معركة يبرود: هل تنتقل النيران السورية إلى لبنان؟

10 فبراير 2014
+ الخط -
يتصاعد الحديث عن معركة وشيكة سيخوضها حزب الله ضد المعارضة السورية في بلدة يبرود السورية على الحدود اللبنانية ــ السورية. فقد أعلن نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ السيارات التي انفجرت في لبنان تم تفخيخها في يبرود. وتلت هذا الإعلان، سلسلة من المواقف من مسؤولين في حزب الله يتوعدون فيها يبرود.
لكن ما هي أهمية يبرود؟ وما أثر المعارك الدائرة فيها على الواقعين السوري واللبناني؟ تُعد يبرود العاصمة الاقتصادية لمنطقة القلمون. ومن الأمور اللافتة أن تحريرها من جيش النظام لم يحصل عبر معارك عنيفة. كما أنّه من المفارقات، أن النظام لا يزال يُزوّد معاملها بالكهرباء. ويستند ثوار يبرود (بغالبيتهم سوريين) إلى تمويل ذاتي من أهالي المنطقة. وبعد إعادة سيطرة النظام على عدد من البلدات في القلمون (قارة، دير عطية، النبك)، فقد انسحب معظم المقاتلين باتجاه يبرود والجرد القريب منها، إذ لم تجرِ معارك فعليّة في هذه البلدات، بل إن المقاتلين انسحبوا باتجاه المناطق الجرديّة.
كما أنّ مقاتلي منطقة القصير انسحبوا باتجاه يبرود، باتفاق مع حزب الله والجيش السوري في حينها، بعد سيطرة الأخيرين على القصير وريفها. لكن الأكثر أهميّة هو أن يبرود تُعَد معقلاً للنازحين المدنيين من القصير وريفها، ومن حمص والنبك وقارة ومناطق أخرى، حيث يتجاوز عدد النازحين الستين ألفاً.
تُشير مصادر المعارضة السورية إلى أن عدد المقاتلين في يبرود والجرود القريبة يبلغ عشرة آلاف مقاتل. ويتوزّع هؤلاء على "الجبهة الإسلامية" و"كتيبة الفاروق" و"جبهة النصرة" وفصائل محلية أخرى. في المقابل، فإن مصادر حزب الله والنظام تقول إن عديد المسلحين يصل إلى ضعف هذا العدد، أي نحو عشرين ألفاً.
ومنذ أيّام، يقوم الجيش السوري، تُسانده قوات من حزب الله، بتعزيز تواجده في المناطق المحيطة تمهيداً للهجوم على يبرود. ويعتبر النظام أن يبرود أساسيّة لجهة السيطرة على منطقة القلمون التي كانت تُشكّل خطراً عسكرياً على دمشق، ولأهمية هذه البلدة اقتصادياً. كذلك يتهمها بأنها مصدر الهجمات على أوتوستراد دمشق حمص، إضافةً إلى اتهامات حزب الله بتفخيخ السيارات فيها. فضلاً عن كل ذلك، يهتم النظام وحزب الله بالسيطرة الكاملة على الحدود اللبنانية ــ السورية.
تُشير المعطيات إلى إمكانية عدم حصول معركة عنيفة في يبرود، بسبب حرص تجار يبرود على مصالحهم. ويتوقّع بعض المتابعين أن ينسحب المقاتلون من داخل يبرود باتجاه جردها، مثلما حصل في بلدات القلمون الأخرى. لكن إلى أين سينسحب هؤلاء؟ وما مدى تأثر بلدة عرسال اللبنانية، وهي نقطة اساسيّة للثوار السوريين على الصعيد الطبي والإغاثي؟ فالترابط بين عرسال ويبرود قوي جداً، بسبب القرب الجغرافي. وتتخوّف الكثير من المصادر اللبنانية أن تكون معركة يبرود مدخلاً لانتقال الصراع العسكري من سوريا إلى لبنان، خصوصاً إذا ما انسحب عدد من المقاتلين السوريين باتجاه عرسال، أو في حال سعى النظام وحزب الله إلى قطع الطريق بين عرسال ويبرود. كما أن هذا القطع يُعد حصاراً لعرسال، التي يضطر أبناؤها إلى المرور على حواجز حزب الله، عند خروجهم من البلدة باتجاه المناطق اللبنانيّة.
المساهمون