بالرغم من كلّ العوائق في طريق الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، فإنّ بعض الشابات تمكنّ من العمل، عن طريق مهنة التدريس التي ابتكرن فيها وأبدعن، وذلك في مدرسة جمعية "أطفالنا" للأشخاص الصمّ.
بدأت الشابات في مدرسة "أطفالنا" تلميذات مجتهدات، ليصبحن اليوم معلمات لهن بصمة لدى الأطفال الصم. من طرقهن المبتكرة في التدريس التجارب المخبرية والتقنيات الحديثة والتدريس عبر اللعب.
حكمت المشهراوي (29 عاماً)، إحدى معلمات المدرسة، وكانت تلميذة فيها سابقاً. في بداية دراستها هناك، كانت تبكي وتحاول الهروب من المدرسة بسبب ضيق مساحتها في ذلك الوقت، وبدأت تتأقلم معها حتى وصلت إلى الصف الرابع، فجرى توسيع مبنى المدرسة ليصبح مريحاً لها ولزملائها الصم، حتى أنهت الصف التاسع. لم يكن متاحاً للمشهراوي ورفاقها دراسة المرحلة الثانوية في قطاع غزة بعد إتمامها الإعدادية، فبدأت بعدها بالتطوع في المدرسة ضمن برنامج إعداد مساعدات مدرسين من الأشخاص الصم إلى جانب تلقيها عدداً من التدريبات التفاعلية مع المجتمع وطرق تعليمية حديثة. عام 2011، تمكنت من الالتحاق بأول مدرسة للأشخاص الصم في المرحلة الثانوية، وهي مدرسة "صادق الرافعي"، التي تأسست عام 2010، وأنهت المرحلة الثانوية خلال العدوان الأخير على غزة في عام 2014. ودرست المشهراوي اختصاصاً مهنياً في تكنولوجيا الإبداع في الجامعة الإسلامية وكانت تتابع عملها كمعلمة خلال دراستها. ومن المعروف أنّ الجامعة الإسلامية كانت أول جامعة أطلقت اختصاصات أكاديمية للأشخاص الصم في قطاع غزة.
تعمل المشهراوي منذ أكثر من خمس سنوات كمساعدة معلم، وهي تعلّم الصفين الثامن والتاسع مواد العلوم والمختبر في المدرسة، كما تشرف على مكتبة المدرسة. تعتمد على أسلوب الشرح العملي والتجارب الكيميائية والفيزيائية لترسخ المعلومات في أذهان تلاميذها الذين تشركهم في التجارب.
اقــرأ أيضاً
تقول المشهراوي، عبر مترجم للغة الإشارة، لـ"العربي الجديد": "المدرسة بيتي الجميل الذي تربيت فيه، وهنا المعلمة تعمل لتطوير الأداء التعليمي في المدرسة ولا تقتصر مهنتها على التعليم فقط". وعن حياتها الخاصة، تقول: "أتمكن من الفصل بين حياتي الزوجية وتربية طفلتي سوار التي تبلغ عاماً، وبين عملي".
من جهتها، بدأت المعلمة دعاء غزال (27 عاماً)، تلميذة في مدرسة "أطفالنا" وهي بعد في الخامسة. وصلت إلى الصف التاسع عام 2008، ثم تطوعت في المدرسة ضمن البرامج التعليمية للأطفال، وتلقت تدريبات مكثفة ضمن برنامج تأسيس مساعد معلم من الأشخاص الصم، وأتمت الدراسة الثانوية كحال زميلتها المشهراوي، ودرست تكنولوجيا الإبداع في الجامعة الإسلامية. تشير غزال إلى فوارق بين الجيل الحالي من الأشخاص الصمّ وجيلها قبل 20 عاماً، إذ كانت تعتمد مع زملائها على القراءة أكثر من الوسائل الأخرى، بينما تحاول تعزيز استخدام التلاميذ الصم للتكنولوجيا لتسهيل عملية الدراسة عليهم، مثل برامج التصميم وبرامج عرض الأعمال المدرسية.
