"الصياد الفلسطيني في وادٍ، وكل المؤسسات والجمعيات والمسؤولين في وادٍ آخر، لا أحد يشعر بمعاناتنا المتواصلة، والمتفاقمة يوماً بعد الآخر".
بهذه الكلمات بدأ الصياد الفلسطيني أبو رامي الشريف حديثه لـ "العربي الجديد" عن أوضاع الصيادين على ساحل بحر قطاع غزة المُحاصر.
الحرقة التي تحدث بها الصياد الشريف، أظهرت كذلك على وجوه مجموعة من الصيادين، شاركوا في وقفة تضامنية نظمتها هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار ونقابة الصيادين الفلسطينيين، والتي رفع خلالها المشاركون يافطات وشعارات تطالب بإنقاذ الصيادين الذين يتعرضون لمختلف الممارسات الإسرائيلية العدائية في البحر.
وأوضح الشريف (54 عاماً) وهو أب لست بنات وأربعة أولاد منهم متزوجان اثنان أن الاحتلال الإسرائيلي يلاحق الصياد داخل الأميال الستة المسموح بها، مضيفاً: "نتعرض الى إطلاق نار وملاحقة مستمرة، ما دفعني إلى تبديل المحرك الخاص بمركبي من قوة 9 حصان، إلى قوة 40 حصاناً، كي أتمكن من تفادي الملاحقة بسرعة أكبر".
وأشار إلى أن الصياد الفلسطيني بات في وضع لا يحسد عليه، إذ يعاني يومياً دون أن يلتفت أحد لمعاناته، مطالباً بفتح مجال الصيد، ودعم الصياد من كل المؤسسات، كي يتمكن من الصمود في وجه الممارسات الإسرائيلية، لا سيما وأن القطاع البحري يعتبر أحد ركائز الاقتصاد الفلسطيني.
الوضع تشابه كلياً عند الصياد خالد الشرافي 36 عاماً، وهو أب لخمس بنات وولد، والذي قال: "مشكلتنا الرئيسية تتمحور حول الحصار الإسرائيلي، ومنع الصيد حتى مساحة 6 أميال في أحسن الأحوال، إذ يتم ملاحقة الصياد أحياناً في الميل الثاني والثالث".
وبينّ الشرافي لـ "العربي الجديد" أن دخل الصياد في الوقت الحالي لا يمكن مقارنته في السابق، حيث تدهور بشكل كارثي، "نبدأ رحلة الصيد، فجراً حتى المغرب، كي نتمكن من توفير قوت يومنا"، داعياً إلى فك الحصار البحري حتى 12 ميلاً على الأقل، ووقف ملاحقة الصيادين ومصادرة وإتلاف شباكهم واعتقالهم وإطلاق النار عليهم.
من ناحيته؛ أشار نقيب الصيادين الفلسطينيين، نزار عياش، في كلمة له خلال المؤتمر إلى اشتداد الحصار على الصيادين، منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك عبر ضيق المساحة التي لا تتعدى ستة أميال ويُلَاحَق الصيادون فيها، إضافة إلى إطلاق النار المستمر على الصيادين مما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الصيادين على مدار السنوات الماضية.
وأوضح، أن الاحتلال يعتقل الصيادين بدون مبرر، وتوجيه تهم لصيادين آخرين وإبقائهم في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى مصادرة قوارب الصيادين ومعداتهم، ومنع مستلزمات الصيد الضرورية مثل مادة "الفيبر جلاس" التي تصنع منها القوارب من الدخول عبر المعابر الإسرائيلية، علاوة على منع محركات القوارب.
وطالب عياش المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لتوسيع مساحة الصيد إلى عشرين ميلاً حسب الاتفاقيات الدولية السابقة، وإجباره على وقف الاعتقالات ومصادرة القوارب وإعادة القوارب المحجوزة، منبهاً إلى أهمية الوقوف إلى جانب الصيادين، والعمل على إجبار الاحتلال على إدخال جميع مستلزمات الصيد.