وأعرب المجلس، عبر بيان رئاسي، عن "التعاطف العميق والتعازي لأسر الضحايا وللحكومة المصرية"، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
وأكد على ضرورة "تقديم مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة تلك الأعمال المستحقة للشجب إلى العدالة".
وحث جميع الدول على التعاون بنشاط مع الحكومة المصرية وجميع الجهات الأخرى ذات الصلة، وذلك وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
وقال مجلس الأمن إن "أي أعمال إرهابية هي إجرامية وغير مبررة بغض النظر عن دوافعها، وفي أي مكان، أو زمان وقعت وأياً كان مرتكبوها".
كذلك اعتبر الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، الاعتداء على الكنائس، بالهدم أو التفجير أو قتل من فيها أو ترويع أهلها الآمنين، من الأمور المحرّمة في الشريعة الإسلامية، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبر ذلك العمل بمثابة التعدي على ذمة الله ورسوله.
وأضاف المفتي، في بيان له قبل قليل، أن من قاموا بهذا العمل الشنيع أصبحوا خصوماً للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا مَنْ ظلم مُعاهِدًا أو انتقصه أو كلَّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طِيبِ نفسٍ، فأنا حجيجه يوم القيامة" أي: خصمُه، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعه إلى صدره "ألا ومَن قتل مُعاهَدًا له ذمة الله وذمة رسوله حُرِّم عليه ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا".
فيما استنكر مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، الدكتور أسامة الأزهري، الاعتداءات. وأضاف مستشار رئيس الجمهورية، في مداخلة هاتفية للتلفزيون المصري، أن الانفجار يعد طعنة غادرة في وجدان شعب مصر الأبي الكريم، مشدداً على أن هذا التفجير الآثم، والذي وقع في الكنيسة البطرسية، أنزل الألم في قلوب المصريين جميعاً.
وكان المتحدّث باسم جماعة الإخوان المسلمين، طلعت فهمي، قد قال، في تصريحات لوكالة "الأناضول"، مساء أمس السبت، إن الجماعة "ليس لها علاقة بأي تنظيم أو أفراد يسفكون الدماء، وليس لديها جناح مسلح في مصر".
وجاء التصريح رداً على سؤال لـ"الأناضول" حول موقف الجماعة من أعمال العنف التي تقع في مصر مؤخراً، مستهدفة عناصر من الجيش والشرطة، وتتبناها بعض الحركات المسلحة.
وأضاف فهمي، في السياق ذاته "جماعة الإخوان المسلمين لا تضم بين صفوفها أجنحة مسلحة، ولا علاقة لها بأي تنظيم أو جماعة أو أفراد يعلنون تبنيهم عمليات مسلحة أو عمليات قتل وسفك للدماء".
وحمّل المتحدث سلطات الانقلاب "كامل المسؤولية عما يقع في البلاد من عمليات عنف، خاصة في شبه جزيرة سيناء وغيرها من المدن المصرية".
واعتبر فهمي أن نظام السيسي الانقلابي "هو المستفيد الوحيد من كل ذلك (العنف)، كذريعة لترسيخ سيطرته على البلاد".
في السياق نفسه، دان البرلمان العربي التفجير الإرهابي الذي وقع صباح اليوم بالكاتدرائية المرقسية في حي العباسية، وأدى إلى وقوع ضحايا وجرحى أبرياء، أثناء تأديتهم القداس داخل الكاتدرائية.
وقدم رئيس البرلمان العربي، مشعل السلمي، تعازيه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية والشعب المصري، وخالص التعازي لقداسة البابا تواضروس الثاني، ولأسر الضحايا وللشعب المصري بجميع فئاته، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين والجرحى.
وأكد البرلمان العربي، في بيان صدر عن جلسته المنعقدة اليوم في مقر الجامعة العربية، أن استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء يعدان من الأعمال الإرهابية الجبانة التي تخالف تعاليم الأديان السماوية كافة، مشدداً على أن هذه الأعمال لن تثني الشعب المصري وقيادته عن المضي قدماً في الحرب على الإرهاب، وصيانة أمن البلاد الوطني، والأمن القومي العربي.
وأكد البرلمان تضامنه الكامل مع الكنيسة المصرية ذات المواقف الوطنية، ومع جميع المسيحيين في مواجهة هذا الاستهداف الإرهابي، موضحاً أنه يتابع تداعيات هذا الهجوم ونتائجه لحظة بلحظة.
في السياق، دانت حركة "حماس" ما وصفته بعملية التفجير "الإجرامية". وقالت الحركة، في تصريح صحافي، إن مثل هذه الجرائم التي تستهدف الآمنين إنما تسعى إلى خلط الأوراق في المنطقة وإدخال أهلها في دوامة الاتهامات المتبادلة.
وأكدت أن هذه التفجيرات لا تخدم سوى "أعداء الأمة العربية والإسلامية الذين يتربصون بالأمة". وتقدمت حماس إلى الشعب المصري بخالص العزاء.