مصر: انقطاع الكهرباء يهدّد القطاع الصناعي بالإفلاس

17 اغسطس 2014
مواطن يسير في الظلام بالقاهرة (خالد دسوقي/فرانس برس-Getty)
+ الخط -

تسبّب الانقطاع المستمر للكهرباء في خسائر فادحة للصناعيين والتجار في مصر، حيث تراجعت الطاقة الإنتاجية للمصانع بنسبة 15% وانخفضت مبيعات المحلات التجارية بنسبة 35%، وأدى إلى فساد السلع وتلفها، خاصة منها المواد الغذائية والخضروات والفاكهة، وفقاً لما أكده صناعيون وتجار لـ"العربي الجديد".
وتشهد مصر، منذ شهور، انقطاعاً مستمراً للكهرباء، وزادت هذه الانقطاعات خلال الشهر الجاري، ما تسبب في تذمر المواطنين وخسائر كبيرة لأصحاب المحلات التجارية ومصانع الإنتاج.
وقال خالد أبو المكارم، عضو المجلس التصديري للصناعات الكيماوية، لـ"العربي الجديد"، إن انقطاع الكهرباء بصورة عشوائية خلال الفترة الماضية، تسبب في كثير من الخسائر للمصانع التي انقطع عنها التيار، مشيراً إلى أن 50% من مصانع الكيماويات المتوسطة والصغيرة تعرضت إلى خسائر تصل إلى 7% و15%، ما أدى إلى إنتاج الكثير من بضائع درجة ثانية معيبة، بالإضافة إلى قلّة الإنتاج وعدم التزام المصانع بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة، سواء نحو السوق المحلي أو للتصدير.
وأضاف أن تكرار انقطاع الكهرباء سيعرّض قطاع الصناعات الكيماوية إلى خسائر أكبر وسيؤثر على العمليات التصديرية التي يتميّز بها القطاع.

خسائر في مصانع الحديد

من جانبه، قال محمد حنفي، المدير التنفيذى لغرفة الصناعات المعدنية في اتحاد الصناعات،
لـ"العربي الجديد"، إن خسائر مصانع الحديد تقدّر بنحو 800 ألف جنيه يومياً، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن المصانع وخسارة 160 طناً من الحديد يومياً، وأن خسائر مصانع الألومنيوم بلغت نحو 650 ألف جنيه يومياً، لافتاً النظر إلى أن طاقة المصانع الإنتاجية انخفضت خلال الأيام القليلة الماضية بنسبة 40% نتيجة لانقطاع الكهرباء ونقص الغاز. 
وطالب حنفي بضرورة التوسّع في إنشاء محطات توليد الكهرباء والطاقة وإعادة النظر في عملية تسعير الطاقة للمصانع كثيفة الاستهلاك، باعتباره حلاً قصير الأجل.
وقال محمد جنيدي، نقيب المستثمرين، لـ"العربي الجديد"، إن انقطاع التيار الكهربائي يشوّه صورة المنتج المصري لدى مستورديه ويكبّد الصناعة خسائر مادية فادحة، بالإضافة إلى الخسائر اليومية الناتجة من انقطاع الكهرباء تقدّر بنسبة تراوح بين 15 و20% فقط في الإنتاج اليومي للمصنع إلى حين عودة الكهرباء، خاصة في المصانع التي تستخدم أفراناً.

وأضاف أن ما يتعرّض له المستثمر المصري الآن لا يحدث لأي مستثمر في العالم، ولو استمرت الأوضاع على هذا الحال ستنهار الصناعة المصرية، وأن المنظومة الاقتصادية الآن تواجه مشكلات كبيرة سواء منها انقطاع الكهرباء أو المياه أو الزحام في الشوارع، ما يؤدي إلى تأخر العمال ووقف خطوط الإنتاج.
وقال إن الأزمة تتفاقم ولا تقل نتيجة للشروط الجزائية على أصحاب المصانع المتأخرين عن تسليم البضائع في موعدها تصل إلى 5 و10%.

أما د. محمد غنيم، عضو غرفة الصناعات الدوائية، فقال إن صناعة الأدوية تختلف عن غيرها من الصناعات، موضحاً أنها قائمة على "التركيبات"، وانقطاع التيار الكهربائي في أي مرحلة، يستوجب معه إعادة تلك المراحل مرة أخرى.
وتوقع اختفاء بعض عقاقير علاج القيء والسعال من السوق، نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي في الفترة الأخيرة.
وفي هذا الصدد، قال محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسيجية وعضو اتحاد المستثمرين، لـ"العربي الجديد"، إن هناك هروباً في الاستثمارات تقدّر بالمليارات في القطاع، نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي من المناطق الصناعية.
وأوضح أن هذه الظاهرة أتلفت معدات إلكترونية بمليارات الجنيهات نتيجة انقطاع التيار، فضلاً عن تراجع الطاقة الإنتاجية بنحو 20% في معظم المصانع، وهو ما يمثّل أعباءً مالية إضافية على صاحب المنشأة الصناعية. وطالب بعدم إدراج المناطق الصناعية ضمن مناطق قطع التيار الكهربائي لحماية الاستثمارات المحلية والأجنبية على السواء.

ارتفاع كلفة الإنتاج

وقال خالد الشبرويشي، صاحب أحد المصانع الصغيرة في الجيزة، إن انقطاع الكهرباء يصل إلى 4 مرات يومياً، وفي كل مرة يستمر من ساعة الى ساعتين يومياً، وهو ما يعني انقطاع الكهرباء ما بين 6 إلى 7 ساعات يومياً، وهو ما اعتبره "خراب بيوت"، لتراكم الديون وكلفة الأيدى العاملة وخدمات الكهرباء والمصاريف المتزايدة.
وأضاف أن أسعار الانتقال والشحن للمواد الخام والبضائع المنتجة تزايدت في الفترة الماضية، ليصبح صاحب العمل غير قادر على تلبية متطلبات مستلزمات الإنتاج والتشغيل أو رواتب العاملين، حسب قوله.
وأوضح عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة، من جهته، لـ"العربي الجديد"، أن انقطاع الكهرباء يؤثر على أصحاب محلات الدواجن، لأن ماكينات تجهيز وتنظيف الدواجن تعمل بالكهرباء، بالإضافة إلى تعرّض الدواجن المحفوظة بالثلاجات إلى التلف بسبب توقف عمل الثلاجات يومياً لأكثر من مرة ولأوقات طويلة نسبياً، وأن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر يترتب عليه توقف عمليات البيع والشراء لساعات، ما يؤدي إلى تعرض التجار إلى خسائر فادحة.
وطالب الحكومة بضرورة إيجاد حل سريع لانقطاع الكهرباء المتكرر طوال اليوم، والذي يستمر لأكثر من 6 ساعات متواصلة، ما تسبّب في توقف العديد من المصانع، وكذلك إتلاف السلع الغذائية بالمحال التجارية، بالإضافة إلى تلف ثلاجات حفظ الأغذية.

 

دلالات
المساهمون