معرض في نيويورك يجسّد مراحل ملاحقة أسامة بن لادن

14 نوفمبر 2019
يُفتتح المعرض غداً (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -

يعيد معرض في نيويورك رسم معالم السنوات العشر من ملاحقة زعيم تنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، بدءاً بنموذج دقيق عن المنزل الذي كان يسكنه في باكستان، وصولاً إلى الموافقة على الضربة التي قضت عليه.

المعرض يحمل عنوان "الكشف عن عملية مطاردة بن لادن"، ويفتتح غداً الجمعة في المتحف المخصص لذكرى اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001، ويستعرض المراحل الكبرى لعملية الملاحقة الطويلة لبن لادن.

وانتهت هذه الملاحقة ليل الأول إلى الثاني من مايو/ أيار عام 2011، في عملية "جيرونيمو" بالقضاء على العقل المدبر للاعتداءات التي حولت برج التجارة العالمي إلى رماد، وقُتل فيها نحو ثلاثة آلاف شخص.

لكن المعرض الذي ينتهي في مايو/ أيار عام 2021 لا يكشف أي أسرار جديدة. فلا شيء فيه على وجه الخصوص عن تعاون ما بين الاستخبارات الباكستانية والأميركية. إلا أنه يحوي نحو ستين قطعة صودر بعضها من منزل بن لادن، وعشرات الصور ومقاطع الفيديو. ويمكن أن يطّلع الزائر على عمل الاستخبارات الدؤوب، منذ فرار زعيم "القاعدة" من دون أن يخلّف أثراً إلى جبال تورا بورا الأفغانية أواخر عام 2001، إلى حين تحديد هوية مرساله، أبو أحمد الكويتي، وسيارته رباعية الدفع في بيشاور عام 2010.

ومن خلال أبو أحمد الكويتي وصل عناصر الاستخبارات الأميركية إلى ثكنة مدينة أبوت أباد العسكرية، الواقعة على بعد 80 كلم عن العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وإلى المنزل الكبير المؤلف من ثلاث طبقات الذي كان يعيش فيه شخص يسير يومياً، كما السجناء، مئات الخطوات في باحته. وتوصل الأميركيون تدريجاً إلى شبه يقين بأن هذا الرجل هو بن لادن.

يضم المعرض مقابلات لمن أسهموا في هذه العملية تقديراً لدورهم، من بينهم مسؤولون كبار أكدوا صحة العملية، وعناصر في القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية الذين اقتحموا منزل بن لادن، مروراً بعناصر من الاستخبارات. وقد رووا، من دون الكشف عن هوياتهم، كيف أدركوا أنه للعثور على بن لادن يجب اللحاق بمن يشتبه في أنهم يقدمون العون له.

وتقول مديرة المتحف، أليس غرينوالد، إن تلك المقابلات تعكس "ملاحظات أشخاص كانوا حينها في مواقع قيادية"، والمعضلات التي كان عليهم تخطيها قبل أن يقرروا إرسال فرقة كوماندو لاقتحام المنزل. ويبين المعرض "مدى صعوبة اتخاذ قرارات مماثلة" و"الخطورة والعبء الذي تمثله"، وفق غرينوالد. وتضيف: "وبالإصغاء إليهم نشعر كما لو أننا في الصف الأمامي للتاريخ".

بعد 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001، واجهت وكالات الاستخبارات الأميركية انتقاداً لحالة المنافسة داخلها، ما عرقل تشارك معلومات مهمة تسمح بإحباط الاعتداءات. لكنها استعادت وحدتها من جديد واحتفت بمثابرتها بعد نجاح عملية القضاء على بن لادن.

في المعرض قبعة ممزقة لأحد العناصر بعدما أصيب بجروح جراء قنبلة رماها أحد العملاء المزدوجين، خلال لقاء أمل الأميركيون أن يحصلوا منه عن معلومات جديدة عن بن لادن. فيه أيضاً لوح شرف قبع طويلاً في "مكتب التحقيقات الفدرالي" (إف بي آي) في أفغانستان، وقّع عليه كل العناصر المشاركين في العملية أسماءهم قبل أن ينطلقوا إليها، ويُحتفظ به في واشنطن كتذكار.

يروي نائب مديرة المتحف، كليفورد شانين، أن الحدث ثمرة أكثر من ثلاث سنوات من الحوار مع مختلف وكالات الاستخبارات، تساءل خلالها غالباً "إلى أي مدى سيقبلون رواية" قصة هذه العملية السرية. ويضيف: "لا نعرف ما الذي لم يريدوا إخبارنا به (...) لكننا نعرف أننا ذهبنا أبعد من أي شخص آخر، من الأغراض التي قدموها لنا لعرضها، والأشخاص الذين وصلنا إليهم".

وكان إعلان باراك أوباما، في 2 مايو/ أيار عام 2011، مقتل بن لادن قد قوبل بحالة من البهجة في الولايات المتحدة، وخصوصاً في نيويورك، حيث أجرى الناس تجمعات للإعراب عن فرحهم في "تايمز سكوير" وقرب موقع برج التجارة العالمي. وبالنسبة إلى العديد من الأميركيين، قد يكون المعرض مناسبة لاختبار هذا الشعور من جديد.

وتؤكد باتريسيا ريلي التي قُتلت شقيقتها في الطابق 101 من برج التجارة: "من المثير للإعجاب بالنسبة إليّ مشاهدة العمل والجهود التي بذلها الجيش والاستخبارات باسم أقربائنا". وتضيف ريلي التي كانت من أوائل الذين تمكنوا من مشاهدة المعرض: "إنه يذكرني بالامتنان الذي شعرت به يوم أعلن الرئيس مقتل بن لادن"، مؤكدة بقولها: "انتظرنا لوقت طويل أن تحقق العدالة".

(فرانس برس)
المساهمون