مصر: الاعتداء على أطبّاء معهد القلب وتحطيم غرفة القسطرة

24 مارس 2019
قوات الأمن ألقت القبض على أسرة المريض(فيسبوك)
+ الخط -


شهد معهد القلب القومي بمحافظة الجيزة المصرية واقعة مؤسفة، اليوم الأحد، إذ اعتدى أهالي أحد المرضى على أطباء المعهد بالسباب والضرب، وحطموا جميع أجهزة غرفة القسطرة القلبية، ويُقدر ثمنها بنحو ثمانية ملايين جنيه (457 ألف دولار تقريباً)، في أعقاب وفاة المريض نتيجة تعرضه لمضاعفات أثناء إجراء قسطرة علاجية له.

وقالت مديرية أمن الجيزة في بيان لها، إن قوات الأمن ألقت القبض على أسرة المريض الذي توفي داخل معهد القلب، لاتهامهم بالاعتداء على الطاقم الطبي المعالج، وتسببهم في حدوث تلفيات بالغة بأجهزة المعهد، ظناً منهم أن إهمالاً طبياً وراء الوفاة، مشيرة إلى تحرير محضر بالواقعة، وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق.

وحسب عميد معهد القلب الدكتور محمد أسامة، فإن "المعهد الكائن بمنطقة إمبابة تعرض لاقتحام وأعمال بلطجة من عشرات المواطنين، عقب وفاة أحد أقاربهم بالمعهد، ويدعى أحمد السيد عبد القادر"، مبيناً أن أقارب المتوفى اقتحموا المستشفى، وحطموا غرفة القسطرة فور علمهم بوفاة المريض الذي وصل إلى المعهد فجر اليوم، مصاباً بجلطة كبيرة في القلب.

وأفاد أسامة بأن "فريقاً طبّياً برئاسة الدكتور محمد إمام تدخل فوراً، بعد أن أبلغه أهالي المريض بخطورة حالته، وحاول إنقاذ المتوفى من دون جدوى"، مشيراً إلى تشكيل لجنة لحصر التلفيات من الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، واعتماد المبالغ اللازمة للمعهد من أجل إنشاء غرفة قسطرة جديدة.

بدوره، قال نقيب أطبّاء الجيزة، والطبيب بمعهد القلب الدكتور محمد نصر، إن "المريض توفي فجراً أثناء إجراء قسطرة علاجية، وهو أمر وارد الحدوث، ويستحق التحقيق في الواقعة من قبل لجنة من الاستشاريين المتخصصين، بناءً على شكوى من أهل المريض"، مستدركاً: "لكن أهل المتوفى هجموا بهمجية على الأطباء، وكسروا كل ما طالته أيديهم".
الحطام داخل قسم القسطرة في المعهد(فيسبوك) 



وتابع نصر: "أهل المريض حاولوا الفتك بالأطباء الذين أجروا العملية، لولا ادعاء أحد الأطباء أنه فني لإنقاذهم. والخسائر لا تقل قيمتها عن 8.5 ملايين جنيه، بعد تحطيم كامل محتويات غرفة قسطرة كهروفسيولوجية القلب"، معتبراً أنها "خسارة كبيرة"، وتعطيل لمصالح المرضى الذين كانوا يستفيدون من هذه القسطرة.

وأشار نقيب أطباء الجيزة إلى أن تصرف أهل المريض أضاع حق المتوفى، لأنه مع الاعتداء أصبحت القضية هي الهجوم على منشأة طبية مملوكة للدولة، والاعتداء على موظفين أثناء أداء عملهم، محذراً من أن اختفاء الأمان للفريق الطبي سيجعله يحجم عن قبول أي حالة مرضية فيها نسبة مخاطر، أو احتمالية بحدوث مضاعفات للمريض.

من جهته، قال رئيس هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية بوزارة الصحة الدكتور محمد صلاح، إن معهد القلب لا يزال يعمل بطاقته رغم حادث الاعتداء على الأطباء، وتحطيم غرفة القسطرة الحديثة، التي كانت تجري نحو 10 عمليات يومياً، لافتاً إلى تحويل بعض المرضى إلى مستشفى أحمد ماهر التعليمي، ومعهد السكر، في حالة زيادة عمليات القسطرة القلبية بالمعهد.

وتصاعدت وتيرة حوادث الاعتداء على الأطباء بالمستشفيات العامة في مصر مؤخراً، وخصوصاً في أقسام الإسعاف والطوارئ بصورة لافتة، ما دفع نقابة الأطباء إلى إصدار بيان رسمي تطالب فيه الجهات المعنية، ممثلة بوزارتي الصحة والداخلية، بضرورة تفعيل القوانين والإجراءات المتبعة لحماية الأطباء، أثناء تأدية عملهم بالمستشفيات الحكومية.

وسبق لوكيلة النقابة العامة للأطباء، الدكتورة منى مينا، أن صرحت بأن مشاهد الاعتداء على الأطباء في مصر أصبحت ظاهرة خطيرة، موضحة أن الأطباء ينتابهم القلق داخل المستشفيات الحكومية في أوقات متأخرة من الليل، في ظل تكرار وقائع الاعتداء عليهم من قبل مسلحين، وحملهم على كتابة تقارير طبية لتقديمها إلى الجهات القضائية ضد أي طرف آخر.
المساهمون