مصر تريد تعهدات من "الجهاد" بالتزام اتفاقات التهدئة

07 ديسمبر 2019
كامل يلتقي هنية والنخالة اليوم (الأناضول)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، أن وفد حركة "حماس" برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، عقد منذ وصوله إلى القاهرة، الإثنين الماضي، لقاءين مع مسؤول ملف فلسطين في جهاز المخابرات العامة المصري اللواء أحمد عبد الخالق، ووكيل الجهاز اللواء أيمن بديع، أحدهما في مقر إقامة الوفد، والثاني في مقر الجهاز بمنطقة حدائق القبة في القاهرة، وتضمنت اللقاءان مناقشات بشأن استئناف مسيرات العودة، أمس الجمعة، والمحاذير الخاصة بها.

وأوضحت المصادر أن وفد الحركة وعلى رأسه هنية سيلتقي مدير جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، اليوم السبت، "للوقوف على تفاهمات نهائية بشأن النقاشات التي جرت بين الوفد ووكيلي الجهاز في اللقاءين السابقين". وأشارت المصادر إلى أن كامل سيلتقي بكل من هنية، والأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة على حدة، قبل لقاء مشترك سيجمع الأطراف الثلاثة، وذلك في محاولة للحصول من حركة قيادة "الجهاد" على تعهدات واضحة بالتزام الوساطة المصرية وعدم تجاوزها، وذلك من خلال الالتزام بما ستسفر عنه الاجتماعات من اتفاقات بشأن التهدئة في قطاع غزة والعلاقات الإقليمية للحركة.
وأوضحت المصادر نفسها أن اجتماع اليوم بين هنية وكامل سيحسم الموقف النهائي بشأن المطلب الذي تقدّمت به حركة "حماس" لقيام رئيس مكتبها السياسي بجولة خارجية تشمل قطر، وتركيا، وروسيا، وإيران.

وبحسب مصدر مصري رفيع المستوى، فإن مسؤول الملف الفلسطيني أطلع قيادة "الجهاد" على أدلة قاطعة بتعهدات سابقة حصلت عليها مصر من إسرائيل، بعدم اغتيال القيادي في "سرايا القدس"، الجناح العسكري لـ"الجهاد"، بهاء أبو العطا، قبل أن تخلف تل أبيب وعودها للقاهرة، وتُقدم على تلك الخطوة التي تسبّبت في تصعيد خطير في قطاع غزة أخيراً. وأكد المصدر أن "الموقف الذي اتخذته مصر عقب خطوة اغتيال أبو العطا، وممارستها ضغوطاً على إسرائيل بالتلويح بالانسحاب من الوساطة، أوقف خطة إسرائيلية كانت تستهدف قيادات أخرى بارزة في المكتب السياسي للحركة وكتائب سرايا القدس".

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن القاهرة اتخذت إجراءات تأمينية مشددة تخطت بمراحل كثيرة مثيلاتها خلال زيارات سابقة لوفود "حماس" و"الجهاد"، وذلك خشية تعرض أي من القيادات الفلسطينية لعمليات اغتيال قد تنفذها جهة خارجية، لوضع مصر في حرج، مشددة على أن القاهرة لم تستبعد من تلك الجهات إسرائيل نفسها، خصوصاً في ظل وجود آراء وتوجهات مختلفة داخل المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية في الوقت الراهن، مؤكدة أنه لأول مرة تستخدم الأجهزة الأمنية المعنية بتأمين وفدي الحركتين أجهزة تشويش في محيط مقر إقامتهما تخوفاً من أي عمليات تفجيرية.



من جهة أخرى، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، محمود الزهار، إن الحركة لم تعط هدنة أبدية للاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى ترحيب الحركة بكل الجهات التي تقدّم لقطاع غزة خدمات إنسانية بلا ثمن. وأوضح الزهار في تصريحات صحافية، أن "التهدئة مع الاحتلال وسيلة من وسائل المقاومة لالتقاط الأنفاس بما يمكّننا كمشروع مقاوم من مراكمة أدوات الصراع لأجل التحرير". وأشار إلى أن "من يحاول أن يصوّر التهدئة كنوع من أنواع التعاون الأمني أو الاتفاق مع الاحتلال مخطئ، فإذا أعطينا تهدئة ولم يلتزم الاحتلال بها سنستفيد منها ولن نلتزم بدورنا".

وعلى صعيد العلاقات الوطنية لا سيما حركة "الجهاد الإسلامي"، أوضح الزهار أن محاولة زرع الخلاف بين "حماس" و"الجهاد" وتصويره كقضية جوهرية مصيرها الفشل، متسائلاً: "هل نحن مشروع مقاومة أم مشاغلة؟". وأردف قائلاً: "قررنا أن نكون مشروع مقاومة وتحرير، وهذا يحتاج لتطبيق ما جاء في القرآن الكريم بإعداد ما استطعنا من قوة، ونحن نراكم هذه المواد والرجال والعتاد لمشروع التحرير، وإذا أردنا أن نبقى في مشروع المشاغلة فلن نحرر شبراً من فلسطين، وعلى الجميع أن يحدد هل هو مشروع مشاغلة أو تحرير".
يُذكر أن قيادتي حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" عقدتا، الثلاثاء الماضي، اجتماعاً في القاهرة، بحثتا خلاله العديد من القضايا الفلسطينية على الصعيد الوطني والعلاقة الثنائية الاستراتيجية بين الحركتين، بالإضافة إلى نزع فتيل الفتنة بين الحركتين.