مصر: أطباء ينتقدون تعامل السلطات مع وفاة اليوتيوبر "ماما سناء" بكورونا

22 يونيو 2020
صور تظهر شاكر ووالدته يمارسان نشاطاتهما الطبيعية (فيسبوك)
+ الخط -

بين ليلة وضحاها وجد الأطباء المصريون أنفسهم في مرمى النيران، بعد انتشار مقطع فيديو نشره "اليوتيوبر" محمد شاكر، الشهير بـ"حمو شاكر"، نجل "اليوتيوبر" سناء عبد الحميد، الشهيرة بـ"ماما سناء"، بعد وفاتها بكوفيد-19 نتيجة "الإهمال الطبي"، على حد قوله، الأمر الذي أحدث ردود فعل واسعة وغاضبة، عبّر عنها مواطنون عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعدما أحالت السلطات المصرية ثلاثة أطباء للتحقيق، على خلفية اتهامات شاكر.
كشف شاكر، في مقطع الفيديو، أنّ والدته وقعت ضحية "الإهمال الطبي"، وسرد تفاصيل ساعاتها الأخيرة، قائلاً إنّ والدته كانت تحتاج لعناية مركزة، لكن الأطباء في مستشفى المبرة بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، رفضوا فتح الباب لهم، ورفض العاملون في المستشفى حمل والدته إلى داخل المستشفى. وأضاف أنّه عندما قال للطبيب "والدتي بتموت"، أجابه "ما تموت أعملها إيه، مفيش مكان في العناية المركزة لما يموت حد من العناية، أبقى ادخل والدتك مكانها".


وبعدها قرّر محافظ البحيرة، هشام آمنة، إحالة مدير مستشفى مبرة كفر الدوار وطبيبين في المستشفى على التحقيق، بمعرفة النيابة العامة، بشأن وفاة سناء عبد الحميد النجار، يوم الأربعاء 17 يونيو/حزيران الجاري، في المستشفى، بسبب الإهمال وسوء التعامل، طبقاً لشكوى نجلها.


ورفض أطباء إحالة زملائهم للنيابة العامة دون خضوعهم للتحقيق الداخلي لدى الشؤون القانونية بالمستشفى أو وزارة الصحة أو نقابة الأطباء، كما رفضوا حملات التشويه التي يتعرّضون لها في ظلّ الأزمة القاسية التي يخوضون مهمة الدفاع فيها، في الصفوف الأمامية، ضدّ الوباء العالمي.
ونشر عدد من الأطباء صورا تظهر اليوتيوبر الشهير كما لو أنه يحاول استغلال وفاة والدته لتحقيق نسب مشاهدة عالية، من خلال إضافة إعلان مدفوع الأجر في مقطع الفيديو الذي نشره عبر قناته الخاصة على موقع "يوتيوب"، فضلاً عن حرصه على كتابة العبارة الشهيرة لليوتيوبرز: "لا تنسى الاشتراك في القناة والإعجاب بالفيديو، والضغط على الجرس ليصلك كلّ جديد".
كما نشر عدد من الأطباء مقاطع فيديو عدّة لليوتيوبر الشهير ووالدته، خلال الشهرين الماضيين، وهما يمارسان نشاطاتهما الطبيعية مع أقاربهما، من تبادل الزيارات وإعداد الولائم في المنزل، والخروج، وارتياد صالة الألعاب لبناء الجسم والعضلات، وغيرها، في إشارة منهم إلى "عدم الوعي والتهاون الشديد في التعامل مع انتشار الوباء العالمي".
وكتب الطبيب هاني مهنى، الذي لديه آلاف المتابعين لصفحته على فيسبوك، معلقاً على القضية: "الملايين نازله شتايم في الأطباء والسبب أنّ ابن ماما سناء قال إن الدكاترة سابوا الحاجة مرمية في الاستقبال محدش عايز يدخلها المستشفى! طبعا كلام غريب جدا خصوصا لو حالة متأخرة حسب وصفه. أي دكتور حتى لو مهمل، لو عنده مكان هيدخلها طبعا. على الأقل خوفا من المسؤولية. لكن القصة حسب مافهمت إن مفيش مكان في الرعاية المركزة للحاجة الله يرحمها. وده موقف متكرر الفترة الماضية، خصوصا مع الضغط الشديد على المنظومة الصحية بسبب تزايد الحالات. أنا عمري في حياتي ما شفت دكتور حتى لو ظالم يسيب حاله تموت قدامه وهو عنده مكان في العناية ينقذها".
وأكمل مهنى معلقاً: "ابنها يقول إن الدكتور قال له: (ما تموت وأنا مالي)! طبق حكايته. أنا مسمعتش من الطرف الآخر، لكن لو الدكتور قال كده فهو فعلا مخطئ لأن أقل شيء ممكن تقدمه لإنسان أمه بتموت هي الكلمة الطيبة أو حتى تتعاطف معاه حتى على المستوى الإنساني ورغم إنك مش ها تقدر تقدم له أكتر من كده".
وأضاف: "ابن الحاجة سناء ربنا يصبره، خرجها تعمل فيديوهات وفلوقات في الشارع أكتر من مره ده غير عزومات مصورة برضه داخل البيت وكل ده أثناء أزمة الكورونا رغم إنه كان واجب عليه يعزلها في البيت خصوصا إنها ست كبيرة وعندها عدد من الأمراض المزمنة، والفيديوهات كانت ممكن تستنى خمس ست شهور أو كفايه تتعمل من داخل البيت حفاظا عليها من خطر انتقال العدوى".


واختتم مهنى حديثه بالقول: "آلاف التعليقات على الفيديو هي عبارة عن شتائم للأطباء والتمريض وإجماع على أنهم في أزمة الكورونا قاعدين في المستشفيات إما يهزروا مع بعض أو يلعبوا علي الموبايلات! فماذا عن الـ88 شهيدا من الأطباء ممن ماتوا! هل من كتر اللعب! وآلاف الإصابات بين الأطباء والفريق الصحي دي سببها ايه اللعب! طيب والآلاف المؤلفة اللي ربنا كتب لهم الشفاء من المصابين بالكورونا وبينهم شيوخ في الثمانينيات مين اللي عالجهم لما كان الدكاترة قاعدين على الموبايل! أظن إنه من الظلم يبقى ناس متصدرة في معركة شديدة القسوة زي دي بدل ما يوجه لهم دعم نفسي على الأقل يلاقوا الناس كلها بتشتم فيهم. في وقت نحن في أمس الحاجة فيه لكلمة طيبة".
بينما علقت الطبيبة المصرية والنقابية البارزة منى مينا على الحادثة بالقول: "للأسف رد فعل الناس العدواني نتيجة طبيعية لتصريحات مسؤولي وزارة الصحة أن لا مشاكل في استيعاب المستشفيات وأن لدينا 30 ألف مكان مشغول منها 6000 مكان فقط، وهو ما يفهم منه أن هناك وفرة في الأماكن في المستشفيات، لكن الأطباء يرفضون احتجاز المرضى بها وعلاجهم، بالطبع لأنهم يفضلون تمضية وقتهم في اللعب على هواتفهم المحمولة".
واختتمت حديثها: "أعتقد لو أن وزارة الصحة تكلمت بصراحة مع الناس لشرح خطورة الوضع، وقدمت حلولاً عملية بدل من إلقاء العبء بالكامل على الأطباء، الأوضاع ستتحسن قليلاً، لأننا في وضع صعب جداً لمئات الأسباب، لكن من الأهم ألا نترك الأوضاع للمزيد من التدهور، لأن النتائج ستكون مرعبة حقاً".

المساهمون