شنّ الطيران الحربي المصري، في الأيام الأخيرة، أوسع عملية قصف جوي على أهداف متفرقة على طول محافظة شمال سيناء من مدينة رفح شرقاً وحتى مدينة بئر العبد غرباً، منذ بدء العملية العسكرية الشاملة في فبراير/ شباط الماضي، والتي تقترب من دخول عامها الثاني الشهر المقبل، فيما تستمر هجمات تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش"، ما يعني، حسب مراقبين، أن القصف الجوي يأتي بحثاً عن إنجاز يعوّض إخفاق العملية الهادفة إلى القضاء على التنظيم.
الهجوم الجوي العنيف الذي طاول عشرات الأهداف المجهولة في المدن المذكورة، يأتي بعد أسابيع قليلة من تعيين خالد مجاور قائداً لجهاز الاستخبارات الحربية التابع للجيش المصري، وقد تكون المعلومات التي بُنيت عليها الضربات الجوية أولى إنجازاته الميدانية، إذ يُعرف الرجل بعلاقاته الواسعة في سيناء، ويوصف بـ"ملك المناديب"، إذ أسس مجموعات عسكرية مكوّنة من أفراد مدنيين وتنتشر في مناطق عدة من سيناء، مهمتها دعم قوات الجيش، والبحث عن المعلومات عن كل شيء في سيناء، وإيفاده بها بشكل مباشر عبر مشايخ يعملون لصالحه.
وقالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، إن الطيران الحربي كثّف من ضرباته الجوية على مدار الأيام الماضية، بما يشبه الأيام الأولى للعملية العسكرية الشاملة التي بدأت في فبراير 2018، وفي أعقاب هجمات دموية تعرّض لها الجيش في مناطق متفرقة من سيناء، على الرغم من العملية التي طاولت كافة مناطق سيناء، من دون تحقيق النتائج المرجوّة في القضاء على "ولاية سيناء"، باستخدام "القوة الغاشمة"، كما وصفها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وأضافت أن الهجمات كانت على أهداف تابعة للتنظيم الذي أعاد انتشاره في أماكن قريبة من المدن في أعقاب خفوت العملية الشاملة في الأشهر الماضية، إذ انسحبت مجموعات التنظيم لبضعة أشهر إلى مناطق بعيدة في وسط سيناء في بداية العملية الشاملة.
وأشارت المصادر القبلية إلى أنه لا يُعرف مدى تأثير الهجمات الجوية على التنظيم في الوقت الحالي، في ظل عدم تمكّن أي جهة من الوصول إلى أماكن القصف، وإنما يمكن الحكم على مدى نجاح الضربات الجوية من خلال الوضع الأمني الذي سيسود سيناء في الأيام القليلة المقبلة. وأوضحت أنه في حال استمرت هجمات "ولاية سيناء" بالوتيرة الحالية نفسها، فإن ذلك يعني فشلاً واضحاً للضربات الجوية، لتضاف إلى الهجمات البرية التي تعثّرت في مناطق واسعة من شمال سيناء. ولكن في حال انخفضت الهجمات بشكل ملحوظ، فإن ذلك يعني أن الضربات حققت المطلوب منها، وأن التنظيم بحاجة لوقت إضافي لترتيب أوراقه من جديد، كما حصل في بداية العملية الشاملة، مع العلم أنه ليس لدى التنظيم مواقع معتمدة، أو نقاط تمركز ثابتة، وإنما يعتمد في عمله على التحرك الدائم من منطقة إلى أخرى بهدف التمويه والابتعاد عن أعين الأمن قدر الإمكان.
اقــرأ أيضاً
يشار إلى أن قصف أهداف التنظيم في سيناء، يحصل في ظل التحليق المستمر للطائرات الإسرائيلية الحربية من دون طيار في سماء مدن رفح والشيخ زويد والعريش، بما يرجّح أن الطيران الإسرائيلي يشارك بشكل فعلي في القصف، عبر جمع المعلومات عن تحركات التنظيم، ومن ثم استهدافها من قبل الطائرات الحربية، أو إرسال المعلومات للجيش المصري بهدف القيام بمهمة القصف. ولا يُخفى هذا التنسيق عالي المستوى في ظل اعتراف الرئيس المصري بالتدخل الإسرائيلي المباشر في سيناء، وهذا ما أكده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشكل علني أكثر من مرة.
