مصر: تصاعد الغضب على زيارة تواضروس للقدس

27 نوفمبر 2015
الكنيسة توضح ملابسات الزيارة (Getty)
+ الخط -

تتواصل حالة من السخط بين القوى السياسية والحزبية في مصر، جراء الزيارة المفاجئة التي قام بها بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس، أمس الخميس، بدعوى الصلاة على وفاة "الأنبا أبراهام مطران القدس والكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى" الذي توفي صباح الأربعاء.

ورفضت تلك القوى الزيارة، في الوقت الذي تعاني فيه فلسطين من وطأة الاحتلال، ومخالفة لقرار المجمع المقدس الصادر عام 1980 بمنع الزيارة للقدس طالما كانت تحت الاحتلال.

وكان تواضروس والوفد المرافق له، الذي ضم 8 من كبار القساوسة، أنهوا إجراءات سفرهم من صالة كبار الزوار على رحلة طيران "إيرسينا" المتجهة إلى تل أبيب، وغادر على الرحلة نفسها السفير حاييم كورين، سفير إسرائيل لدى القاهرة.

واستنكر الناشط الحقوقي جرجس بشرى الزيارة، مؤكداً أن "موقف الكنيسة واضح تجاه الكيان الصهيوني الغاشم المغتصب للأراضي الفلسطينية"، معتبراً أن ما حدث في الزيارة يعد تطبيعاً مع الكيان الصهيوني، وهو ما يرفضه الشعب المصري، مؤكداً أنها خطوة غير سياسية، ومشيراً إلى أن الزيارة تعد اعترافاً رسمياً من الكنيسة المصرية بشرعية احتلال الأراضي الفلسطينية.

اقرأ أيضاً زيارة تواضروس إلى القدس: تطبيع عملي وتمسك نظري بالمقاطعة

وقال بشرى إن "البابا" كان من الأفضل له أن ينيب غيره من الأساقفة للقيام بهذه الزيارة، مطالباً إياه بأن يعلن رفضه التام لجرائم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وأن يدين بشدة جرائم دولة إسرائيل بحق الفلسطينيين العزّل، واستباحة المقدسات المسيحية والإسلامية، وأن يوضح أن الكنيسة المصرية ترفض التطبيع مع دولة إسرائيل.

فيما رفض خليل عطية، أحد أعضاء "حزب المصريين الاحرار"، الزيارة مؤكداً أنها تعد انقلاباً على الثوابت التاريخية للكنيسة "التي كانت منذ اللحظات الأولى للاحتلال الصهيوني ضد زيارة القدس"، مشيراً إلى أن البابا شنودة أعلن أكثر من مرة أنه ضد التطبيع، وأنه "لن يدخل القدس إلا مع المسلمين بعد تحرير القدس".

من جهته، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، إن الزيارة تعد موقفاً تطبيعياً من الطراز الأول بشرعية الكيان الصهيوني المسمى إسرائيل، وأن الزيارة ستفتح الباب على مصراعيه لمن يريد الذهاب إلى القدس، إذ يعتبرون أن زيارة البابا بمثابة الضوء الأخضر للجميع، وأنه قرار ضمني بإلغاء قرار الحظر الوطني الذي أصدره البابا شنودة، منوهاً بأن الجميع في مصر يرفض زيارة القدس بتأشيرة دخول إسرائيلية.

وأشار فهمي إلى أن الزيارة سوف تؤدي إلى غضب شعبي في مصر، مؤكداً أن المبررات التي قدمها "البابا"لزيارة القدس بتقديم العزاء هي حجج واهية.

فيما أعلن القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن زيارة البابا تواضروس الثاني للقدس، مجرد عزاء ليرأس صلاة الجنازة على روح الأنبا أبراهام مطران القدس، ولا تعني تغيّراً في موقف الكنيسة الرافض لزيارة القدس، وأكد أن الزيارة استثنائية للصلاة الجنائزية على مثلث الرحمات الأنبا أبراهام، أما موقف الكنيسة فهو ثابت لم يتغيّر وهو عدم زيارة القدس إلا مع إخوتنا المصريين جميعاً.

وأوضح القس بولس أن "الكنيسة لا تضع في حسبانها أية معادلات سياسية، ولذلك كل خطواتها رعوية ووطنية فقط، وزيارة القدس لا تدخل فيها أية حسابات سياسية على الإطلاق، هي زيارة لصلاة جنائزية على الرجل الثاني في المجمع المقدس".

اقرأ أيضاً: أبو الفتوح: زيارة البابا تواضروس للقدس تطبيع مع الاحتلال

المساهمون