تعتمد ضمن أساليب حديثة عرض الأفلام التعليمية عليهم، وبعضها لتعليمهم مهارات تقنية، كما تشركهم في كثير من التصاميم عبر برامج التصميم. تشعر غزال بالحزن على الأطفال الصم الذين يدرسون في المدرسة، فنتيجة تقلص الدعم الخارجي لمشاريع الأشخاص الصم في غزة، لا يتمتع الأطفال ببرامج دعم مثل أبناء جيلها. تقول لـ"العربي الجديد"، عبر المترجم: "ندعو في بعض المرات أهالي التلاميذ إلى المدرسة كي نقدم لهم ورشات عمل في التعامل مع أطفالهم، لكن للأسف معظمهم لا يملكون حتى أجرة الطريق للمجيء إلى المدرسة".
أما ناريمان الثلاثيني (31 عاماً)، فهي معلمة أطفال من المرحلة التمهيدية حتى الصف الثاني، بدأت تلميذة أيضاً في مدرسة "أطفالنا" في الخامسة من عمرها، ودرست كما زميلتيها حتى التاسع ثم تابعت الثانوية ومن بعدها اختصاص تكنولوجيا الإبداع. تُعلّم الثلاثيني مواد العلوم والرياضيات والاجتماعيات، لكنّها تصنف فئات التلاميذ بحسب استعداداتهم التعليمية. تقدم الدروس الفردية لبعضهم لكي يأخذوا حقهم من استيعاب الرياضيات والعلوم كما الآخرين، لكنّها تدمج جميع التلاميذ في مواد الاجتماعيات.
تقول الثلاثيني لـ"العربي الجديد"، عبر المترجم: "أطلع باستمرار على الأساليب التعليمية الحديثة للأطفال عبر الإنترنت، فأجري تقييماً لكلّ الأطفال قبل البدء في الدروس، كي أوفر على نفسي جهداً كبيراً في إيصال المعلومات لهم بحسب استعداداتهم، فأغير المسار بحسب كلّ طفل، وأعدّل في أساليب اللعب والمشاركة والرسم التي تعتبر أهم الأساليب التعليمية مع الأطفال الصم لأنهم يملكون طاقة كبيرة يفرغونها هنا بشكل صحيح".
اقــرأ أيضاً
ليست الثلاثيني الإبنة الصماء الوحيدة في أسرتها، فلديها أربعة أشقاء من الأشخاص الصم. يعمل أحدهم في مطعم، وشقيقتان تدرسان في الجامعة، فيما الثالثة تخرجت من الجامعة الإسلامية وتتلقى دورات، كما تتطوع في مراكز مجتمعية.
بدأت الشابات في مدرسة "أطفالنا" تلميذات مجتهدات، ليصبحن اليوم معلمات لهن بصمة لدى الأطفال الصم. من طرقهن المبتكرة في التدريس التجارب المخبرية والتقنيات الحديثة والتدريس عبر اللعب.
حكمت المشهراوي (29 عاماً)، إحدى معلمات المدرسة، وكانت تلميذة فيها سابقاً. في بداية دراستها هناك، كانت تبكي وتحاول الهروب من المدرسة بسبب ضيق مساحتها في ذلك الوقت، وبدأت تتأقلم معها حتى وصلت إلى الصف الرابع، فجرى توسيع مبنى المدرسة ليصبح مريحاً لها ولزملائها الصم، حتى أنهت الصف التاسع. لم يكن متاحاً للمشهراوي ورفاقها دراسة المرحلة الثانوية في قطاع غزة بعد إتمامها الإعدادية، فبدأت بعدها بالتطوع في المدرسة ضمن برنامج إعداد مساعدات مدرسين من الأشخاص الصم إلى جانب تلقيها عدداً من التدريبات التفاعلية مع المجتمع وطرق تعليمية حديثة. عام 2011، تمكنت من الالتحاق بأول مدرسة للأشخاص الصم في المرحلة الثانوية، وهي مدرسة "صادق الرافعي"، التي تأسست عام 2010، وأنهت المرحلة الثانوية خلال العدوان الأخير على غزة في عام 2014. ودرست المشهراوي اختصاصاً مهنياً في تكنولوجيا الإبداع في الجامعة الإسلامية وكانت تتابع عملها كمعلمة خلال دراستها. ومن المعروف أنّ الجامعة الإسلامية كانت أول جامعة أطلقت اختصاصات أكاديمية للأشخاص الصم في قطاع غزة.
