مصر تتكتم على إصابات بفيروس كورونا بعد مغادرة 11 سائحاً مصابين

29 فبراير 2020
إجراءات احترازية ضد فيروس كورونا بمطار القاهرة (فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، عن احتجاز السلطات المصرية أربعة أشخاص في مستشفى قصر العيني في العاصمة القاهرة، بسبب فيروس كورونا، وأن بين الحالات المحتجزة حالتين تأكدت إصابتهما، وحالتين تم احتجازهما للاشتباه.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم ذكر أسمائها، إن "هناك أكثر من حالة اشتباه تم احتجازها مؤخرا لحين التأكد من عدم إصابتها بالمرض، وإن الحالات المحتجزة وصلت مصابة بارتفاع في درجات الحرارة".

ولا يزال الغموض يحيط بواقعة إصابة أحد المصريين في مستشفى الهرم بمحافظة الجيزة، اليوم السبت، ففي حين تؤكد وزارة الصحة أن المستشفيات لم تستقبل حالات مصابة بفيروس كورونا، أكد مصدر طبي بالوزارة لـ"العربي الجديد"، أن "أحد المواطنين سارع إلى الهرب من المستشفى عقب الاشتباه في إصابته قبل أن تتخذ المستشفى الإجراءات الاحترازية الخاصة، وبينها عزله إلى حين تحويله إلى أقرب مستشفى للحميات".
وأضاف المصدر أن "أطباء يتداولون أنباء عن استقبال مستشفى الهرم حالتين مشتبه في إصابتهما، الأولى غير معروف مصيرها حتى الآن، ويتردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاتها، والثانية للمريض الهارب".
وقال مدير مستشفى الهرم منصور خليل، في تصريحات صحافية، إنه "تم الاشتباه في إصابة شخص بمستشفى الهرم بفيروس كورونا، لكنه غادر المستشفى قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة"، مدعياً أن إدارة المستشفى تواصلت مع المريض، وأقنعته بالذهاب إلى مستشفى حميات إمبابة، حيث أجرى فحوصاً أثبتت عدم إصابته.

وقال وزير الصحة الفرنسي، أوليفيه فيران، الجمعة، إنه "تم تسجيل 6 حالات إصابة بفيروس كورونا تتعلق بمسافرين عائدين من مصر"، وإن المصابين من مدينة آنسي (جنوب شرق)، حسب ما أورده موقع تليفزيون "فرانس تي في إنفو".
وأعلنت السلطات الكندية، الجمعة، عن حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا سجلت لأحد السائحين العائدين من مصر، وعمره 80 سنة، وقد عاد من رحلة سياحية إلى مصر يوم 20 فبراير/ شباط الماضي.
وكشفت تايوان عن إصابة امرأة عائدة من الشرق الأوسط، وأن السيدة الستينية كانت في جولة سياحية إلى مصر ودبي، وعادت إلى تايوان في 21 فبراير/ شباط الجاري، بعد أن شعرت بإعياء أثناء زيارتها إلى مصر.
ويرتفع بذلك عدد المصابين، الذين غادروا مصر خلال الشهر الأخير، إلى 11 شخصا، هم 6 مصابين في فرنسا، ومصاب واحد في كندا، ومصابة واحدة في تايوان، وثلاثة مصابين في الصين.

