قبل تعيينه وزيراً.

ويطالب أكثر من 200 ألف معلم ومعلمة بحقوقهم الوظيفية منذ ست سنوات، ويشكون من عدم حصولهم على مستحقاتهم الوظيفية وفروقهم المالية التي يستحقونها لتعيينهم لسنوات طويلة برواتب أقل من التي كانوا يستحقونها، ويأملون في الوصول إلى المستويات المستحقة لهم نظاماً وفق لائحة الوظائف التعليمية.

ويؤكد المعلم يزيد الباعود أن أكبر مطالب المعلمين حالياً هو الإنصاف، ويقول لـ"العربي الجديد": "من المهم إعادة هيبة المعلم المفقودة، فلم يعد للمعلم أي قيمة داخل الفصل الدراسي، لهذا لم يعد غريباً أن نشاهد في الأخبار قصصاً عن اعتداء طلاب على معلمين؛ لأن العقوبات باتت ضعيفة ولا تردع الطلاب، خاصة أن النظام الجديد يمنع المعلم من معاقبة الطالب على سوء سلوكه".

وأخيراً، أوصت الباحثة في جامعة الملك خالد في أبها، نورة إدريس، في دراسة لها عن "جودة الحياة المدرسية وعلاقتها بفاعلية الذات لدى معلمات المرحلة الابتدائية"، بضرورة الاهتمام بتحسين البيئة المدرسية للمعلمين والمعلمات، وذلك من خلال تهيئة الظروف البيئية المدرسية المناسبة للتدريس، بهدف إيجاد أجواء إيجابية بالمدرسة، كما شددت على ضرورة الاهتمام بإعداد البرامج الإرشادية، والدورات التدريبية التي تساعد على زيادة مستوى جودة الحياة المدرسية لدى معلمات المرحلة الابتدائية.

وأجريت الدراسة على عينة مكونة من 328 معلمة من معلمات المرحلة الابتدائية بمنطقة محايل عسير التعليمية؛ تراوح أعمارهن بين 23-54، وخلصت الباحثة في توصياتها إلى: "ضرورة مساعدة المعلمات باستمرار على رفع معتقدات فاعلية الذات من خلال الإنجازات الأدائية، والخبرات البديلة، والإقناع اللفظي، والحالة النفسية الفسيولوجية، مع ضرورة إقامة الدورات التدريبية، والندوات وفتح مجال الحوار مع المعلمات من أجل تكوين بيئة تعليمية إيجابية".

كذلك شددت على ضرورة حرص المؤسسات التعليمية على تعليم المعلمات نظرية الاختيار، وإنشاء بيئة صف تقوم على نظرية الاختيار، والاهتمام بالمعلمات حديثات الخبرة، ومعرفة العقبات التي تواجههن مع إيجاد حلول فعلية لمشكلاتهن.

وبينت الدراسة أن تنمية فاعلية الذات للمعلم تتضمن توقع المعلم كيفية أدائه مهامه، وأنشطته التدريسية المرتبطة بمسؤولياته الشخصية، ومهاراته التدريسية، وإحداث تأثيرات إيجابية حتى مع أكثر التلاميذ صعوبة وأقلهم حرصاً على التعليم، والمثابرة وبذل المزيد من الجهد لتعليم الطلاب.