مصر: قتيل ومصابون واعتقالات عشوائية في "الموجة الثورية الثانية"

خرجت عشرات التظاهرات المناهضة للحكم العسكري أمس في مصر في جمعة "الموجة الثورية الثانية"، التي ووجهت باعتداءات الأمن، ما ادى إلى سقوط قتيل في الاسكندرية، إضافة إلى اعتقال العشرات.

ففي منطقة العرب بالمعادي، جنوب القاهرة، اعتدى مجهولون على مسيرة خرجت من مسجد الإمبابي، في وقت مبكر من صباح اليوم، وقذفوها بالحجارة من فوق أسطح المنازل، ولم يتبين وجود إصابات بين المشاركين حسبما أفاد شهود العيان. يأتي ذلك في الوقت الذي نظم متظاهرون في مركز الحسينية بمحافظة الشرقية سلسلة بشرية حملوا فيها شارات رابعة العدوية.

وفي الاسكندرية، نظم مناهضو النظام المصري مسيرة صباحية شارك فيها عشرات المئات في منطقة برج العرب رفضاً للانقلاب العسكري وللمطالبة بعودة الشرعية ضمن الفعاليات التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية تحت عنوان "الموجة الثورية الثانية".
واعتقلت قوات الأمن بمحافظة الإسكندرية 10 متظاهرين بعد أن فرقت بالقوة مسيرة لرافضي الانقلاب بمنطقة العوايد في وقت تواصلت المظاهرات المطالبة بالإفراج عن المعتقلين بعدة مناطق بالمحافظة.

وقال شهود عيان: "إن قوات الأمن بمعاونة عشرات المجهولين ممن يوصفون بـ"البلطجية" قاموا بالاعتداء على المشاركين في المسيرة التي انطلقت من أمام شركة النحاس بشرق المدينة باستخدام قنابل الغاز والخرطوش والأسلحة البيضاء، ما أدى إلى إصابة العشرات في صفوف المتظاهرين، واعتقال عدد منهم".

وقتل متظاهر وأصيب العشرات خلال اعتداء قوات الأمن. وقال شهود عيان:"إن الطالب مصطفي كمال ياسين 18 عاما سقط عقب اعتداء قوات الأمن على المتظاهرين بالخرطوش والرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بعد مطاردتهم في الشوارع الجانبية وهو ما أسفر عن وإصابة العشرات واعتقال آخرين".

وأشار محمد حسام، أحد المشاركين فى المظاهرة، إلى أن "الشهيد" أصيب بالرصاص الحي فى البطن بعد قيام عدة مصفحات وسيارات نقل جنود بتمشيط المنطقة والاعتقال العشوائي لأهالي المنطقة، فيما أصيب آخرون باختناقات وجروح جراء الإطلاق الكثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش هرعت سيارات الإسعاف لنقلهم الى المستشفيات.

وكانت مسيرة طافت شوارع المنطقة وشارك فيها العديد من الحركات والروابط الشبابية، منها "التراس ربعاوي"، و"باطل" من أمام مسجد عمر بن الخطاب مرددين هتافات مناهضة لحكم العسكر، منددة بتردي الأحوال المعيشية والاقتصادية.

وأكد المشاركون الذين رفعوا شعارات رابعة والرئيس محمد مرسي مواصلة احتجاجاتهم إلى حين إسقاط الانقلاب العسكري ومحاكمة قادته، مرددين هتافات ضد الممارسات القمعية لوزارة الداخلية، وكذلك المطالبة بالإفراج عن المعتقلين، ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب.

وكان "حزب الاستقلال" دعا إلى مواصلة ما سماه "التصعيد الثوري" في "مليونية أم الشهيد"، اليوم الجمعة التي تتزامن مع الاحتفالات بعيد الأم. وقال، في بيان أصدره اليوم، "نعرف دور الأم العظيم في هذه الثورة فهي الشهيدة وأم الشهيد وزوجة الشهيد وأخت الشهيد وكانت دائما في كل المعارك والمواجهات".

وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في محافظة السويس شمال شرق العاصمة القاهرة، خلال مظاهرات تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب.

وكانت مسيرة لأنصار مرسي انطلقت عقب صلاة الجمعة، من ساحة مسجد المجاهدين بمنطقة المثلث في حي الأربعين تنديدًا بحكم العسكر وممارسته القمعية بحق المصريين. وقامت قوات الأمن بفض المسيرة باستخدام الغاز المسيل للدموع والخرطوش، والرصاص الحي.

كما شهدت المسيرات المنددة بالانقلاب العسكري بمحافظة الفيوم، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين في شارع "البوسطة"، أكبر شوارع المحافظة، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والخرطوش، فيما تمكن المتظاهرون من الاحتشاد مرة أخرى والتحرك بمسيرات حاشدة تجاه حي "الجون" الراقي بالفيوم.

وفي بورسعيد، نظم "التحالف الوطني لدعم الشرعية" مسيرة حاشدة. وتجمع الآلاف من أنصار مرسي، عقب صلاة الجمعة مباشرة، أمام المجمع الإسلامي، على بعد أمتار من مسجد التوحيد، الذي تحول إلى ثكنة عسكرية، تحسبا لتجمع أنصار مرسي. وتفاعل عدد كبير من أهالي المنطقة مع المسيرة، رافعين شارة "رابعة"، وانضم عدد من الشباب إلى المسيرة.