مصر: فوضى في أول امتحان إلكتروني باستخدام "التابلت"

24 مارس 2019
تسبب عدم توافر التجهيزات المناسبة في ارتباك الطلاب (تويتر)
+ الخط -
سيطرت حالة من الفوضى، اليوم الأحد، على طلاب المرحلة الأولى للثانوية العامة بالمحافظات المصرية، وذلك في أول يوم لامتحان "ميد تيرم" بمادة اللغة العربية، مع تطبيق نظام "التابلت" الإلكتروني.

ووصل الأمر بالطلاب في محافظات الصعيد إلى مغادرة الامتحان بإيعاز من المدرسين حتى تكون شكوى عامة على فشل النظام، ما أصاب أولياء الأمور بحالة من السخط العام على وزارة التربية والتعليم، في حين طالب الآلاف من المدرسين بإلغاء "نظام التابلت" فوراً لصعوبة تطبيق التكنولوجيا بالمدارس، مع عدم توفير الإمكانات الخاصة بها.

واعتبر موجّه مادة اللغة العربية بإحدى محافظات الصعيد، في تصريح صحافي، أن ما يحدث هو إهدار للمال العام، مطالباً بإحالة وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي والمسؤولين بالوزارة إلى المحاكمة الجنائية، خصوصاً مع تدهور التعليم وانحداره بطريقة غير مسبوقة في عهد هذا الوزير، بحسب المتحدث.

كما قال: "اليوم السيستم لا يعمل في الكثير من المدارس، والأكواد أي الأرقام السرية الخاصة بتشغيل أجهزة التابلت معطلة، رغم وجود عدد من الإداريين بأجهزة التطوير بالمحافظات بالمدارس إلا أن الإمكانات بالمدارس ضعيفة جداً"، موضحاً أن التجربة العامة صعبة بالمدارس، وقال إن هناك خوفا بمادة "الأحياء" غداً من تكرار نفس الأزمة.



وشكا طلاب محافظات القاهرة الكبرى وعدد من محافظات الوجه البحري، من عدم وجود شبكة إنترنت داخل المدارس لأداء امتحان اللغة العربية على التابلت في أول أيام الامتحانات الإلكترونية، رغم وجود عدد من أجهزة التطوير داخل المدارس، الأمر الذي أدى إلى تعطيل الامتحانات.


كما رفع الطلاب شكواهم في خلال ساعتين من انطلاق امتحان اللغة العربية بعدم التمكن من الوصول للامتحان على التابلت لعدم توفر الإنترنت، وعدم تحميل الامتحانات الموجودة على "التابلت" لأداء الاختبار التجريبي بالمادة. وأشار الطلاب إلى أن الموقع لا يفتح من الأساس، ويعطي صفحة بيضاء، في حين ذكر آخرون أنه يفتح وفور إدخال الاسم والرقم السري يعيد الصفحة نفسها مرة أخرى، ووصل الأمر إلى مطالبة الطلاب بحل الامتحان بمنازلهم.

وزارة التربية... بيان للتهدئة

ولتهدئة الرأي العام من طلاب وأولياء أمور، أصدر وزير التربية والتعليم في مصر الدكتور طارق شوقي، تصريحات إعلامية، اليوم الأحد، عقب أداء امتحان مادة اللغة العربية موضحاً أنه امتحان تجريبي ليس به نجاح أو رسوب، وأن ذلك هو مجرد استعداد لامتحان نهاية آخر العام وفق النظام الجديد.

وطالبت وزارة التربية والتعليم المصرية، اليوم الأحد، طلاب الصف الأول الثانوي وأولياء الأمور بعدم القلق نتيجة تأخر انطلاق امتحان اللغة العربية، بسبب المشكلات التقنية التي تواجه أجهزة "التابلت"، مشيرة إلى أن العمل يجري حالياً على حلها في أسرع وقت، وأن هذا الاختبار يعد تدريبياً للطلاب، بهدف قياس أداء المنظومة، والمكونات الخاصة بالشبكات والأجهزة.

وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن كل امتحان متاح على التابلت لمدة 12 ساعة، على أن يحسب وقت الامتحان من بداية فتحه على جهاز التابلت، بعد إدخال الطالب الكود الخاص به، والذي يستلمه من المراقب أو أختصاصي التطوير التكنولوجي بالمدرسة. كما أن الطالب متاح له أن يؤدي الامتحان في أي مكان متوفر به الإنترنت.

وأضافت الوزارة أن "هدف هذه التجربة رصد كافة الأمور بعناية شديدة، وبدقة عالية، للعمل على حلها قبل امتحان نهاية العام"، بحسب البيان، مؤكدة أن اختبار اللغة العربية ليس به نجاح ورسوب، وأنها تتمنى النجاح والتوفيق لجميع الطلاب.

قلق ومخاوف

قوبل التصريح من عدد من المسؤولين بالرفض التام، مؤكدين أن الثانوية العامة أصبحت حقل تجارب للوزير الجديد دون تدخل من قبل الجهات السيادية المسؤولة في البلاد. ونقلت وسائل الإعلام عن مسؤول حكومي قوله إن امتحان التيرم الأول سيطرت عليه حالة من الفوضى، متوقعاً أن يشهد امتحان نهاية العام الفوضى ذاتها.

وأضاف المسؤول أنه رغم وعود وزير التربية والتعليم والمحافظين بتوفير جهاز "تابلت" بجميع المدارس مع بدء الفصل الدراسي الثاني، إلا أن معظم المدارس تشهد حالة من الفوضى، خاصة في المحافظات ذات الكثافات الطلابية المرتفعة، ويشكو كثير من أولياء الأمور من عدم حصول أبنائهم على هذا الحاسب التعليمي حتى الآن.

ولفت إلى أن الأمر في محافظتي القاهرة والجيزة أكثر إرباكاً، ما أصاب طلاب الصف الأول الثانوي وأولياء أمورهم بضغط عصبي ونفسي، كما لم يحصل كل المعلمين على التدريب الكافي للتعامل مع الحاسب التعليمي وبنك المعرفة، بل إن أغلبهم لم يلتحق بالدورة إلا أخيراً، ومنهم من خرج منها "غير فاهم" لضيق الوقت المخصص للدورة وتكثيفها، كما أن عدداً ليس بقليل من الطلاب والمشرفين لم يتعاملوا من قبل مع أي كمبيوتر، ولا سيما في مدارس المحافظات بالقرى والنجوع، ومدارس لم تتسلم أي جهاز، موضحاً أن ما يحدث يعد كارثة وتدميرا لنفسية الطلبة.
المساهمون