مصر: اختفاء 4 مليارات دولار من اتفاق الضبعة..وروسيا تماطل في عودة الطيران
ماطل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مسألة استئناف الرحلات الجوية والسياحية إلى مصر، المتوقفة منذ أكثر من عامين، خلال توقيعه عقود إنشاء محطة "الضبعة" النووية، مع نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، التي تقدم بموجبها موسكو قرضاً إلى القاهرة بقيمة 25 مليار دولار، بحسب ما هو مُعلن، مخالفاً الآمال المصرية، التي ربطت ما بين توقيع العقود، وعودة الطيران.
اللافت أن شركة "روس - أتوم" النووية، المملوكة للحكومة الروسية، قالت في بيان لها، اليوم، إن تكلفة محطة الطاقة التي ستبنيها في مصر تصل إلى 21 مليار دولار، مرجحة الانتهاء منها بحلول العام المالي (2028 – 2029)، مع تغطية القرض 85% من تكاليف البناء، وتقديم الشركة الخدمة لأربعة مفاعلات بالمحطة لستين عاماً، ما يلقي بتساؤلات عن مصير المليارات الأربعة الأخرى، وسبل تمويلها.
كان السيسي قد نشر قراره بالموافقة على الاتفاقية الموقعة بين روسيا ومصر في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، في الجريدة الرسمية للدولة بتاريخ 19 مايو/ أيار من العام الماضي، من دون عرض على البرلمان، بالمخالفة لنصوص الدستور، حيث نص القرار الرسمي على إنشاء وتشغيل محطة الطاقة النووية بمدينة الضبعة، شمال شرقي البلاد، وتمويلها عبر قرض روسي بقيمة 25 مليار دولار.
وقبل أسبوعين، أقر البرلمان، في أول جلسة طارئة له منذ انعقاده، ثلاثة مشروعات قوانين مقدمة من حكومة السيسي، إيذاناً بتوقيع العقود، أولها عن إنشاء جهاز تنفيذي للإشراف على مشروعات إنشاء المحطات النووية لتوليد الكهرباء، والثاني عن تعديل بعض أحكام قانون إنشاء هيئة المحطات النووية، والثالث بتعديل بعض أحكام قانون تنظيم الأنشطة النووية والإشعاعية
قال التلفزيون المصري الرسمي، اليوم الإثنين، إن مصر وروسيا وقعتا اتفاقاً لبدء العمل في تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية وذلك أثناء اجتماع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ومن المقرر أن تضم المحطة أربع وحدات بقوة 1200 ميغاواط لكل واحدة منها.
ومن جانبه، قال وزير النقل الروسي، ماكسيم سوكولوف للصحافيين، اليوم الإثنين، إن روسيا مستعدة لتوقيع بروتوكول مع مصر، هذا الأسبوع، لاستئناف رحلات الطيران المباشرة بين موسكو والقاهرة. وذكر سوكولوف، أنه قد يتم استئناف رحلات الطيران بين موسكو والقاهرة في أوائل فبراير/ شباط، على مسارات شركة مصر للطيران وشركة الطيران الروسية ايروفلوت.
وتعد روسيا أكبر دولة مصدر للسياحة إلى مصر، إذ وصل العدد إلى ما يقرب من 3 ملايين سائح روسي في يناير/كانون الثاني 2011، من إجمالي 14.5 مليون سائح، أي ما يمثل نحو خُمس إجمالي السياحة الوافدة إلى مصر. وتأثرت السياحة المصرية كثيرًا بعد سقوط الطائرة الروسية، عندما فجر إرهابيون طائرة روسية في شمال سيناء، في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015، أسفر عن مقتل 224 شخصًا كانوا على متن الطائرة، وبذلك خسرت مصر 40% من إجمالي السياحة الوافدة إليها.
وتراجع حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا إلى 2.818 مليار دولار خلال العام المالي 2017/2016، مقابل 3.127 مليارات دولار خلال العام المالي السابق له.