مصر: تعذيب طفلين للاعتراف بـ"قلب نظام الحكم"

11 مايو 2014
+ الخط -

 

"أخي ذو الستة عشر ربيعاً متهم بمحاولة قلب نظام الحكم، وتعرض للضرب والتنكيل على يد عساكر الأمن وأفراده". هكذا يصف أنس خضري معاناة شقيقه "يحيى" الطالب بالصف الثاني الثانوي الأزهري.

يقول أنس لـ"العربي الجديد" إن شقيقه معتقل داخل قسم شرطة الزهور بمدينة بورسعيد، شمال شرق مصر، وتعرض للتعذيب لإجباره على الاعتراف بجرائم لم يرتكبها.

اعتقل يحيى فجر الثاني من مايو/ أيار الماضي، بواسطة قوة كبيرة من جهاز الأمن الوطني التي اقتحمت منزله في حي الزهور، واقتادوه عنوة بعدما ضربوه وسحلوه أمام المارة والجيران حينما امتنع يحيى عن ركوب سيارة الشرطة، ولأكثر من 24 ساعة كانت أسرة يحيى لا تعرف أي تفاصيل عن مكان اختطافه، وبحثوا عنه داخل الأقسام والمستشفيات في مدينة بورسعيد، حتى علموا أنه محتجز داخل قسم شرطة الزهور.

يقول شقيقه أنس: "تعرض يحيى للتعذيب والضرب بنحو بشع لا تتحمله أجساد الكبار، وعندما زرناه أول مرة داخل قسم الزهور بدت عليه آثار الضرب والتعذيب وكان وجهه متورماً، لكنه رفض أن يقلق والدته بالحديث عما تعرض له".

في اليوم التالي، عرض يحيى على نيابة جنح بورسعيد التي وجهت إليه اتهامات لا تناسب سنه الصغيرة، حيث وجهت إليه تهمة محاولة قلب نظام الحكم، فضلاً عن اتهامه بالتورط في حرق سيارة ضابط شرطة في بورسعيد، والانتماء لجماعة محظورة والمشاركة في أنشطتها.

بيد أن المحقق في نيابة جنح بورسعيد لم يُعر يحيى أي اهتمام بشأن ما ظهر على وجهه المتورم من آثار الضرب والتعذيب، كما رفض طلباً بإخلاء سبيله ليلحق بامتحانات نهاية العام التي فاتت يحيى وأضاعت عليه عاماً دراسياً كاملاً.

واقعة تعذيب الطفل يحيى لم تكن الأولى التي يشهدها قسم الزهور في بورسعيد، حيث سبق أن شهد القسم ذاته واقعة ضرب وتعذيب الطفل كريم صالح (14 عاماً)، حيث اعتقل كريم من داخل منزله بواسطة قوات الأمن الوطني في بورسعيد على خلفية مشاركته في فعاليات رافضة للانقلاب العسكري، ورفضت النيابة كذلك إخلاء سبيله لأداء الامتحانات نهاية العام.

من جانبها، أدانت رابطة أسر أهالي الأطفال المعتقلين ما تعرض له الطالب كريم صالح داخل ما وصفوه بـ"سلخانة" قسم الزهور ببورسعيد وممارسة شتى أنواع التعذيب البدني على أجساد الأطفال، وحمّلت السلطات مسؤولية سلامة الأطفال المعتقلين.

وتشهد مدينة بورسعيد تظاهرات واحتجاجات واسعة من قبل أنصار التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب تنديداً باختطاف وتعذيب الأطفال وتلفيق اتهامات زائفة بحقهم، والتي كان آخرها اعتقال الطالبين يحيى خضري وكريم صبحي.

دلالات