أسعار الحج في مصر ترتفع 90% بعد انهيار الجنيه أمام الريال السعودي

31 مايو 2017
ارتفاع التكاليف تقلص عدد الحجاج (محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -
ظل أداء الحج لمن استطاع إليه سبيلا، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها المصريون جعلت أداء هذه الفريضة بعيدة المنال لكثيرين، بعد أن قفزت كلفتها رسمياً بأكثر من 90% على خلفية انهيار الجنيه أمام العملات الأجنبية خلال الأشهر الستة الأخيرة.
ولم يعد الفقراء ومحدودو الدخل فقط، من لا يستطيعون تحمل تكاليف الحج، وإنما أصبح متوسطو الدخل ومن يتجاوزونهم أيضا لا يطيقون الزيادة الأخيرة في أسعار الرحلات، التي وصلت إلى 105 آلاف للفرد في الحج السياحي بدون احتساب قيمة تذكرة السفر جواً.
وتراجع الطلب على الحج للموسم المقبل (يتزامن مع نهاية أغسطس/آب 2017) بأكثر من 50% بالنسبة لحج القرعة الذي تنظمه الحكومة، لتزداد النسبة إلى 70% للحج السياحي، وفق مسؤولين في قطاع السياحة الدينية.
وقال مسؤول في وزارة السياحة المصرية لـ"العربي الجديد"، إن أسعار الحج السياحي للموسم المقبل ارتفعت بأكثر من 90% مقارنة بالموسم، جراء الزيادة في فروق أسعار صرف العملات منذ تحرير سعر صرف الجنيه، مقابل الدولار بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأضاف المسؤول أن سعر الحج السياحي فئة خمس نجوم وصل إلى 105 آلاف جنيه (5800 دولار) للفرد، وبلغ في فئة الأربع نجوم 78 ألف جنيه (4300 دولار) ونحو 51 ألف جنيه (2833 دولاراً) للحج البري الأقل كلفة، مشيرا إلى أن هذه الأسعار غير شاملة قيمة تذاكر الطيران في الذهاب والعودة، باستثناء الحج البري.
وبحسب المسؤول فإن تلك الأسعار تعد الأعلى في تاريخ تنظيم الحج السياحي في مصر، لافتا إلى أن الزيادة في الأسعار كانت تبلغ نحو 80%، لكن الوزارة قبلت برفعها إلى 90% عن الموسم الماضي بناء على ضغوط الشركات المنظمة التي رفضت الأسعار السابقة التي طرحتها الوزارة.
وتبلغ قيمة حج القرعة الذي تنظمه وزارة الداخلية نحو 65 ألف جنيه، فيما يتراوح بين 60 ألف جنيه و87 ألفا حسب المستوى لحج الجمعيات الأهلية الذي تشرف عليه وزارة التضامن الاجتماعي.
محمد حسن، موظف متقاعد حديثاً من إحدى شركات الكهرباء الحكومية، يقول :" لطالما انتظرت الوصول لسن المعاش للحصول على مكافأة نهاية الخدمة حتى أتمكن من الحج أنا وزوجتي وأدخر الباقي لظروف الزمن، لكن ما وصلت إليه الأسعار يجعل المكافأة لا تساوي قيمة حج الفرد الواحد في نظام القرعة الأدنى سعراً في مصر".
ويعاني أغلب المصريين من ظروف معيشية متفاقمة بسبب موجات غلاء لا تتوقف منذ نحو ثلاث سنوات، زادت وتيرتها في الأشهر الستة الأخيرة بعد إقرار ضريبة القيمة المضافة ورفع أسعار الوقود وتعويم الجنيه (تحرير سعر الصرف) نهاية العام الماضي.

وشهدت معدلات تضخم أسعار المستهلكين ارتفاعاً غير مسبوق، مسجلة وفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي، 32.9% بنهاية إبريل /نيسان الماضي، وهي النسبة العليا في عشرات السنوات، فيما يقول خبراء اقتصاد إن معدلات التضخم تفوق النسبة الحكومية بنحو كبير.
وتحدد إجمالي عدد تأشيرات الحج للمصريين للموسم المقبل، وفق رئاسة الوزراء المصرية بنحو 70.5 ألف تأشيرة، موزعة بواقع 36 ألف تأشيرة للحج السياحي، و12 ألف تأشيرة لحج الجمعيات الأهلية الذي تنظمه وزارة التضامن الاجتماعي، و22 ألفاً و500 تأشيرة مخصصة لحج القرعة، الذي تنظمه وزارة الداخلية.
لكن محمد على، مدير إحدى شركات السياحة، قال إن الأسعار المرتفعة لرحلات الحج، أدت إلى تراجع الطلب بالنسبة للحج السياحي بنحو 70% للموسم المقبل، وأكثر من 50% لحج القرعة.
وتوقع علي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن تصل كلفة رحلة الحج السياحي فئة خمس نجوم لأكثر من 125 ألف جنيه، وهو ما يزيد عن السعر الذي حددته وزارة السياحة لهذه الفئة.
ووفق البيانات صادرة عن جهات رسمية سعودية، بلغ عدد المصريين الذي أدوا مناسك الحج العام الماضي 2016 نحو 72.6 ألف شخص.
وقال ناصر ترك، نائب رئيس غرفة شركات السياحة ووكالات السفر الأسبق، إن تكلفة الإقامة في فنادق مكة تستحوذ على 40% من كلفة برنامج الرحلة، مشيرا إلى أن ارتفاع سعر الحج السياحي جاء بسبب انخفاض سعر صرف الجنيه، مقابل العملات الأجنبية الأخرى.
وتلزم وزارة السياحة الراغب في الحج بأن يسدد مبلغ جدية حجز يصل إلى 20 ألف جنيه في الحج فئة الخمس نجوم و15 ألف في الحج فئة الأربع نجوم و10 آلاف جنيه في الحج البري والاقتصادي (الأقل كلفة).
وقال باسل السيسي، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة ووكلاء السفر، إن حصة مصر من عدد الحجاج صغيرة بالنظر إلى عدد سكان مصر الذى تجاوز 100 مليون نسمة وفق الإحصاءات الحكومية.

المساهمون