شهدت محطات مترو الأنفاق بـ"الخط الثالث" في القاهرة، والذي يمتد من "العتبة" حتى "نادي الشمس"، تشديدا أمنيا مُكثفا لقوات الشرطة صباح اليوم الجمعة، تحسبًا لوقوع أعمال شغب، بعد قرار وزارة النقل المصرية زيادة سعر التذكرة.
الزيادة على هذا الخط أعقبت فتح المحطات الجديدة "هارون- ألف مسكن- نادي الشمس" أمام الركاب اعتباراً من يوم غد السبت، تزامنا مع قرب كأس الأمم الأفريقية الذي تنظمه القاهرة، في وقتٍ سادت حالة من الغضب العارم في صفوف المواطنين من القرار الجديد.
وزارة الداخلية عززت وجودها بعدد من الضباط والأفراد وشرطة النقل والمواصلات، لتكثيف الوجود الأمني بمحطات مترو الأنفاق لتأمينها، وتم التنبيه على الخدمات باليقظة والسيطرة على أي شخص يحاول إثارة الشغب داخل المحطات، فيما شدد وزير الداخلية المصري اللواء محمود توفيق بالتعامل بحسم تجاه أي حالة من حالات الخروج على القانون.
في سياق متصل، شهدت محطات البنزين في عدد من المحافظات المصرية اليوم الجمعة، زحامًا شديدًا عقب توارد أنباء عن إصدار الحكومة قرارا برفع الدعم عن البنزين خلال الساعات المقبلة، بما ستترتب عنه زيادة في أسعار الوقود.
Twitter Post
|
وكان صندوق النقد الدولي أكد أن مصر سترفع أسعار الوقود لتصل إلى سعر التكلفة في منتصف يونيو/ حزيران الجاري، لافتاً إلى أن أسعار الوقود الحالية في مصر تبلغ ما بين 85 و90% من سعر تكلفتها.
وبحسب ما ذكرته الحكومة المصرية في تقرير المراجعة، فإنها ستضطر إلى تطبيق زيادة إضافية في أسعار الوقود حتى 100% من سعر التكلفة في منتصف يونيو/ حزيران، ما عدا أسعار الغاز المسال والوقود المستخدم في المخابز وفي توليد الكهرباء.
ويأتي ذلك في إطار متابعة الصندوق خطة الإصلاح الاقتصادي التي فرضها على مصر، قبل إقراضها 12 مليار دولار على 3 دفعات.
وقررت وزارة النقل زيادة أسعار تذاكر "مترو أنفاق الخط الثالث"على 3 مراحل، لتكون التعرفة الجديدة لمستخدمي الخط الثالث المنطقة الأولى بعدد 9 محطات بخمسة جنيهات بدلاً من 3 جنيهات، والمنطقة الثانية بعدد 16 محطة بسبعة جنيهات بدلاً من 5 جنيهات، وما يزيد على ذلك سعر التذكرة بـ10 جنيهات بدلاً من 7 جنيهات.
وكانت وزارة النقل المصرية قررت في نفس التوقيت من العام الماضي وتحديداً في مايو/ أيار عام 2018 تحريك أسعار المترو على "خطوطه الثلاثة" من جنيهين إلى 3 و5 و7 جنيهات حسب عدد المحطات، وهو استحداث لأول مرة يتم تطبيقه على محطات المترو.
وأخيراً، ألغت نظام نصف سعر التذكرة الذي كان مطبقاً على الصحافيين والعسكريين، فيما ارتفع سعر تذكرة المترو في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي 3 مرات، حيث كانت سعر التذكرة من قبل جنيها واحدا، ليرتفع إلى جنيهين، ثم تقسيم المحطات إلى 3 مراحل، وقرار وزارة النقل بزيادة سعر التذكرة على الخط الثالث.
مسؤول في هيئة مترو الأنفاق قال إن الأسعار الجديدة المطبقة على"الخط الثالث" سيتم تطبيقها مستقبلاً على الخطين الأول من المرج إلى حلوان، والثاني من شبرا الخيمة إلى المنيب.
المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، لم يستبعد توحيد سعر التذكرة لتكون 10 جنيهات على جميع الخطوط، لافتاً إلى أنه رغم الدخول المرتفعة للمترو يومياً، حيث يستقله أكثر من 3 ملايين مواطن، إلا أن مشاكل كثيرة تحاصره من جميع الجهات، وأهمها تهالك الأسطول، وعدم وجود قطع غيار، وتهالك الشبكة الكهربائية لخطوطه، موضحاً أن الخط الذي يعمل منذ عام 1987، لم يشهد أي تحديث في بنيته الأساسية، ما يُنذر بكوارث.
وقرر الأهالي، بخاصة سكان "العباسية" و"مدينة نصر" و"مصر الجديدة" و"ألف مسكن"، الذين يستقلون الخط الثالث، استخدام أتوبيسات النقل العام والميكروباص أو سياراتهم الخاصة.
ويشير محمود إسماعيل الذي يعمل في القطاع الخاص، إلى أن القرار كان مفاجئًا، موضحاً أن أسعار تذكرة المترو زادت خلال فترة قصيرة أكثر من 500%، فبعد أن كانت جنيهين أصبحت 10 جنيهات، مؤكدًا أن الزيادة الحالية كبيرة للغاية.