مصر: المنطقة العازلة تمرّ بتهجير أهالي رفح

11 يناير 2015
يشكو الأهالي عدم دفع أي من تعويضاتهم حتى الآن(الأناضول)
+ الخط -

لم تأتِ التصريحات الأخيرة لمحافظ شمال سيناء، اللواء عبد الفتاح حرحور، بشأن إزالة مدينة رفح المصرية كلياً، في إطار إنشاء منطقة عازلة مع قطاع غزة، بمعزل عن مخططات "خفيّة"، وضعتها الحكومة المصريّة قبل أشهر، بهدف إخلاء رفح بالكامل.
وتعقب هذه التصريحات قرار الحكومة المصريّة في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بمضاعفة عرض مساحة المنطقة العازلة على الشريط الحدودي بمدينة رفح، في سيناء، لتصل إلى كيلومتر واحد (1000 متر).
وتشكل المنطقة المعزولة شكلاً مستطيلاً متاخماً للحدود المصرية الشرقية، بعمق نحو كيلومتر واحد، وطول 13 كيلومتراً، وتُعد مناطق المنفذ الحدودي، ومنطقة أبو نشار، ومنطقة جوز أبو رعد، ومنطقة أتلة الطايرة، رؤوسه الأربعة.

ويلزم القرار السكان بإخلاء المنطقة بالكامل، وعزلها نهائياً، وتوفير أماكن بديلة لكلّ من يتمّ إخلاؤهم، ثم تقدير التعويضات المستحقّة لهم بواسطة لجان مختصة، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن، وفقاً لما يؤكّده عدد من الأهالي، رافضين الكشف عن أسمائهم. وبدأت يوم الخميس الماضي، المرحلة الثانية من إخلاء منطقة الحدود في رفح، لإنشاء المنطقة العازلة بين مصر وغزة، وفق خطة تقضي بإزالة حوالي 1220 منزلاً تؤوي 2044 عائلة. وسادت حالة من الغضب والانتقادات الشديدة جراء تنفيذ المرحلة الثانية من إخلاء منطقة الحدود، في ظلّ برودة الطقس الشديدة، التي تشهدها سيناء هذه الأيام. وأخلت الأجهزة المعنية إضافة إلى القوات المسلحة، 120 منزلاً من سكانه، من إجمالي 1220 منزلاً ينبغي إخلاؤها خلال الأيام القليلة المقبلة. ولم تتأخّر آليات تابعة للجيش المصري، فور عملية الإخلاء وإخراج السكان، عن هدم المنازل.

ويتطلّب إنشاء المنطقة العازلة على الحدود مع قطاع غزة، "إزالة مدينة رفح المصرية بالكامل"، وفق ما أعلنه محافظ شمالي سيناء، في مؤتمر صحافي منذ أيام، قبل أن يؤكّد "انّها سوف تزال بالكامل". وتسعى مصر لإنشاء المنطقة العازلة لأسباب "أمنية"، تقول إنّها "تستهدف مقاومة الإرهاب في سيناء ومنع الهجمات على إسرائيل عبر الحدود".
وفي حين يوضح المحافظ أنّ العمل جار لإنشاء مدينة رفح الجديدة، والتي تضمّ منطقة سكنيّة "بمواصفات تتواءم مع طبائع سكان المنطقة"، على حدّ تعبيره، مؤكّداً "الاتفاق مع الجهة الهندسيّة المسؤولة للبدء في العمل على الفور"، يعاني أهالي المدينة جراء تهجيرهم من منازلهم، في ظل الطقس السيئ.

ويقول أحد سكان المدينة لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة والجيش لم يراعيا برودة الجو لتأخير عملية التهجير على الأقل حتى انتهاء موجة الصقيع"، لافتاً إلى "معاناة الأهالي في عملية نقل محتويات منازلهم إلى أماكن أخرى، في ظل الظروف المناخية". ويتساءل: "كيف يمكن أن يؤدي طلاب المدينة امتحاناتهم في ظلّ هذه الأوضاع السيئة؟".
ولم يجد هشام أحمد، وهو أحد أهالي رفح "المهجرين"، مأوى له من برودة الطقس، فلجأ لدى أحد أقاربه في العريش، مشيراً لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "أعمال إخلاء المنازل تتمّ بشكل همجي من قبل قوات الجيش". وينفي أن تكون محافظة شمال سيناء تتعامل مع المهجرين "بمثل ما تعلن عنه"، مؤكداً "عدم الحصول على التعويضات المقررة من المحافظة حتى الآن".

ويرى أنّ "الهدف من إقامة منطقة عازلة مع قطاع غزة يصب في صالح الصهاينة، من خلال زيادة الحصار على قطاع غزة"، لافتاً إلى أنّ الجيش لم يتخذ أي إجراءات على طول الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني، وهو ما يفسر هدف الحكومة الحالية". ويبدي أحمد أسفه لأنّ "مئات الأسر الآن باتت مشرّدة في الشارع، عقب التهجير، ولا مأوى لها"، مطالباً منظمات حقوق الإنسان بالتدخل لحلّ أزمة أهالي رفح المهجرين.
دلالات