وتعقيباً على ذلك، قال باحث في شؤون سيناء، طلب عدم ذكر اسمه لوجوده في سيناء، لـ"العربي الجديد"، إن الوقت لم يعد في صالح الجيش مع اقتراب التاريخ الذي يشير إلى مرور عام كامل على انطلاق العملية الشاملة، فيما لا يزال تنظيم "ولاية سيناء" على حاله، يضرب في غالبية مناطق شمال سيناء، في حين أن كل قدرات الجيش التي حشدت في سيناء في مثل هذه الأوقات كانت مجرد أرقام لا يمكنها السيطرة الميدانية في مواجهة التنظيم الإرهابي. ورأى الباحث أن الجيش المصري بات يبحث عن إنجاز ملموس لينهي به العملية العسكرية الشاملة، إذ اتجه لاستخدام القصف الجوي بعد فشل الجهد البري والبحري في القضاء على التنظيم، على مدار عام كامل، لافتاً إلى أن التاريخ يشير إلى أن القصف الجوي لا يحسم أية معركة.
وأشار الباحث إلى أن التنظيم يعي جيداً معنى مرور عام كامل على أكبر عملية عسكرية يخوضها الجيش المصري منذ سنوات طويلة من دون تحقيق النتائج المرجوة، وأبرزها القضاء على "ولاية سيناء"، وبالتالي فإن التنظيم سيسعى بكل ما أوتي من قوة لتأكيد وجوده على الأرض من خلال هجمات متنوعة، على الرغم من القصف الجوي المتواصل على مناطق يعتقد الجيش المصري أن مجموعات التنظيم موجودة فيها.
اقــرأ أيضاً
الهجوم الجوي العنيف الذي طاول عشرات الأهداف المجهولة في المدن المذكورة، يأتي بعد أسابيع قليلة من تعيين خالد مجاور قائداً لجهاز الاستخبارات الحربية التابع للجيش المصري، وقد تكون المعلومات التي بُنيت عليها الضربات الجوية أولى إنجازاته الميدانية، إذ يُعرف الرجل بعلاقاته الواسعة في سيناء، ويوصف بـ"ملك المناديب"، إذ أسس مجموعات عسكرية مكوّنة من أفراد مدنيين وتنتشر في مناطق عدة من سيناء، مهمتها دعم قوات الجيش، والبحث عن المعلومات عن كل شيء في سيناء، وإيفاده بها بشكل مباشر عبر مشايخ يعملون لصالحه.
وأشارت المصادر القبلية إلى أنه لا يُعرف مدى تأثير الهجمات الجوية على التنظيم في الوقت الحالي، في ظل عدم تمكّن أي جهة من الوصول إلى أماكن القصف، وإنما يمكن الحكم على مدى نجاح الضربات الجوية من خلال الوضع الأمني الذي سيسود سيناء في الأيام القليلة المقبلة. وأوضحت أنه في حال استمرت هجمات "ولاية سيناء" بالوتيرة الحالية نفسها، فإن ذلك يعني فشلاً واضحاً للضربات الجوية، لتضاف إلى الهجمات البرية التي تعثّرت في مناطق واسعة من شمال سيناء. ولكن في حال انخفضت الهجمات بشكل ملحوظ، فإن ذلك يعني أن الضربات حققت المطلوب منها، وأن التنظيم بحاجة لوقت إضافي لترتيب أوراقه من جديد، كما حصل في بداية العملية الشاملة، مع العلم أنه ليس لدى التنظيم مواقع معتمدة، أو نقاط تمركز ثابتة، وإنما يعتمد في عمله على التحرك الدائم من منطقة إلى أخرى بهدف التمويه والابتعاد عن أعين الأمن قدر الإمكان.
يشار إلى أن قصف أهداف التنظيم في سيناء، يحصل في ظل التحليق المستمر للطائرات الإسرائيلية الحربية من دون طيار في سماء مدن رفح والشيخ زويد والعريش، بما يرجّح أن الطيران الإسرائيلي يشارك بشكل فعلي في القصف، عبر جمع المعلومات عن تحركات التنظيم، ومن ثم استهدافها من قبل الطائرات الحربية، أو إرسال المعلومات للجيش المصري بهدف القيام بمهمة القصف. ولا يُخفى هذا التنسيق عالي المستوى في ظل اعتراف الرئيس المصري بالتدخل الإسرائيلي المباشر في سيناء، وهذا ما أكده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشكل علني أكثر من مرة.
وأشار الباحث إلى أن التنظيم يعي جيداً معنى مرور عام كامل على أكبر عملية عسكرية يخوضها الجيش المصري منذ سنوات طويلة من دون تحقيق النتائج المرجوة، وأبرزها القضاء على "ولاية سيناء"، وبالتالي فإن التنظيم سيسعى بكل ما أوتي من قوة لتأكيد وجوده على الأرض من خلال هجمات متنوعة، على الرغم من القصف الجوي المتواصل على مناطق يعتقد الجيش المصري أن مجموعات التنظيم موجودة فيها.