في المقابل، ترفض وزارة الصحة المصرية الاعتراف بوجود أي حالات إصابة داخل البلاد، كما أعلنت أمس الجمعة، عن شفاء الإصابة الأولى التي اكتشفت في يناير/كانون الثاني الماضي، مؤكدة خلو البلاد من الفيروس.
من جهته، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، على هامش متابعته إجراءات الحجر الصحي على السائحين القادمين إلى مطار الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، إن الحكومة وفرت سيارات ذاتية التعقيم لنقل الحالات المشتبه بها إلى أماكن الحجر الصحي، فضلاً عن الموافقة على استيراد أجهزة إضافية لزيادة تأمين المنافذ.
وأضاف مدبولي: "تواصلنا مع الجانب الفرنسي، وسفيرنا في باريس، في إطار اتخاذ الإجراءات اللازمة، ومراجعة أماكن إقامة السائحين المصابين في مصر. تأكدنا أن جميع أفراد الفوج السياحي غادروا البلاد، وجار فحص العاملين في مكان إقامتهم، والمجموعة المرتبطة بصورة مباشرة بالفوج السياحي للتأكد من عدم وجود إصابات".
وأوضح: "نعمل على تسمية مستشفى في كل محافظة لتوفير الرعاية الطبية اللازمة للمشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، إلى جانب توفير 522 سرير عناية مركزة للتعامل مع ظهور أي إصابات. وسنُعلن أي معلومات بكل شفافية في بيانات رسمية".
وتتصاعد مخاوف المصريين من خطورة تكتم السلطات بشأن وجود حالات إصابة، ودعا نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي المسؤولين، وعلى رأسهم وزيرة الصحة هالة زايد، إلى ضرورة إعلان الموقف الحقيقي للإصابات حتى يتسنى اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية.



وتتواتر أنباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود نحو 25 إصابة في مصر، من بينها حالة وفاة داخل مستشفى شبين الكوم العام بمحافظة المنوفية (شمال القاهرة).

وقال الحقوقي المصري أحمد سميح، إن لديه معلومات مؤكدة عن حجز خمس حالات مصابة بفيروس كورونا في مستشفى طنطا العسكري بمحافظة الغربية، بينهم ثلاثة من أسرة واحدة، متسائلا: "هل منظمة الصحة العالمية يُسمح لها بالاطلاع على بيانات المرضى داخل المستشفيات العسكرية والشرطية في مصر؟".

وحسب وثائق مركز مكافحة الفيروسات ومنع انتشارها في الصين، فإن ثلاث حالات لمواطنين صينيين ثبتت إصابتهم بالفيروس بعد عودتهم من مصر، وهم سيدة صينية كانت تعمل مديرة لمكتب شركة صينية في القاهرة، ومساعدها، وقد خرجا من مصر في 4 فبراير/شباط الجاري، وثبتت إصابتهما بالمرض.

ولدى فحص أحد المخالطين لهما في مكتب العمل بأحد المتاجر بحي مدينة نصر في القاهرة، ثبت أنه حامل للفيروس، وتم عزله، والإعلان عنه بوصفه أول حالة إصابة مؤكدة داخل مصر حتى الآن، وقد تعافى الشاب الصيني، وغادر مستشفى العزل بمحافظة مطروح المصرية يوم الخميس الماضي.



وأظهرت وثيقة أخرى لمركز مكافحة الفيروسات الصيني، مؤرخة في 16 فبراير/ شباط الجاري، أن مواطناً صينياً عاد من القاهرة إلى الصين عبر موسكو، في 7 فبراير/ شباط الجاري، وثبتت إصابته بالفيروس، مشيراً إلى مطالبته بفحص المسافرين على متن الرحلة التي أقلعت من القاهرة، لكن السلطات المصرية لم ترد على طلب إجراء الفحوصات.

وتواصل السلطات المصرية نفي ما يتردد عن اكتشاف حالات إصابة بفيروس كورونا في البلاد، بالتزامن مع اتصالات رسمية مع السلطات الصحية في فرنسا وكندا لاستجلاء مزيد من المعلومات بشأن إصابة 7 أشخاص بالفيروس، بعد عودتهم من رحلات سياحية إلى مصر.




وقال بيان صادر عن مجلس الوزراء المصري، أمس الجمعة، إنه "لا صحة لاكتشاف أي حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا في مصر"، لافتاً إلى أن البلاد "خالية تماماً من أي إصابات، وفي حال الاشتباه بوجود أي حالات إصابة سيتم الإعلان عنها، وإبلاغ منظمة الصحة العالمية".

