بدأت القوات العراقية المدعومة من الطائرات الفرنسية والأميركية والحرس الثوري الإيراني، صباح الاثنين، هجوماً واسعاً على محافظة صلاح الدين، فيما حذّر أهالي المحافظة من لجوء القوات الحكوميّة إلى سياسة الأرض المحروقة، مؤكّدين وجود 40 في المائة من أهالي المحافظة فيها.
وقال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهجوم الذي أطلقت عليه مليشيا الحشد الشعبي اسم، (لبيك يا رسول الله)، يشارك فيه من 20 إلى 25 ألف مقاتل من الجيش والشرطة ومليشيا الحشد وأبناء العشائر المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تسندهم قوّات الحرس الثوري الإيراني على الأرض، فيما يشترك فيه ثلاثة خطوط جوّية، هي سلاح الجو الأميركي والفرنسي الذي يشارك لأوّل مرة، وسلاح الجو العراقي".
وأضاف أنّه "يقابل ذلك 1000 إلى 1300 مقاتل من تنظيم داعش"، مبيناً أنّ "خطوط الصد لداعش هي ثلاثة، الأول حقول الألغام، والثاني الانتحاريون، والخط الثالث هو خط النخبة، وهم المقاتلون الذين أتى بهم من مدينة الموصل".
وأوضح المصدر، الذي لم يكشف عن اسمه، أنّ "الطائرات الأميركيّة والفرنسيّة تشن الآن عمليّة تطهير للخط الدفاعي الأول لداعش، وهو حقول الألغام، وتؤمن الطريق للقوات المهاجمة، فيما يعمل الطيران العراقي على تأمين القوّات المهاجمة"، مؤكّداً أن "القوات المهاجمة تستخدم كثافة نارية هائلة لتأمين مسيرها، عبر الصواريخ القصيرة المدى والصواريخ المحمولة على الكتف والدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ".
ولفت إلى أنّ "الهجوم بدأ من عدّة محاور باتجاه تكريت والدور، للاندفاع بعد ذلك باتجاه ناحية العلم من الجهة الشرقية لمدينة تكريت، فيما يتم الهجوم من المحور الثاني من جهة الغرب باتجاه المدينة، ومحور آخر من جنوب المدينة باتجاه العوجة".
وأكّد أنّ "اشتباكات عنيفة تدور الآن في مناطق بنات الحسن ومنطقة الجلاّم شمال شرق قضاء سامراء، وأنّ الطيران يساند القوات المهاجمة في الاشتباك".
من جهته، حذّر مجلس عشائر محافظة صلاح الدين، من "لجوء القوات الحكوميّة إلى استخدام سياسة الأرض المحروقة".
وقال عضو المجلس، الشيخ عبد الخالق الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الإعلام الحكومي يتحدث عن أن محافظة صلاح الدين خالية من الأهالي، الأمر الذي ينذر بتداعيات خطيرة في حال استخدمت الحكومة سياسة الأرض المحروقة".
وأكّد الشيخ أنّ "أكثر من 40 في المائة من أهالي المحافظة من المدنيين موجودون فيها"، مشيراً إلى أنّه "في حال استخدمت حرق الأرض، فستكون مجزرة بحق أبناء المحافظة لا تقل عن مجازر داعش".
ويعد هذا الهجوم، السادس من نوعه للقوات الحكومية والمليشيا التابعة لها، منذ سيطرة "داعش" على المدينة في يونيو/حزيران الماضي. وتعول الحكومة العراقية على استعادة تكريت كثيراً لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية.
اقرأ أيضاً: معركة تكريت "السادسة": قوات حكومية ومليشيا تحتشد.. و"داعش" يتوعد