تعمل المشهراوي منذ أكثر من خمس سنوات كمساعدة معلم، وهي تعلّم الصفين الثامن والتاسع مواد العلوم والمختبر في المدرسة، كما تشرف على مكتبة المدرسة. تعتمد على أسلوب الشرح العملي والتجارب الكيميائية والفيزيائية لترسخ المعلومات في أذهان تلاميذها الذين تشركهم في التجارب.
تقول المشهراوي، عبر مترجم للغة الإشارة، لـ"العربي الجديد": "المدرسة بيتي الجميل الذي تربيت فيه، وهنا المعلمة تعمل لتطوير الأداء التعليمي في المدرسة ولا تقتصر مهنتها على التعليم فقط". وعن حياتها الخاصة، تقول: "أتمكن من الفصل بين حياتي الزوجية وتربية طفلتي سوار التي تبلغ عاماً، وبين عملي".
من جهتها، بدأت المعلمة دعاء غزال (27 عاماً)، تلميذة في مدرسة "أطفالنا" وهي بعد في الخامسة. وصلت إلى الصف التاسع عام 2008، ثم تطوعت في المدرسة ضمن البرامج التعليمية للأطفال، وتلقت تدريبات مكثفة ضمن برنامج تأسيس مساعد معلم من الأشخاص الصم، وأتمت الدراسة الثانوية كحال زميلتها المشهراوي، ودرست تكنولوجيا الإبداع في الجامعة الإسلامية. تشير غزال إلى فوارق بين الجيل الحالي من الأشخاص الصمّ وجيلها قبل 20 عاماً، إذ كانت تعتمد مع زملائها على القراءة أكثر من الوسائل الأخرى، بينما تحاول تعزيز استخدام التلاميذ الصم للتكنولوجيا لتسهيل عملية الدراسة عليهم، مثل برامج التصميم وبرامج عرض الأعمال المدرسية.
تعتمد ضمن أساليب حديثة عرض الأفلام التعليمية عليهم، وبعضها لتعليمهم مهارات تقنية، كما تشركهم في كثير من التصاميم عبر برامج التصميم. تشعر غزال بالحزن على الأطفال الصم الذين يدرسون في المدرسة، فنتيجة تقلص الدعم الخارجي لمشاريع الأشخاص الصم في غزة، لا يتمتع الأطفال ببرامج دعم مثل أبناء جيلها. تقول لـ"العربي الجديد"، عبر المترجم: "ندعو في بعض المرات أهالي التلاميذ إلى المدرسة كي نقدم لهم ورشات عمل في التعامل مع أطفالهم، لكن للأسف معظمهم لا يملكون حتى أجرة الطريق للمجيء إلى المدرسة".
أما ناريمان الثلاثيني (31 عاماً)، فهي معلمة أطفال من المرحلة التمهيدية حتى الصف الثاني، بدأت تلميذة أيضاً في مدرسة "أطفالنا" في الخامسة من عمرها، ودرست كما زميلتيها حتى التاسع ثم تابعت الثانوية ومن بعدها اختصاص تكنولوجيا الإبداع. تُعلّم الثلاثيني مواد العلوم والرياضيات والاجتماعيات، لكنّها تصنف فئات التلاميذ بحسب استعداداتهم التعليمية. تقدم الدروس الفردية لبعضهم لكي يأخذوا حقهم من استيعاب الرياضيات والعلوم كما الآخرين، لكنّها تدمج جميع التلاميذ في مواد الاجتماعيات.
تقول الثلاثيني لـ"العربي الجديد"، عبر المترجم: "أطلع باستمرار على الأساليب التعليمية الحديثة للأطفال عبر الإنترنت، فأجري تقييماً لكلّ الأطفال قبل البدء في الدروس، كي أوفر على نفسي جهداً كبيراً في إيصال المعلومات لهم بحسب استعداداتهم، فأغير المسار بحسب كلّ طفل، وأعدّل في أساليب اللعب والمشاركة والرسم التي تعتبر أهم الأساليب التعليمية مع الأطفال الصم لأنهم يملكون طاقة كبيرة يفرغونها هنا بشكل صحيح".
ليست الثلاثيني الإبنة الصماء الوحيدة في أسرتها، فلديها أربعة أشقاء من الأشخاص الصم. يعمل أحدهم في مطعم، وشقيقتان تدرسان في الجامعة، فيما الثالثة تخرجت من الجامعة الإسلامية وتتلقى دورات، كما تتطوع في مراكز مجتمعية.