وفي 23 فبراير/ الجاري، كشف مصدر في وزارة الصحة المصرية لـ"العربي الجديد"، عن إغلاق مستشفى الحميات بمحافظة بني سويف (جنوب)، إثر الاشتباه في إصابة خمسة مواطنين بفيروس كورونا، وأفاد المصدر الطبي بأن "الحالات المشتبه بها تخضع للعزل في المستشفى التي أغلقت، رغم أنها مستشفى الحميات الوحيد في المحافظة".

وطالب عدد من أعضاء مجلس الأمة في الكويت، خلال الأيام الماضية، بفحص القادمين من مصر، بعد أن أعلنت السلطات الفرنسية عن إصابة 6 أشخاص قادمين من القاهرة.

بيان منظمة الصحة العالمية
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها، أنّها على علم بالتقارير الصادرة عن السائحين الفرنسيين والآخر الكندي والذين ثبت مؤخراً إصابتهم بفيروس كورونا الجديد بعد عودتهم من مصر. وأشار البيان إلى أنّ الحالات المؤكدة في فرنسا كانت في زيارة سياحية لمصر، وما زال مصدر ومكان الإصابة قيد التحقيق. وقد أبلغت منظمة الصحة العالمية، وزارة الصحة في مصر فور تلقيها الإخطار. وقامت الوزارة بتنشيط فرق الاستجابة السريعة واتخاذ الإجراءات المطلوبة للتقصي الوبائي وإجراءات المتابعة.

تابع البيان: "تعمل منظمة الصحة العالمية بشكل وثيق مع وزارة الصحة والسكان في مصر في تقديم المشورة الفنية الخاصة بأنشطة التحقيق والاستجابة. وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بفحص الخروج من البلدان إلى الصين في توصياتها المؤقتة الصادرة في 30 يناير/ كانون الثاني بعد إعلان كورونا الجديد كطارىء صحة عامة ذي قلق دولي بموجب اللوائح الصحية الدولية. وتركز البلدان في الوقت الحالي على فحص المسافرين الآتين فقط من البلدان التي يُحتمل أن يبلّغ عن انتقال مجتمعي للفيروس فيها مثل الصين أو إيران أو إيطاليا أو كوريا الجنوبية".

وأضاف البيان: "تقوم مصر بتنفيذ فحص دخول المسافرين الآتين من هذه الدول فقط بناء على تقييم ذاتى قامت به وزارة الصحة والسكان، حيث خلص التقييم إلى أنّ فحص جميع المسافرين من جميع البلدان يستهلك الموارد. وفى سياق الحالات المكتشفة حديثاً فقد تم اكتشاف كلّ من الحالتين الفرنسيتين والحالة الكندية في بلديهما، حيث لم تظهر على هذه الحالات أيّ من الأعراض أثناء مرورها بنقاط الدخول المصرية، وبالتالي لا يمكن اكتشافهم من خلال فحص الدخول. وبالإضافة إلى ذلك تُظهر التقارير المنشورة أنّه يتم اكتشاف نسبة ضئيلة من الحالات المستوردة عند نقاط الدخول بالدول حتى وإن كان إجراء الفحص قائماً عند نقاط العبور".

تابعت المنظمة: "حتى الآن، تم الإبلاغ عن حالة واحدة فقط من حالات كورونا الجديد داخل مصر، وقد تعافى المريض بشكل تام منذ ذلك الحين. وتجري مصر حالياً اتصالات مع فرنسا وكندا من أجل تبادل المعلومات اللازمة لتتبع المخالطين، وستقوم بمشاركة تقرير مع منظمة الصحة العالمية في الأيام المقبلة، إذ بدأت فرنسا بالفعل في مشاركة نتائج التحقيق وأقرّت كندا بتسلم طلب مصر".


المساهمون